كشف مسؤول ما يسمى بـ”ديوان بيت المال” في تنظيم “داعش” الإرهابي، سامي العجوز، مساء أمس السبت، سياسة التنظيم المالية، وحجم الأموال التي كانت بخزينة التنظيم.

وقال العجوز، خلال ظهوره في برنامج “قيل وقال” على قناة “الشرقية” العراقية، إن “التنظيم في بداياته، كان يجمع الأموال عبر ما يسميه القواطع”، وهي المناطق التي ينتشر بها عناصره.

للمزيد: داعش يخسر قيادته على طريقة “الدومينو” في العراق.. أخرهم “الشجيري” 

نوافذ التمويل

وكانت تلك الأموال “تأتي عن طريق الأتاوات التي يأخذها عناصر التنظيم من المواطنين، ومن ثم تسلم إلى خلية كان العجوز أحد أفرادها ليتم إيصالها إلى قيادة التنظيم، بحسبه.

وأعقاب ذلك، وبعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل، تحول العجوز البالغ من العمر 48 عاما، للعمل بما يسمى بالـ”نفطية”، وهو مصطلح يشير إلى كل ما يتعلق بالنفط ومشتقاته، التي كان يعمل على جمعها والحفاظ عليها من أي ضرر.

وأوضح في حديثه، أن بعد ذلك “تحول التنظيم للعمل بنظام الدواوين، ليشغل مسؤول ديوان الركاز في العراق”، لافتا إلى أن “معدل واردات النفط بالعراق في ذلك الحين، كانت تصل إلى 10 ملايين دولار”.

وفيما بعد، انتقل القيادي في التنظيم، بحسب كلامه، للعمل في ديوان الركاز بسوريا، لتصل حينها واردات النفط إلى 37 مليون دولار في الشهر الواحد، قبل أن تعود لتتراجع بسبب القصف الذي مثل عامل ضغط على عملية النفط التي كان يديرها التنظيم.

العجوز الذي ينحدر من محافظة صلاح الدين (وسط شمالي العراق)، أكد أنه “في العام 2016 تم تعيينه مسؤولا لبيت المال لمدة لا تزيد عن أربعة أشهر”، مبينا أن “خزين بيت المال كان يبلغ حينها 250 مليون دولار، وتراجع إلى 170 مليون دولار عند تركه إدارة مهام بيت المال”.

كما أن “أموال بيت المال كانت تصرف على تجهيز الولايات والدواوين، بناء على طلب يرد إلى بيت المال من لجنة مخصصة لهذا الغرض، مقرر فيه المبلغ الذي يراد صرفه”.

للمزيد: تراجع حضور “داعش” في المنطقة.. ما علاقة القرشي؟

من هو العجوز؟

وسامي العجوز مواليد 1974، من محافظة صلاح الدين، انتمى لجماعة “التوحيد والجهاد”، بين عامي 2004-2005 وتولى فيها مهام جمع وشراء السلاح.

وفي العام 2005، اعتقل العجوز من قبل قوات التحالف الدولي التي كانت تقودها الولايات المتحدة الأميركية في العراق، ليودع في معتقل “أبو غريب”، وينقل بعدها إلى معتقل “بوكا” ليقضي نحو سبعة أعوام.

وعاصر العجوز، أبرز قيادات التنظيم من الصف الأول، حيث قضى فترة اعتقاله مع زعيما التنظيم السابقين الذين قتلا بعمليات عسكرية أميركية خاصة بين عام 2019 و 2022، “أبو بكر البغدادي، وعبدالله قرداش”، كما التقى زعم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” حينها أيضا، بحسبه.

وفي العام 2013 التحق العجوز بصفوف “داعش”، وعمل مع الرجل الثاني في التنظيم، فاضل أحمد عبدالله الحيالي، والذي كان يعرف بـ”أبو معتز التركماني”، والذي قتل بغارة أميركية بمدينة الموصل عام 2015، لينتقل بعدها للعمل في سوريا، واعتقل عام 2021 بعملية خاصة لجهاز المخابرات الوطني العراقي.

ومنذ ظهور تنظيم “داعش”، وحتى الآن، بقيت سياسته المالية تمثل أحد أكثر التحديات بوجه العالم، ولعلها آخر ما استعصى في فك شفراته، إذ يعتمد التنظيم على إدارة مالية محكمة ما تزال تعمل في الخفاء.

ويدير التنظيم شبكة من التحويلات المالية التي ما تزال نشطة في مناطق من العراق وسوريا، وغيرها من أماكن تواجده، وما تزال مصادر تمويله خفية ومحل جدل بين المراقبين والسلطات، لا سيما بعد فقدانه السيطرة على الأراضي التي احتلها في حزيران/يونيو 2014 وما كانت توفره من موارد اقتصادية.

للمزيد: العراق يلاحق بقايا داعش في 4 محافظات.. التفاصيل الكاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.