مع استمرار ارتفاع الأسعار غير المسبوق، برزت مخاوف جديدة لدى السوريين من ارتفاعات أخرى خلال المرحلة القادمة، خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وما يليه من مواسم المونة التي يشتهر السوريون بها، حتى باتوا يترحمون على أيام زمان.

الأسعار خيالية

تقرير لصحيفة “البعث” المحلية، اليوم الخميس، أشار إلى الظرف المعيشي الصعب لغالبية الأسر السورية، ما جعل المونة مجرد حلم صعب المنال أو صعب المذاق، ومحظوظ من يستطيع تأمين الحد الأدنى من تلك الحاجيات في ظل ارتفاع تكاليفها، قياسا بالمستوى المعيشي الصعب.

فبحسب الصحيفة، اعتاد السوريون في مثل هذه الأيام على تأمين “مونة الشتوية”، من المكدوس والجبن و”الشنكليش”، والمربيات بكافة أنواعها، ثم في شهر تشرين، يأتي تأمين “مونة” الزيتون، وأيضا الزيت الذي وصل سعره إلى حدود الـ300 ألف ليرة لصفيحة الـ20 ليترا، وذلك كله بالتزامن مع تردي الوضع الاقتصادي.

ونقلت الصحيفة، أن سعر كيلو الباذنجان ما بين 600 إلى 900 ليرة حسب الصنف، أما الفليفلة الحارة، فيصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 1500 ليرة، وسعر كيلو الثوم نحو 1000 ليرة، وسعر كيلو الجوز في السوق نحو 40 ألف ليرة، وسعر تنكة الزيت 300 ألف، إضافة لتكاليف أخرى كالغاز، حيث يصل سعر الأسطوانة في السوق السوداء إلى نحو 90 ألفا، وبحسبة بسيطة وقياسا بالأسعار السابقة، فإن تكلفة 100 كيلو مكدوس تتجاوزالـ700 ألف ليرة.

أما بالنسبة للجبن، فسعر الكيلو في السوق حاليا 12 ألف ليرة، وبالتالي فإن سعر تنكة الجبن قد يصل إلى 250 ألفا، وتحتاج الأسرة السورية لتنكتين كحد أدنى، أما سعر كيلو القريشة، لصنع الشنكليش فيصل إلى نحو 12 ألفا، في الوقت الذي تحتاج الأسرة لـ40 كيلو كحد أدنى، أي ما يزيد عن 450 ألف ليرة، وعلى اعتبار أن إنتاج الزيتون هذا العام متدنٍ فقد يصل الكيلو منه إلى نحو 5000 ليرة، وتحتاج الأسرة الصغيرة لـ50 كيلو، أما الزيت فيصل سعر التنكة حاليا إلى 280 ألفا، ويحتاج كل منزل لنحو 6 أو 7 “تنكات” منها تُقدر تكلفتها بأكثر من مليونين، وبعملية حسابية سريعة فإن مؤونة هذا العام قد تكلف المواطن نحو 4- 5 ملايين ليرة، وهو رقم فلكي بالنسبة للأسر الفقيرة محدودة الدخل.

إقرأ:تقنين صنع “المكدوس” و”القطرميز” بـ150 ألف ليرة سورية

المدارس والمونة معا

تقرير “البعث”، أشار إلى أن غالبية الناس، تلجأ اليوم للتركيز على مادة واحدة أو مادتين من المونة كالمكدوس، مثلا وبتكاليف تكاد تكون مقبولة نوعا ما من خلال شراء أصناف أقل جودة كفستق العبيد بدلا من الجوز، والتقليل ما أمكن بالكميات كما يمكن أن يستغني المواطن عن الجبن، واللبنة، والشنكليش، والمخللات وغيرها من هذه الأصناف، والاقتصاد بزيت الزيتون وزيوت الصنف الأول، ومع ذلك سيبقى مهزوما بالديون في حال تأمين تلك الحاجيات بالحدّ الأدنى، ليأتي بعدها بأيام، افتتاح المدارس وما يحمله من متاعب لأغلب الأسر التي ستسعى لتأمين حاجيات أبنائها من اللباس، والقرطاسية وغيرها، وعلى الرغم من محاولة السورية للتجارة التخفيف من أعباء المواطنين بمنح قرض بقيمة 500 ألف ليرة، يتمكّن صاحبه من شراء حاجيات أبنائه من القرطاسية، إلا أن هذا سيؤدي لذهاب “السكرة لتأتي الفكرة”، بعد حين عندما سيتم اقتصاص مبلغ 45 ألف ليرة تقريبا لسداد القرض شهريا، وهذا عبء إضافي على الراتب في أول أيام الشهر.

وفي السياق المتعلق بالمونة، وتحديدا مع بدء موسم “المكدوس”، أشار تقرير سابق لـ”الحل نت”، إلى أنه نظرا لارتفاع الأسعار يوما بعد يوم، خصوصا في مواسم المونة بسوريا، تسعى نسبة كبيرة من العائلات السورية إلى “التحايل على المكدوس”، واستباق الموسم بحوالي شهر من موعده لإنجاز “المونة”، اللازمة قبل استعار الأسعار في ذروة الموسم “أيلول/ سبتمبر المقبل”، ويبدو أنها خطوة غير محببة، لأنها تكسر تقاليد صنع هذه الأكلة، لكن الظروف الاقتصادية السيئة غيّرت الكثير من عادات، ونمط الحياة المعيشية في البلاد. هذا بالإضافة إلى تقليل الكمية المصنوعة إلى النصف، نتيجة ارتفاع أسعار مكونات المكدوس، إذ إن “القطرميز” الواحد يكلف حوالي الـ150 ألف ليرة سورية.

ونقل التقرير عن عضو لجنة مصدّري الخضراوات والفواكه في سوق الهال، محمد العقاد، أنه لا يوجد إقبال على تموين المكدوس هذا العام فالقوة الشرائية شبه معدومة، ففي مثل هذه الأيام كانت السيارات الخاصة تملأ سوق الهال لشراء الباذنجان، والفليفلة بالجملة، أما اليوم فأغلب المواطنين باتوا يقومون بشراء كيلو واحد فقط من محلات السمانة القريبة من منازلهم كنوع من الشهوة.

قد يهمك:أسعار كاوية لمكونات “المكدوس”.. الجوز بـ40 ألف ليرة سورية

ومن الجدير بالذكر، أن الكثير من السوريين يتجنبون صنع المونة خلال الموسم الحالي، مثل المكدوس والجبنة واللبنة وغيرها، بسبب عدم قدرتهم على شرائها، نظرا لارتفاع الأسعار، ونقص التمويل الذي تسببت به الأزمة الاقتصادية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.