زواج

سمر مهنا

لم تتردد ميرنا في أن تطلب من أبويها القدوم إلى لبنان لكي يتعرفوا على زياد، الذي أحبته خلال فترة مكوثها في لبنان منذ عامين، فزياد على حد قولها لا يستطيع السفر إلى سورية لأسباب أمنية فهو مطلوب من قبل النظام السوري.

قررت ميرنا وزياد عقد خطوبتهما لكن بحسب قول ميرنا أرادوا أن يتم ذلك وفق العادات والتقاليد السورية وهي أن يتقدم زياد إلى أهلها لكن كانت هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لهما، لأنه بحسب التقاليد على الشاب أن يزور منزل أهل الفتاة لكي يطلب يدها، وفي حالة زياد لا يمكن القيام بذلك.

تقول ميرنا، عندما أخبرت أهلي بهذا الأمر استهجنوه في البداية لكنهم يعملون حال البلاد، وأن العديد من الشبان لا يستطيعون العودة إلى الوطن في ظل الأوضاع الراهنة، لذا قبلوا بالأمر بعد أن تعرفوا على زياد عبر “السكايب”.

في منزلي

حال ماهر المقيم في تركيا منذ عام كحال زياد فهو الآخر لا يستطيع دخول سورية لأنه مطلوب للخدمة العسكرية، وعندما قرر هو وحبيبته آلاء التي كان يعرفها مسبقا في سورية عقد خطوبتهما لم يكن الحل إلا أن يأتي أبواها في زيارة إلى لبنان لكي يتقدم لها.

يقول ماهر “عمي وزوجته زاروني في منزلي لكي أطلب يد ابنتهن” وهذا الأمر أصبح منطقياً في الأوضاع الراهنة، بعد أن كان من المستحيل ومن المحرمات تطبيقه قبل الحرب.

أما والد رنا المقيمة حاليا في سورية رفض أن يسافر إلى تركيا كي يتعرف على حبيبها لأن هذا مخالف للعادات والتقاليد، وبعد محاولات عدة من قبلها ومن قبل والدتها، قبل أن يجتمع به في الأردن وليس في تركيا، حيث تقول وهي مبتسمة “والدي وجد منطقة في المنتصف كي لا يذهب إلى تركيا لأن الرضوخ لرغبة خطيبها هو إقلال من الواجب”.

السكايب هو الحل

“ثلاثة أشخاص محشورين داخل صورة” هكذا يصف محمد اتصاله مع “بيت عمه” عبر السكايب، يقول كان أبوا حبيبتي وأخوها الأكبر يجلسون بجانب بعضهم متسمرين أمام كاميرا “اللابتوب” وأنا على الطرف الآخر وحدي مع ابنتهم، يتابع “أحسست بداية بالخجل الشديد خاصة مع انقطاع الاتصال وعودته بسبب بطئ الانترنت في سورية، كما أنني لم أعلم بما يجب علي قوله، الجميع مبتسم في الصورة”.

يتابع محمد، بعد هذه الجلسة مع “بيت عمي” عبر السكايب أصبحنا أنا وابنتهم نجتمع بهم بهذه الطريقة كل فترة، وذلك قبل أن أخبر أهلي الموجودين في سورية بأن يذهبوا إلى والديها المقيمين أيضاً في سورية لكي يطلبوا يدها بدون طرفي العلاقة.

لم يأتوا

كما هي حال رهف أيضاً الموجود في لبنان، تقول بحسرة “أهلي محاصرون في الغوطة ولا يستطيعون التعرف على الشخص الذي يحبني ويريد خطبتي”، متابعة أنه لايوجد لديهم حتى “كهرباء لكي أعرّفهم عليه بشكل جيد عبر السكايب، لكنني من خلال اتصالاتي معهم شرحت لهم عن وضعه”.

قصة حسام مشابهة للحالات السابقة، لكنه عقد خطبته في تركيا على سمر بدون وجود أهلهما لعدم قدرة والده على الخروج من البلاد بحكم أنه ضابط متقاعد ويحتاج إلى موافقة فتمت الخطوبة بوجود أصدقائهما فقط، يبين سامر أن والديه تعرفوا على خطيبته عبر السكايب لكنهم في المستقبل سيتعرفون عليها بشكل أفضل.

حفلة أو اجتماع عائلي

مظاهر الاحتفال بالخطوبة أو العرس الذي يقيمه السوريون في الغربة لم يعد كما كان سابقاً بوجود “الجيران والأقرباء والأصدقاء والمعارف”، على حد قول حسام فقد أصبح إما أن يتم في مطعم صغير بحضور بعض الأصدقاء كما فعل هو في خطبته أو في المنزل إذا كانت ظروف الشاب المادية لاتسمح له بإقامة هذا الحفل.

لكن علا التي تزوجت في تركيا تقول أن مراسم زواجها كانت مميزة جداً ولم تشهد مثلها من قبل حيث أقامتها على أسطوح منزل صديقهم بحضور أصدقائهم السوريين، كما أنها لم تلبس فستان العرس بل ارتدت هي وزوجها “الجينز والتيشرت” بدون وجود أهلهما الذين شاركوها فرحتها عبر السكايب.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة