تواصل إيران مشوارها في الاستحواذ على الاقتصاد السوري ومقدرات البلاد، فيما يبدو أنه استغلال للانشغال الروسي في غزو أوكرانيا، لتنقض إيران على قطاعات عديدة في الاقتصاد كالاتصالات والثروات الباطنية بعد أن أصبحت ترى في ذلك حق نتيجة مساندتها للنظام الحاكم على مدى 10 سنوات.

سوريا مفتوحة أمام إيران

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، فتحت حكومة دمشق الأبواب أمام إيران للاستحواذ على العديد من القطاعات الاقتصادية، ذلك ما أكده المسؤولون السوريون مرارا، وفق تسمية “تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين“.

وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، بحث مع السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني، آلية استحواذ إيران على عمل المطاحن والصوامع في سوريا، إضافة إلى تنفيذ العديد من المشاريع في هذا المجال.

وأكد الوزير سالم في تصريحات نقلتها وكالة “سانا” المحلية، استعداد الوزارة لتقديم كل التسهيلات اللازمة التي تضمن تنفيذ أعمال شركة “أرد ماشين” الإيرانية، في بناء وتأهيل المطاحن وفق أفضل الشروط والمواصفات العالمية.

ويرى الباحث الاقتصادي رضوان الدبس، أن دمشق مجبورة على تقديم هذه التسهيلات لإيران، لا سيما بعد فتح الخط الائتماني من إيران لحكومة دمشق، وهو قرض بفائدة ميسرة، ومع عجز الحكومة عن سداد هذا الخط فكان لا بد من هذه الإجراءات.

قد يهمك: حضور إيراني جديد في مناطق الروس بسوريا.. ما علاقة الفوسفات؟

ويقول الدبس في حديثه لـ“الحل نت“: “لا نعلم حتى الآن مدى قيمة الخط الائتماني الذي منحته إيران، إلا أنها ستحصل بالتأكيد على مقابل كبير بعد فتح هذا الخط.. بالتالي من الطبيعي والمنطقي أن تبدأ إيران بالحصول على مكاسب اقتصادية من سوريا، فهي تعلم أن الحكومة في سوريا عاجزة عن سداد أي شيء بشكل نقدي، وبالتالي تدخل هي وتعمل بيدها للحصول على المكاسب ودمشق تدرك هذا الأمر تماما لذلك تفتح سوريا بمصراعيها أمام الإيرانيين“.

موقف روسيا؟

ويؤكد الباحث الاقتصادي أن إيران تستغل الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية، إلا أنه يشير بقوة إلى أن روسيا لن تسمح لإيران بالاقتراب من بعض القطاعات كالمطارات والموانئ.

وحول ذلك يقول:“روسيا على الرغم من انشغالها لن تسمح لإيران بالتأكيد بالسيطرة على المفاصل المهمة، إيران تتجه إلى القطاعات من الدرجة الثانية، هناك خطوط حمراء، روسيا هي الأخرى أيضا مسيطرة على بعض القطاعات كالمطارات وبعض الموانئ والمناطق الساحلية“.

يرى محللون أن إيران تريد الإسراع بتنفيذ مشاريعها المعلقة مع حكومة دمشق، لزيادة توغلها في الاقتصاد السوري، مستغلة بذلك انشغال المنافس الأول وهو الجانب الروسي، بغزوه للأراضي الأوكرانية.

يساعد طهران في ذلك التسهيلات السورية اللامحدودة، أمام المشاريع الإيرانية التي اجتاحت المناطق السورية في كافة المجالات، ليخرج أمس وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل مشيدا بالدور الإيراني في التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

في حين أكد رئيس “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية“، محمد محسن أبو النور، أن إيران مهدت منذ أشهر للعديد من المشاريع الاقتصادية، لزيادة نفوذها في اقتصاد سوريا.

وقال محسن أبو النور في حديث سابق لـ“الحل نت“: “الاقتصاد تم تسليمه بالفعل إلى إيران منذ سنوات طويلة، بعد أن استحوذت طهران على أغلب القطاعات الحساسة والمفصلية في السوق السورية، على رأسها قطاع الاتصالات، والعقارات، تصريحات الوزير السوري تعني أن هناك مشاريع أخرى يمكن أن تعقد بين الجانبين خلال الفترة القادمة“.

مشاريع متعددة للإيرانيين في سوريا

في عام 2017 وقعت طهران خمس اتفاقيات مع دمشق، في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات والموانئ في طهران.

واعتبر رئيس مجلس الوزراء السوري الأسبق، عماد خميس، تلك الاتفاقيات “نواة لكتلة كبيرة من التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاقتصاد والاستثمار وإنشاء المصانع وإعادة الإعمار“. وقد خصصت تلك الاتفاقيات 5000 هكتار في سوريا لإنشاء ميناء نفطي، و5000 أخرى أراض زراعية، ومناجم الفوسفات جنوب مدينة تدمر“.

كذلك وفي نفس العام، وقعت مذكرة تفاهم بين البلدين من أجل التعاون في مجال القطاع الكهربائي، وتضمنت المذكرة إنشاء محطات توليد ومجموعات غازية في الساحل السوري، إضافة إلى إعادة تأهيل محطات طاقة في دمشق وحلب وحمص ودير الزور وبانياس.

اقرأ أيضا: معلومات جديدة عن رامي مخلوف بعد عامين من انقلاب الأسد عليه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة