لحظة انتظرها كل سوري وسورية طوال سنوات عديدة مضت، وها هي تتحقق وتصبح حقيقة. سوريا بلا عقوبات. هكذا هو المشهد، وحين أُعلن عن ذلك، طار السوريون فرحا واكتظت الشوارع بهم، الفرح يعم البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فالانفراجة حصلت والحصار انتهى. هي لحظة بوزن سقوط نظام الأسد، وسوريا بلا عقوبات إلى الأبد.

السوريون استقبلوا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برفع العقوبات عن البلاد، بالزغاريد والدموع، نعم اختلطت الضحكة بالدمعة، لكن الدمعة التي انسكبت كانت دمعة فرح لا حزن، ومشهد امتلاء ساحة الأمويين في دمشق ومثلها بقية الساحات في حلب وطرطوس وإدلب وكل المدن السورية الأخرى، هي تأكيد جلي لذلك، فليس هناك من سوري يفرح بالعقوبات.

طبعا، التفاعل السوري، كان برفع الأعلام السورية جنبا إلى جنب مع الأعلام السعودية، وبات كل سوري يمتن لموقف الرياض التي ساهمت بهذا القرار الذي وُصف بـ “التاريخي”، لذا فإن الشكر للسعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، كان لا بد منه، كما يقولون.

“الحل نت” يستطلع الآراء

“الحل نت”، قام بمقابلات مع عدد من المواطنين السوريين لاستطلاع رأيهم بشأن رفع العقوبات، وفي هذا الصدد، عبّر المواطن ملحم محمد ملحم، وهو ينحدر من منطقة جبل الزاوية في إدلب، عن سعادته بقرار رفع العقوبات عن سوريا.

ملحم أكد في حديثه، عن تطلعاته بأن تشهد البلاد مرحلة جديدة من الازدهار والتطور والإعمار، متمنّيا، عودة جميع السوريين المتواجدين خارج البلاد للمشاركة في بناء مستقبل أفضل لسوريا.

من جهته، أكد المواطن السوري عبد الرحمن الحلاب، وهو من ريف حماة الشمالي، على ذات حديث ملحم، معربا عن أمله بأن يشهد مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات المزيد من التطور والتحسن.

وتوقع الحلاب، أن تكون سوريا أفضل مما كانت عليه في عهد بشار الأسد، على حد تعبيره، فيما شدّد على أهمية وحدة السوريين كركيزة أساسية للمساهمة في ازدهار البلاد وتحقيق نهضتها المنشودة.

السوريون ورفع العقوبات.. نظرة على ردود الفعل

بالتوازي مع الفرح السوري في الساحات، التي امتلأت بالمئات من البشر ومثلها من العجلات، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي سيلا لا حد له من التدوينات المتفاعلة بقرار رفع العقوبات من قبل السوريين، على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم وصفاتهم.

الكاتب أنس ناصيف، تفاعل باللهجة السورية، كي تصل رسالته من القلب إلى القلب، قائلا بتدوينة مقتضبة ومعبّرة: “لازم تنرفع العقوبات ألف مرة كرمال كل لحظة دخل فيها طفل سوري عالمطبخ وفتح البراد وما لقى شي ياكلو”، مختتما: “مبروك يا أهلنا وانشالله هالضيم ما ينعاد”.

الإعلامية ريما نعيسة، تفاعلت بلغة فصيحة، تحمل الرؤية السياسية، قائلة: “ممتنة لأن قرار رفع العقوبات جاء بعد جهد دبلوماسي بذلته المملكة العربية السعودية.. هذا يعني وبكل وضوح أن ‎سوريا في حضن الرياض ورعايتها بعيدا عن التطرف والإرهاب”.

الإعلامي مصطفى الآغا، غرّد عبر حسابه في منصة “إكس” بتوجيه الشكر للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، فقال بجملة قصيرة: “شكرا لمن وضع سوريا وشعبها في قلبه وبين عينيه. شكرا ‎محمد بن سلمان”.

“فرصة للبناء”

الكاتبة والناشطة الحقوقية آلاء عامر، نشرت تدوينتين من فرط غمرتها بالفرح، فقالت بتدوينتها الأولى: “مبروك لسوريا.. نحو البناء، نحو شرق أوسط جديد مسالم بعيد عن الصراعات والتطرف. شكرا للسعودية”.

في التدوينة الثانية تكلمت بسوريتها: “ليكن اليوم فرح لكل السوريين متل يوم سقوط النظام.. خلونا نحط خلافاتنا على جنب ونبيّن انتماءنا لسوريا أولا لحتى نقدر نبني بلدنا.. لأن ما فينا نبني وطن بانتماءات ضيقة لطائفة أو لدين. هاي فرصتنا، الوطن ما بينبنى إلا بالمواطنة الحقيقية”.

المفكر والأكاديمي محمد حبش، صوّب نحو تضامن الإخوة العرب، فقال عبر جداريته بمنصة “فيسبوك”: “مبروك لكل السوريين، وأجمل من رفع العقوبات، تضامن الإخوة العرب، أن تشعر أن إخوتك يعملون لأجلك، أن تنتهي ثقافة الاتهام بالتخوين والتآمر، وأن ندرك أننا أسرة واحدة، أقوياء بقدر ما نملك من محبة”.

وعلى شاكلة تلك التدوينات والتغريدات، تفاعل السوريون، بين الفرح بالخلاص من العقوبات التي أثقلت كاهلهم، والامتنان للسعودية ومساهمتها بهذا القرار، والتطلع نحو بناء سوريا وإعادة ازدهارها وإعمارها، بعد سنوات من الويلات والدمار والخراب الذي طالها، هكذا يمكن تلخيص التفاعل وردود فعل الشارع السوري.

رفع العقوبات ولقاء مع الشرع

أمس الثلاثاء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال كلمة ألقاها في الرياض، إبان المنتدى الاستثماري السعودي الأميركي، إنه سيرفع العقوبات عن سوريا، ووافق على لقاء الشرع بالعاصمة السعودية، وحضور اجتماعات مع مجلس التعاون الخليجي، بناء على طلب من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وفي عام 2011، وتحديدا عقب اندلاع “الثورة السورية”، فرضت واشنطن ودول عدة معها عقوبات اقتصادية واسعة النطاق ضد النظام السوري السابق، وكان الهدف الأساس منها هو بشار الأسد ونظامه وأفراد عائلته، لكن الشعب السوري تضرر منها بشكل مباشر، وتفاقم هذا الضرر بعد تشريع “قانون قيصر” ودخوله حيز التنفيذ في 2020.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات