منذ بداية الصيف، تواجه بلغاريا ضغوطا متزايدة بسبب الهجرة. فقد تضاعف ثلاث مرات عدد الأشخاص الذين اعتقلوا منذ بداية العام وهم يحاولون دخول البلاد أو مغادرتها بشكل غير قانوني؛ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث ارتفع من 3 آلاف إلى حوالي 9 آلاف شخص. وهذه حالة باتت تعيشها جميع البلدان الواقعة على “طريق البلقان”.

وبحسب ما أفاد به تقرير لصحيفة “Dnevnik” البلغارية وترجمه موقع “الحل نت”، فإنه وبالرغم من زيادة المراقبة على الحدود، بما في ذلك من خلال استخدام الطائرات بدون طيار، واعتقال ما يقارب من ألف مهاجر غير شرعي يوميا، فقد قرعت وزارة الداخلية البلغارية ناقوس الخطر فيما وصفه مسؤولوها بـ “زيادة ضغط الهجرة”. ولكن كم عدد الذين تمكنوا من عبور بلغاريا بأمان، والتي تقع في منتصف ما يسمى “طريق البلقان”، والمتابعة غربا؟.

وفقا لـ”فرونتكس” (وكالة حرس الحدود الأوروبية)، فقد تم تسجيل أكثر من 70 ألف عملية عبور منذ كانون الثاني/يناير 2022 على هذا الطريق، الذي يمر عبر بلغاريا أو مقدونيا الشمالية، ويعبر يوغوسلافيا السابقة، ليضيع في مكان ما في شمال أوروبا، عبر المجر أو النمسا. وهناك أيضا، تزايد عدد المهاجرين ثلاث مرات عن نفس الفترة من عام 2021، وفقا للوكالة الأوروبية.

الإيواء في حاويات!

في بلغاريا، يختار جزء صغير من هؤلاء المهاجرين قادمين بشكل أساسي من سوريا هذا العام وفقا للسلطات البلغارية، البقاء في البلاد وطلب اللجوء هناك. ويتم إيواؤهم، في البداية في مراكز الاستقبال التي تديرها وزارة الداخلية بالقرب من الحدود، ثم في مساكن جماعية تديرها وكالة اللاجئين. ولكن مراكز الاستقبال البلغارية ممتلئة عن بكرة أبيها، في حين حذرت الحكومة البلغارية من أن المساكن التي تديرها وكالة اللاجئين “نصف ممتلئة”. وتخطط وزارة الداخلية البلغارية اليوم لإيواء حوالي 1200 شخص إضافي، أغلبهم من السوريين، في حاويات، وفقا للصحيفة البلغارية.

فمن حوادث الطرق المميتة والاعتقالات والتوترات على الحدود وفي مخيمات اللاجئين، أظهرت عدة حوادث مؤخرا “ضغط الهجرة المتزايد” هذا في بلغاريا، ولكن أيضا في جميع أنحاء المنطقة. وقد أبلغت جميع البلدان الواقعة على هذا الطريق الذي يسلكه المهاجرون، لاسيما الأفغان والسوريون والمزيد من سكان شمال إفريقيا هذا العام، عن تدفق هائل للأشخاص الراغبين في الذهاب إلى أوروبا الغربية. ويتحدث بعض المراقبين عن تدفق مشابه بالفعل لذلك الذي تسبب في أزمة الهجرة في أوروبا عام 2015.

وبالنسبة للصحافة البلغارية، فهي تفسر هذه الموجة الجديدة بالوضع المعقد بشكل متزايد في تركيا، حيث تصل من هناك الغالبية العظمى من هؤلاء المهاجرين. ولكن يمكن تفسير سلوك المهاجرين لهذا الطريق أيضا من خلال إدراكهم للمخاطر التي يمكن أن ينطوي عليها عبور بحر إيجة.

وبذلك حشدت بلغاريا، الواقعة على “الفرع البري” لطريق البلقان هذا، جنودا وشرطة إضافيين لمراقبة حدودها مع تركيا. فقد ثبت أن “السياج الوقائي” الشهير، الذي بني بتكلفة كبيرة منذ عام 2014 ويجمع بين المراقبة الإلكترونية والأسلاك الشائكة، غير كاف لاحتواء موجة الهجرة هذه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة