قتل وجرح 30 مدنياً، الأربعاء، بقصف لقوات الحكومة السورية على مدينة “أريحا” بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وقال مدير المكتب الإعلامي لقطاع الدفاع المدني بمدينة “أريحا”، “حسن الأحمد”، لـ(الحل نت)، إنّ: «10 قتلى بينهم أربعة أطفال وامرأة قتلوا، وجرح 20 آخريين بينهم إصابات خطرة إثر استهداف القوات الحكومية بالقذائف المدفعية للمدينة».

وأضاف “الأحمد”، أنّ القوات الحكومية استهدفت مواقع وأحياء مكتظة بالسكان بتسعة قذائف مدفعية مما تسببت أيضاً بوقوع خسائر وأضرار مادية بممتلكات المدنيين.

إلى ذلك، أوضح مصدر عسكري في “الجيش الوطني”، لـ(الحل نت)، أن نوع القذائف التي استهدف بها الجيش السوري مدينة أريحا هي قذائف من نوع “فوزليكا”، أطلقت من مواقعه في قرية “معردبسة” الواقعة على الأوتوستراد الدولي حلب – اللاذقية. 

وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب خاصة، إلى أنّ “الجيش الوطني” و”هيئة تحرير الشام” ردت بقصف مماثل على مواقع القوات الحكومية في بلدة “بابيلا” ومدينة “معرة النعمان” جنوبي إدلب، دون التوصل لمعلومات حول وقوع خسائر بصفوف القوات الحكومية من جرّاءِ الاستهداف.

ماهي الأهمية الاستراتيجية لمدينة “أريحا” 

تعتبر مدينة أريحا من أهم المدن بمحافظة إدلب كونها بحسب موقعها الجغرافي قريبة من الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف باسم (M4).

كما أنها تقع على هضبة جبلية تعد أعلى قمة بالمنطقة التي يطلق عليها اسم “جبل الأربعين”، بحسب مصدر عسكري من “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة للجيش الوطني.

وأضاف المصدر ذاته، أن القوات الحكومية السورية تهدف لتهجير السكان المقيمين بالمدينة، من خلال استهدافاها المركزة على الأسواق الشعبية والأحياء المكتظة بالسكان، إذّ سيسهل عليها شن عمليات عسكرية برية في الأيام المقبلة القادمة.

وبيّن المصدر العسكري، إلى أن سياسية الجيش السوري وروسيا في المعارك الأخيرة التي دارت جنوب محافظة إدلب تعتمد بدايةً على تهجير السكان بشنها عمليات قصف مركزة ويطلق على هذه السياسة عسكرياً “الأرض المحروقة”.

واتبعت هذه الاستراتيجية قبيل إحكام الجيش السوري سيطرته على مدينتي “خان شيخون” و”معرة النعمان” وقرى وبلدات الريف الجنوبي والشرقي للمحافظة أواخر عام 2019.

ويبلغ عدد سكان مدينة أريحا ما يقارب 70 ألف نسمة معظمهم من المهجرين والنازحين إليها من مناطق جنوبي إدلب وشرقها، إضافة للعوائل التي هجرت من محافظات سورية أخرى كدمشق ودرعا وحمص.

للمزيد يرجى قراءة: قتلى وجرحى من «الجيش الوطني» بقصفٍ للقوات الحكومية جنوبي إدلب

كيف رد الجيش التركي حيال القصف على “أريحا”؟

ناشطون محليون أكدوا لـ(الحل نت)، أنّ القواعد العسكرية التركية المنتشرة بمحيط مدينة “أريحا”، لم تتخذ أي إجراءات حيال القصف الذي استهدف المدينة.

واكتفت تلك القواعد بعمليات توثيق أعداد القتلى والجرحى عن طريق مندوبين وعناصر سوريين يعملون معها داخل النقاط العسكرية.

ويبلغ عدد القواعد التركية المحيط بمدينة أريحا، ستة قواعد رئيسية أهمها القاعدة العسكرية في قرية “المسطومة”، وقرية “معترم” التي يتمركز بها القيادة العامة للجيش التركي المسؤولة عن منطقة جَنُوب محافظة إدلب.

واستقدمت القوات الحكومية، في الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية من عناصر مشاة وآليات ثقيلة باتجاه مدينة “سراقب” شرقي إدلب، حسب مصدر عسكري من “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني” لـ(الحل نت).

وأرسلت القوّات التركيّة خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكريّة إضافيّة إلى مناطق شمال غربي سوريا، تحسباً لهجوم وشيك على تلك المنطقة.

فيما تقول فصائل المعارضة إنها بدأت بوضع خطة عسكريّة، لمواجهة هجوم محتمل للقوات الحكومية بدعمٍ روسي على إدلب.

إلّا أنّ محللون عسكريون يستبعدون حدوث عمليّة عسكريّة جديدة في الوقت الراهن، سواء في شمال سوريا أو شمال غربي البلاد، كون التصعيد العسكري ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف حالياً.

قد يهمك: «الحل العسكري قادم».. محلل عسكري يكشف لـ«الحل نت» الخطة التركيّة الروسيّة لضرب إدلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة