بشكل مفاجئ، أعلنت شركة “الهرم” والتي تعنى بالحوالات المصرفية، اعتمادها سعر صرف السوق السوداء، في التحويلات المالية، التي تصل إلى السوريين من خارج البلاد، وبهذا القرار تكون الشركة، قد خالفت قرار البنك المركزي السوري، والذي أقر بأن سعر تصريف الليرة السورية مقابل الدولار الواحد هو 2814.

لعبة توضح حاجة الدولة للعملة الأجنبية

من خلال القرار الذي اتخذته الشركة، اتضحت المفارقة التي توحي بمدى حاجة الحكومة السورية للقطع الأجنبي، إذ أعلنت الشركة عن سعر صرف “دولار الحوالات” المالية الخارجية الآتية إلى سوريا، بـ 3950 ليرة سورية للدولار الواحد.

قرار الشركة برفع سعر صرف دولار الحوالات، هو الثاني خلال شهر رمضان، إذ في مطلع شهر رمضان، حددت الشركة “الهرم” سعر الصرف أقل بـ 500 ليرة، عن السوق السوداء.

لكنها ومع انتهاء الشهر، وبدء المغتربين بإرسال الحوالات، بدأت “الهرم” ترفع هذا السعر في قفزات متتالية، وصولا إلى السعر المحدد من جانبها، ظهيرة الخميس الفائت، والذي هو أعلى من السعر الرائج في السوق السوداء بـ 60 ليرة على الأقل.

وفي السياق ذاته، أعلنت الشركة عن إرسال الحوالات من كافة الدول إلى المحافظات السورية عبر شركة “الهرم”، مجانا، وذلك بمناسبة عيد الفطر، اعتبارا من يوم الأربعاء 27 نيسان/أبريل الجاري، وحتى نهاية يوم السبت 30 نيسان/أبريل الجاري.

للقراءة أو الاستماع: لماذا رفع “المركزي السوري” دولار الحوالات؟

بعد سنة كاملة المركزي يعترف بالأزمة

وعن أسباب رفع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية للتحويلات الخارجية، كشف “مصرف سوريا المركزي”، في منتصف نيسان/أبريل الجاري، أن القرار جاء بناء على مجموعة من العوامل الموضوعية المتعلقة بالوضع الاقتصادي العالمي الذي يعاني من ارتفاع معدلات التضخم.

وكان المركزي السوري قد رفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية في نشرته الرسمية. ووصل الدولار الواحد للحوالات إلى 2814 ليرة بمعدل متوسط بدلا من 2512 ليرة.

كما أرجع ارتفاع الأسعار في السوق المحلي ومعظم السلع إلى أجور الشحن. وأوضح أن السعر ينطبق على مجموعة من التحويلات، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية الدولية، ومنظمات الأمم المتحدة، والتحويلات الواردة من خلال خدمة “ويسترن يونيون” العالمية.

وذلك لتعزيز قدرة هذه المنظمات على العمل في سوريا، وتشجيع مرسلي الحوالات من الدول الأجنبية، على إرسال الحوالات عبر شبكات تحويل منتظمة.

وأشار مصرف سوريا المركزي، إلى أن رفع سعر نشرة البنوك والصرف، يستلزم رفع سعر الصرف في نشرة الجمارك والطيران التي يتم على أساسها تحصيل الرسوم التقديرية بالعملة الأجنبية.

للقراءة أو الاستماع: الحوالات المالية أفضل من النفط لدمشق.. ما الأسباب؟

التضخم يلقي بظلاله على الحكومة

مع أن الحكومة السورية لم تصغ للمختصين في مجال الاقتصاد داخل دمشق، إلا إنهم يؤكدون مرارا وتكرارا على أن الحل الوحيد أمام المؤسسات السورية هو الاعتراف بسعر صرف الليرة الحقيقي أمام الدولار، دون الاكتراث للتقارير التي يقدمها البنك المركزي السوري، والتي لم تعالج التضخم داخل البلاد على مدى السنوات السابقة.

وفي مقابلة مع راديو “ميلودي” المحلي، قال علي كنعان، المدير السابق للبنك الصناعي، إن التحويلات أفضل من الوقود لأنها بلا تكلفة، وأنه عندما تصل 100 دولار أو 1000 دولار إلى سوريا، وهو مبلغ شبه مجاني لاقتصاد الوطن يستطيع أن يستورد به السلع والمواد اللازمة كونه أتى من مصادر خارجية.

ووفقا لحديث كنعان، فإن على الحكومة أن تشجع وترفع سعر الحوالات بعدة طرق، فهي تحصل على قطع أجنبية بدون تكلفة، ويتم تصريف سعرها بالليرة السورية محليا، كما يجب أن تشجع أصحاب الحوالات على إدخال هذه المبالغ إلى البلاد، مما يمكّن الحكومة من تمويل الواردات.

ومضى كنعان يقول إنه عند اتخاذ قرارات إدارية لأهم أدوات السياسة النقدية، فإنها تدخل في حالة انكماشية من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض مستوى الإنتاج والبطالة والاعتماد على الواردات بدلا من الصادرات. مؤكدا أن زيادة الأجور ليست سببا للتضخم بل هي إجراء تعويضي عن نقص الطلب.

وكان مركز “جسور للدراسات”، قبل أيام، نشر تقريرا توقع فيه زيادة قيمة الحوالات المالية إلى سوريا خلال فترة شهر رمضان، إذ من المتوقع أن تصل قيمة الحوالات هذه الفترة إلى أكثر 200 مليون دولار تتوزع بشكل رئيسي في مناطق شمالي سوريا.

وقدر التقرير عدد المستفيدين من الحوالات الدورية إلى سوريا، بأكثر من 5 ملايين نسمة، يتوزعون على مختلف مناطق البلاد، وبمبالغ شهرية تقدر بين 125 و150 مليون دولار شهريا.

للقراءة أو الاستماع: هل ينافس “المصرف المركزي السوري” السوق السوداء بدولار الحوالات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.