تفاجئ بعض المزارعين في الريف الغربي لمدينة دير الزور، شرقي سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، بتلقيهم إنذار من قبل ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني، بعدم الاقتراب من أراضيهم الزراعية ورعاية محاصيلهم، لأنها أصبحت ملك لهم.

وأفادت مصادر محلية من المنطقة، لـ “الحل نت” أن “دوريات من “الحرس الثوري”، اقتحمت على مزارعين في بلدة التبني، أثناء تواجدهم في حقولهم الزراعية، وطلبت منهم إخلائها على الفور، وعدم الاقتراب منها، تحت طائلة العقاب والمساءلة”.

وعند سؤالهم لعناصر الدورية عن السبب، تلقوا جواب مفاده، أن “الأرض تعود ملكيتها لأشخاص معارضين للحكومة السورية، وأنها الآن أصبحت ملكا لهم”.

تخوف من خسارة المحاصيل

أحد المزارعين في البلدة فضل عدم الكشف عن اسمه، أفاد لـ “الحل نت” إنه “استثمر الأرض بناء على طلب أصحابها الأساسين، وهم متواجدين في الخليج العربي منذ أكثر من 10 أعوام، ومنذ ذلك الوقت يقوم بزراعة الأرض وجني محصولها”.

مشيرا إلى أن “عناصر الحرس أبلغوه بعدم الاقتراب منها، علما أن الأرض تبلغ مساحتها 75 دونم، ومزروعة الآن بمحصول القمح، وهو متخوف كثيرا من أنه قد يخسر الموسم الشتوي لهذا العام، وأنه تكلف كثيرا في زراعته”.

بينما أفادت أم يوسف، مزارعة من البلدة أيضا أخذت الأرض منها، في حديثها لـ “الحل نت” إن “الأرض تعود ملكيتها لشقيقها وهو مقيم في ألمانيا منذ أكثر من خمسة أعوام، ولا ينتمي لأي جهة سياسية، حيث أبلغها عناصر الحرس بعدم الاقتراب من الأرض، حتى إشعار آخر”.

قد يهمك: سببها المسروقات.. اشتباكات داخلية بين ميليشيات إيرانية ومحلية شرقي دير الزور

تجاوزات ممنهجة
الصحفي، محمد حسان من دير الزور، يقول لـ “الحل نت”، إن “عمليات الاستيلاء على ممتلكات المدنيين من قبل ميليشيات إيران ليس بالأمر الجديد، وما تقوم به من عمليات استيلاء جديدة على الأراضي الزراعية يأتي كإكمال للخطة التوسع والانتشار، حيث تقوم الميليشيا بتأجيرها أو استثمارها للاستفادة المادية منها”.

وسبق ذلك بأيام قليلة، قيام مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين التابعين للحكومة السورية، بالاستيلاء على أراض زراعية في محيط البلدة ذاتها، بحجة انتماء أصحابها لتنظيم “داعش” الإرهابي، ولاذوا بالفرار مع انسحابه من المنطقة، وفقا لحديث المصدر ذاته.

مضيفا أن “دوريات من “الفرقة الرابعة” أنذرت الفلاحين العاملين بالأراضي الزراعية بضرورة إخلائها والتوقف عن العمل بها، لكونها أصبحت من أملاك الدولة”.

وهي ليست المرة الأولى التي تستولي بها ميليشيات إيران على ممتلكات عامة أو خاصة ضمن مناطق سيطرتها بدير الزور، إذ استولت على عشرات المباني والمنازل بحجة أن أصحابها مُقاتلون سابقون في فصائل المعارضة المُسلحة أو مدنيون نازحون، كما عملت على سرقة أثاث ومحتويات تلك المنازل، فضلا عن تحويل قسم كبير منها إلى مقرّات لها.

ويسيطر “الحرس الثوري” الإيراني منذ عام 2017 على أهم مدن ومناطق دير الزور، وقد سخّر كل موارد المنطقة لخدمته، ولا تقتصر تلك الهيمنة على الجانب العسكري فقط، بل تتعداه إلى المجالين الثقافي والإداري، كما يتحكم في قرارات المؤسسات الحكوميّة في المدينة، خصوصا مؤسستي القضاء والتعليم.

قد يهمك: بعد سرقة رواتبهم.. حالة غضب بين عناصر “الدفاع الوطني” في دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.