وفقا لما نقلته مواقع محلية سورية عن مؤسسة “الطيران المدني”، فإنه يجري العمل على استكمال الأوراق المطلوبة لبدء إعادة رحلات الطيران بين سوريا والسعودية، وذلك بعد الحصول على موافقة المملكة لبدء تسيير رحلات الطيران مع دخول موسم الحج.

وبحسب التقديرات، فإن أول رحلة بين البلدين ستجري الأسبوع القادم، مع إتمام شركتي طيران “السورية” و”أجنحة الشام” استعدادهما لبدء التشغيل وعودة الرحلات، بعد انقطاع دام 12 عاما.

عودة حركة الطيران

بعد سنوات من القطيعة، عادت رحلات الطيران بين السعودية وسوريا، لتبشّر بعهد جديد من التقارب بين البلدين، وتتيح للحجّاج السوريّين المتواجدين في مناطق سيطرة دمشق أداء فريضة الحجّ دون صعوبات.

السعودية وسوريا جسر جوي يُعيد الدفء إلى العلاقات الدبلوماسية! (3)
صورة لطائرة من طراز إيرباص A320-211 تابعة لأجنحة الشام للطيران في مطار حلب السوري بعد تحويل الرحلات الجوية من مطار دمشق بعد غارة إسرائيلية، في 15 يونيو 2022. (الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية)

ففي نيسان/أبريل الماضي، سلّمتْ السعودية حكومة دمشق 77 بالمئة من حصة الحجّاج السوريّين السنوية، وذلك للمرة الأولى منذ 11 عاماً من تولّي الملفّ من قبل لجنة الحجّ العليا التابعة للحكومة “المؤقتة”.

المملكة السعودية، وفقا لما ذكره وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة “الوطن” التي تصدر من دمشق، منحت مؤسسة “الطيران” السورية الموافقة لتشغيل خطوط مباشرة ومنتظمة من دمشق إلى الرياض وجدة والدمام وبالعكس.

جاء هذا القرار بعد تطبيع العلاقات بين البلدين العام الماضي، والذي اعتبره وزراء خارجية البلدين، أنه يُمثّل خطوة هامّة على طريق إصلاح العلاقات العربية.

ولكنْ، لم تكنْ رحلة التقارب بين السعودية وسوريا سهلة، بل مرّت بمنعطفات عديدة. فمع اندلاعِ الاحتجاجات السورية في آذار/مارس 2011، اتّخذت السعودية موقفا قويا ضدّ الحكومة السورية، وقطعت العلاقات معها، مؤكّدة على ضرورة رحيل بشارِ الأسد من السلطة.

كما دعمت السعودية تيارات من المعارضة السورية. لكن، شهد الخطاب السعوديّ العلنيّ، منذ مطلع العام 2023، تبدّلات، برزت خصوصا مع وقوع الزلزال في سوريا وتركيا في السادسِ من شباط/فبراير. فقد بادرت السعودية لأول مرة إلى إرسال مساعدات إلى مناطق الحكومة السوريّة عبر طائرات حطّت في مطاري حلب ودمشق.

وتُشير هذه الخطوات إلى أنّ السعودية تُعيد النظر في سياستها تجاه سوريا، وتسعى إلى إصلاح العلاقات مع دمشق، لا سيما مع استئناف الرياض في أيار/مايو 2023 عمل بعثاتها الدبلوماسية بدمشق، وتعيين الأخيرة أيمن سوسان سفيرا لها لدى السعودية في كانون الأول/ديسمبر 2023.

خارطة العلاقات الدبلوماسية المتجددة مع سوريا

بعد عام 2011 عدد من الدول قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بما في ذلك بريطانيا، تركيا، كندا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، الولايات المتحدة، بلجيكا، إسبانيا، السعودية، وعدد من دول الخليج والدول العربية.

السعودية وسوريا جسر جوي يُعيد الدفء إلى العلاقات الدبلوماسية! (1)
حجاج متجهون إلى مكة المكرمة في صالة المغادرة في مطار دمشق الدولي. أرشيفية

لكن بدءا من عام 2018، بدأت بعض الدول في إعادة فتح سفاراتها في دمشق مثل الجزائر والأردن، في حين سمحت السعودية بالطيران المباشر مع سوريا بعد عام 2017.

كانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية تأخذ خطوة جدّية لكسر عزلة بشار الأسد والتطبيع معه، حيث اتخذت خطوات بدءاً من عام 2018 الذي أعادت في أواخره فتح سفارتها في دمشق، في مساع لإعادة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية، تكللت بحضوره اجتماع القمة العربية في أيار/مايو عام 2023 في مدينة جدة السعودية بدعوة رسمية من الملك السعودي وولي عهده.

أيضا سمحت الإمارات والبحرين وعُمان والكويت للسوريين بالتصويت غيابياً في مناطق إقامتهم في عام 2022. كما سمحت فنزويلا باستئناف الرحلات الجوية المباشرة مع سوريا في عام 2022 بعد توقف دام 12 عاماً. 

وبالمثل، أعادت سوريا حركة الطيران المباشر مع دبي والشارقة في الإمارات العربية المتحدة في عام 2022. في حين استخدمت روسيا المجال الجوي السوري للطيران المدني منذ عام 2022 نتيجة تبعات غزوها لأوكرانيا.

الولايات المتحدة الأميركية أعلنت رفضها القاطع لأي خطوات نحو التطبيع مع الحكومة السورية. لم يقتصر هذا الرفض على الكلمات والتصريحات الرسمية، بل توج بإقرار “قانون مناهضة التطبيع مع نظام بشار الأسد”، الذي صدر عن مجلس النواب الأميركي في شهر شباط/فبراير الماضي. 

وإن كان القانون لا يجرم بشكل مباشر الدول التي تسلك طريق التطبيع، إلا أنه يضع حدًا فاصلًا يمنع المسؤولين الأميركيين من الإقدام على مثل هذه الخطوات، مُرسّخاً بذلك موقفاً يعبّر عن التزام واشنطن بخطها السياسي الحالي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات