لا تزال العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا سارية نتيجة لغزوها ولإجراءاتها العدوانية الأخيرة على أوكرانيا، والتي وصفها المجتمع الدولي بأنها “جرائم حرب”، والتي أثرت على مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك سوق العملات. أمس الجمعة، ومع اقتراب الأسبوع من نهايته، حققت خمس عملات رئيسية مكاسب ملحوظة مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث تصدر الدولار الأميركي المشهد مما عمق الفجوة أمام الليرة السورية لتتحسن.

الفدرالي الأميركي دعم الدولار

اكتساب الدولار الأميركي دعما كبيرا في سوق العملات والذي استمر حتى اليوم السبت، كان بفضل توقعات إجراءات التشديد النقدي من الاحتياطي الفيدرالي، حيث احتل الصدارة في قائمة الرابحين وكسب 1.56 بالمئة مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

وتبعت العملة الأميركية، الدولار الكندي بمعدل ربح كبير، والفرنك السويسري في المركز الثالث واليورو وأخيرا الدولار الاسترالي بنسبة ربح صغيرة. حيث تراوحت أرباح العملات الخمسة سابقة الذكر ما بين 0.17 بالمئة و1.56 بالمئة في المتوسط.

وبهذا يكون قد سجل الفوركس والدولار الأميركي أكبر مكاسب أسبوعية في شهر واحد على خلفية رسائل بنك الاحتياطي الفيدرالي، للحد من التضخم المرتفع. كما تقدم مؤشر الدولار إلى 100 للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين. وارتفع إلى 100.19، وهو أعلى مستوى منذ أيار/مايو 2020.

وكان آخر تغيير طفيف للدولار بزيادة 1.3 بالمئة خلال الأسبوع. وارتفع الدولار مقابل سلة من ست عملات خلال الشهر الماضي، وخاصة مقابل اليورو، التي تعرضت لضغوط من مخاوف المستثمرين بشأن التكاليف الاقتصادية للحرب في أوكرانيا والانتخابات الرئاسية التي يحتمل أن تكون مؤثرة في فرنسا.

للقراءة أو الاستماع: سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الرقمي الأميركي

الليرة السورية تتراجع

كبير اقتصاديي الأسواق في كابيتال إيكونوميكس، جوناس غولترمان، أشار في تصريح لوكالة “رويترز”، إلى أن رسالة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة بشأن السياسة النقدية الانكماشية، بينت أن صانعي السياسة حريصون على مكافحة التضخم، لكن منطقة اليورو اتخذت حتى الآن موقفا أكثر حذرا من البنوك المركزية الأخرى، مما أدى إلى إضعاف اليورو.

تأثير سياسات البنك الفيدرالي الأميركي، تؤثر طردا على الليرة السورية، فمع صعود أسهم الدولار في سوق التداولات، سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال تداولات اليوم السبت، ارتفاعا جزئيا في عموم المحافظات السورية، وحافظ على استقراره في إدلب.

في دمشق، ووفقا لتصريح محال الصرافة، لـ”الحل نت”، ارتفع سعر صرف الدولار، بمقدار 20 ليرة خلال الساعات الماضية أي بنسبة تقارب 0.39 بالمئة. واستقر عند سعر شراء 3885، وسعر مبيع يبلغ 3920 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3905 و 3920 ليرة.

وفي أكبر المدن الصناعية السورية، فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 15 ليرة عن آخر إغلاق أي بنسبة تقارب 0.340 بالمئة. واستقر عند سعر شراء يبلغ 3875، وسعر مبيع يبلغ 3910 ليرة سورية للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3895 و 3910 ليرة.

وفي شمال غربي سوريا، وتحديدا في إدلب، حافظ الدولار على استقراره عند سعر شراء يبلغ 3875، وسعر مبيع يبلغ 3915 ليرة للدولار الواحد. بينما كان سعر صرف الدولار للحوالات في نشرات شركات الصرافة يساوي 2925 ليرة سورية للدولار الواحد.

للقراءة أو الاستماع: العراق: تأجيل مصير سعر صرف الدولار لهذا الموعد

الدولار بدأ بالعودة

منذ صعوده إلى الصدارة في عام 1971، كان المحللون يحذرون من انهيار وشيك للدولار. لكن العديد من الخبراء في سوق المال والسياسية يعتقدون، أن الدولار الأميركي بعيد كل البعد عن نهاية ولا سيما الآن.

ستيفن روتش، الزميل الأول في معهد “جاكسون” للشؤون العالمية في جامعة “ييل”، قال في تصريح لموقع “سي إن بي سي”، ”نميل إلى الاعتقاد بأنه لا يوجد شيء يمكن أن يزيح الدولار عن هذا المكانة المرموقة كعملة عالمية”. وأضاف أن الاعتقاد بأن الدولار سيفقد هيمنته هو رأي مبالغ فيه، وسيتم تفنيده في النهاية.

أما كاثي جونز، العضو المنتدب في مركز “شواب” للأبحاث المالية، ذكرت أيضا لذات الموقع أمس الجمعة، أن فرص حدوث ذلك ضئيلة. وقالت ″عندما رأينا مخاوف بشأن الأحداث في الاقتصاد العالمي، سواء كان ذلك في الاقتصاد أو الأحداث الجيوسياسية، ارتفع الدولار ولم ينخفض، إذ ينظر إليه على أنه ملاذ آمن”.

وشهدت حصة الدولار الأميركي من عملات الاحتياطيات العالمية انخفاضا ثابتا على مدار العشرين عاما الماضية مع تحول البنوك المركزية إلى العملات غير التقليدية، لتنويع مقتنياتها. ومؤخرا مع غزو روسيا لأوكرانيا، ورد فعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ببيع الغاز بالروبل الروسي، بدأ الحديث عن انتهاء هيمنة الدولار الأميركي على التجارة العالمية، وولادة قطب اقتصادي جديد.

وعلى الرغم من التحذيرات من زوال الدولار بعد الأزمة المالية لعام 2008، ارتفعت العملة عندما تبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورا أكثر عولمة في المساعدة في إنقاذ النظام المالي العالمي. وتظهر بيانات بنك التسويات الدولية أن  ما يقرب من 90 بالمئة من التداولات عبر سوق الصرف الأجنبي البالغ 6.6 تريليون دولار في اليوم، لا تزال تعتمد على الدولار.

للقراءة أو الاستماع: بعد سيادته لمدة 80 عام.. هل أصبح الدولار الأميركي في خطر؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.