استخدم مصطلح الدولارات المجمدة لأول مرة في عام 2003 بعد حرب العراق، عندما خسرت البنوك العراقية مليارات الدولارات، وقدم العراق طلبا رسميا بأن “تجمد” الولايات المتحدة جميع الأوراق النقدية التي اختفت، وبعد الحرب الليبية عام 2011 شهد الدولار المجمد انتشارا واسعا وصل مداه إلى قلب سوريا، فأصبح الأمر شائعا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

احتيال عبر التواصل الاجتماعي

بحجة تبديل دولار مجمد، تم اعتقال شخصين في حلب، أمس الأحد، من قبل أجهزة الأمن السورية بتهمة الاحتيال على السكان من خلال تبديل أموال أميركية مجمدة.

بدأت القصة عندما راجع أحد المواطنين فرع الأمن الجنائي في حلب، زاعما أنه تعرض لعملية احتيال عبر مواقع التواصل الإجتماعي، عبر صفحة تحمل اسم (مهند المحمود) يعرض بيع دولار مجمد مقابل دولار عادي بفارق الضعف.

وأكدت وزارة الداخلية، في بيان اطلع عليه “الحل نت”، أنه قام بتسليم مبلغ 7500 دولار تم وضعه على سبيل الأمانة من قبل قريبه المسافر، لشخص من الصفحة وتفاجأ بأن المبلغ الذي استلمه عبارة عن (ورق أبيض).

وأوضح البيان، أن “فرع الأمن الجنائي في حلب خطط لكمين واعتقل شخصين هما (محمد ر.) و (نصر. م)، واعترفا بالاحتيال على المدنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع أشخاص خارج البلاد”.

وبيّنت الوزارة، إنه “مقابل مكاسب مالية، قام هؤلاء الأشخاص بإنشاء صفحات وهمية على فيسبوك وضللوا المواطنين ليصدقوا أن لديهم دولارات ليبية مجمدة، وعرضوا على الضحايا مبادلة 5000 دولار عادي مقابل 10000 دولار مجمّد”، وبعد الاتفاق معهم، وضعوا “ورق أبيض” ضمن كيس بقصد الاحتيال عليهم.

للقراءة أو الاستماع: بين “النوروز الإيراني” و”الليبي المُجمّد”.. كيف أغرقت لبنان السوق السورية بالدولارات؟

من الرقة حتى درعا

انتشرت مؤخرا حوادث الاحتيال في سوريا، لا سيما المتعلقة بظاهرة بيع “الدولار المجمد“، إذ وقع العديد من الأشخاص ضحية عمليات نصب واحتيال، بمبالغ كبيرة بذريعة الحصول على “الدولارات المجمدة“.

حيث تشهد المدن السورية من الرقة حتى درعا منذ سنوات عددا متزايدا من حالات التزوير والترويج للعملة المزورة. وسقط التجار والمقيمون في كافة المناطق ضحية الدولار المجمد، الأمر الذي تسبب في خسارة الكثيرين لأموالهم في ظل أزمة العملة المزورة، وانهيار حاد في قيمة الليرة السورية.

ويدعي القائمون على عمليات النصب هذه، أن بحوزتهم كميات من “الدولارات المجمدة“، ويؤكدون أنها عملة أميركية، تم تجميد أرصدتها من قبل الولايات المتحدة في البنوك الواقعة بمناطق الحروب، إذ يمكن استخدامها في الأسواق الحرة في عمليات البيع والشراء بين التجار، شريطة ألا يتم إيداعها في البنوك الخارجية والدولية، لأن أرقامها مجمدة حسب قولهم.

في حين صدرت تحذيرات من تجار وصرافين من دخول عملات مزيفة إلى سوريا عبر تركيا ولبنان، حيث تتهم العديد من المصادر، بما في ذلك المزورون أنفسهم، “حزب الله” اللبناني بالوقوف وراء العملة المجمّدة وتسهيل دخولها من لبنان إلى سوريا.

عملية العثور على الدولار المجمد في سوريا ليست صعبة، حيث ينتشر تجارها عبر شبكات منظمة ويمكن العثور على الأموال من خلال أفراد لديهم معرفة بتجار العملات المزيفة. وبحسب ما ذكرت مصادر محلية لـ”الحل نت”، فإن معظم تجار الدولارات المجمّدة هم من الشباب ويطمحون إلى كسب الثروة بسرعة.

للقراءة أو الاستماع: الدولار الأبيض يزيد من معاناة السوريين

ما هو الدولار الليبي المجمد؟

لم يقتصر تداول الدولار “المجمد” على عناصر “حزب الله” داخل لبنان، لكنه وصل إلى سوريا حيث أعلنت القوات الأمنية على مدى أشهر، القبض على أشخاص يستدرجون المواطنين بقصد سلب أموالهم بحجة بيعهم مبالغ من الدولار المجمد.

وانتشر الدولار المجمد من ليبيا قبل بضع سنوات عندما تعرضت العديد من البنوك الليبية للسرقة، ولا سيما بعد انهيار نظام معمر القذافي، إذ تعرض مصرف ليبيا لاعتداء من قبل مسلحين في سرت في عام 2013، وصودر آنذاك ما يقرب من 55 مليون دولار أميركي.

وفي ضوء الاضطرابات وسيطرة الجماعات المسلحة في ذلك الوقت، تم الاعتراف بهذه الجريمة باعتبارها أكبر عملية سطو في تاريخ ليبيا. حيث تم تهريب مجموعة متنوعة من العملات المسروقة إلى خارج البلاد، بما في ذلك الدولار واليورو والدينار الليبي.

وإلى جانب مصرف ليبيا، تم استهداف بنوك ومبان حكومية أخرى. وبمجرد وصول هذه الأموال، يتم تهريبها من خلال فتح الاعتمادات في تلك الدول التي تصلها.

مواصفات الدولار الليبي المجمد تندرج بين مفهومين، وهما إما أن يكون الدولار أصوله مجمدة. بحيث لا يمكن تداوله رغم أنه نظامي. وبالنسبة للنوع الثاني فإن الدولار قد يكون مزيفا أو مزورا. حيث تنتشر عصابات تزور الدولار بأدق التفاصيل وتدّعي أنه دولار مجمد. وفي كلتا الحالتين فإن تداول الدولار المجمد وبيعه وشراؤه يعرض صاحبه إلى المسؤولية القانونية في جميع الدول.

للقراءة أو الاستماع: سحب الدولارات من جيوب الناس.. اعتقال صرافين وأصحاب شركات في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.