توتر تعيشه مدينة البوكمال شرقي مدينة دير الزور، لليوم الرابع على التوالي، على خلفية اشتباكات مسلحة بين ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيا “الدفاع الوطني“، سببها السرقات.

وفي التفاصيل، أفاد مراسل “الحل نت” في المنطقة، أن “عناصر من “الدفاع الوطني” سرقوا أثاث منزل القيادي في الحرس “أبو جعفر” العراقي، مستغلين ذهابه إلى العراق، حيث قاموا بنقل الأثاث إلى مقرهم في مدخل المدينة”

مشيرا إلى أن “عناصر الدفاع برروا سرقتهم، أنها رد اعتبار لأن الأثاث ملك لهم وقاموا باسترجاعه، وأن عناصر الحرس سرقوه من مقرهم في وقت سابق”

تسببت العملية باشتباكات مسلحة بين عناصر الجانبين، وهلع للسكان، إضافة لأضرار في واجهات المحال التجارية والمنازل، وفقا لحديث المراسل.

وليست المرة الأولى التي تشتبك فيها ميليشيات إيرانية مع ميليشيات محلية في المنطقة، بسبب السرقات، حيث شهدت مدينة البوكمال في يناير الماضي، اشتباكات مسلحة بين ميليشيا “الدفاع الوطني” و“الحرس الثوري” الإيراني عند دوار المصرية، جراء سرقة دراجة نارية من أمام مقر للأخير، حيث اتهم عناصر “الدفاع الوطني” بذلك، لتندلع اشتباكات مسلحة بينهم تسببت بإصابة مدنيين كانوا بالقرب من مكان الاشتباك.

ومنتصف فبراير الفائت، شهدت بلدة السكرية في مدخل المدينة أيضا، اشتباكات بين عناصر ميليشيا “الفوج147” التابع لـ “الحرس الثوري” وعناصر من “الدفاع الوطني“، أسفرت عن سقوط جرحى من الطرفين، على خلفية تقاسم الإتاوات المفروضة على سيارات الشحن الداخلة إلى المدينة.

وسبق الحادثة الأخيرة، بأيام قليلة شهدت بلدة محكان اشتباك مسلح بين ميليشيا “الدفاع الوطني” وعناصر من ميليشيا “فاطميون“، أسفرت عن مقتل عنصر من الأخير، بسبب خلافات بين العناصر حول تقاسم السيطرة على الحواجز المنتشرة على ضفاف نهر الفرات، وفقا لمصادر محلية من المنطقة.

اشتباكات سببها السرقات

رائد الراوي، ناشط مدني من البوكمال، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، إن “الأثاث المتواجد في منازل ومقرات عناصر وقادة الميليشيات على العموم في المدينة سواء الأجنبية أو المحلية، يعود لمدنيين نازحين قام عناصر الميليشيات بسرقته لحظة السيطرة على المدينة“، مشيرا إلى أن “معظم الاشتباكات الداخلية التي تحدث بين الميليشيات سببها السرقات، ولا يوجد أي تدخل من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة لوقف تلك التجاوزات والانتهاكات التي يدفع المدنيين ثمنها بدون أي ذنب“.

منوها أن “عمليات السرقة استهدفت ممتلكات المدنيين في المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري والميليشيات الأجنبية الموالية له بعد انسحاب تنظيم “داعش” الإرهابي منها أواخر عام 2017، وشملت كل ما يمكن بيعه في السوق السوداء من أجهزة كهربائية والكترونية وأثاث المنازل، بالإضافة إلى الكابلات النحاسية والحديد وسيراميك الحمامات“.

ويشار إلى أن مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور تشهد حالة من الانفلات الأمني، بسبب انتشار فوضى السلاح، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في معدلات جرائم القتل والسرقة التي يقف وراءها عناصر ميلشيا “الدفاع الوطني“، وعناصر الميليشيات الإيرانية والروسية المتواجدة في عموم المنطقة.

اقرأ أيضا: ميليشيا “حزب الله” اللبناني تستبيح ممتلكات النازحين في مدينة دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.