خريطة قصف الدخانية

ليلى زين الدين

قامت قوات النظام بإغلاق مداخل جرمانا منعاً لدخول أو خروج أي شخص، من وإلى المدينة وذلك بعد أن شهد محيطها اشتباكات عنيفة مع الفصائل المعارضة، ترافقت مع حركة نزوح للأهالي.

كما قام الطيران الحربي التابع للنظام بشن أكثر من 5غارات جوية خلال ساعة على منطقة الدخانية وسط أشتباكات عنيفة تدور اﻵن مع فصائل المعارضة.

الأحداث التي شهدتها المدينة بعد ظهر أمس بدأت بعد ضرب الفصائل المعارضة لحاجز الكباس الواقع شمال غرب جرمانا، ما دفع أهالي جميع المناطق المحيطة “الدخانية وكشكول وجرمانا” للنزوح الجماعي.

وتزامن ذلك مع انتشار شائعاتٍ عن اقتحام قوات المعارضة لمدينة جرمانا من حي القريات المحاذي لمناطق الاشتباك، وهو ما زاد من حالة التوتر والرعب لدى الأهالي حيث استمرت عمليات النزوح طوال الليل، بالإضافة إلى سماع دوي انفجاراتٍ ورشقاتٍ من الرصاص.

وترتفع اليوم وتيرة الاعتقاد بإمكانية دخول المدينة من قبل فصائل المعارضة لتخفيف الضغط عن حي جوبر الدمشقي الذي يتعرض لقصف قوات النظام المركز منذ ما يزيد عن عشرة أيام.

ناشط من جرمانا فضل عدم ذكر اسمه أكد أنه حتى الآن ما زال الوضع غير واضح، ولا أحد يعلم ما إذا كانت العمليات ستمتد إلى داخل المدينة، لا سيما وأنها تعتبر مدخلاً أساسياً لقوات المعارضة باتجاه دمشق، أو أنها ستتوقف عند هذا الحد.

ويشير الناشط إلى أن مدية جرمانا حاولت البقاء على الحياد منذ بداية الثورة لكن النظام جرها لتكون على خطوط المواجهات الأمامية، وهذا ما جعلها أشبه بجزيرةٍ معزولةٍ عن المحيط الثائر، وزادت المخاوف من اقتحامها من قبل قوات المعارضة في الفترة الأخيرة على غرار ما حدث في دير عطية وعدرا العمالية.

وكان النظام قد استطاع تجنيد ما يقارب 600 شخصوضمهم ضمن ما يسمى الدفاع الوطني، جزء منهم يسانده في عملياته ضد المنتفضين في المناطق المجاورة، رغم قرار مشايخ المدينة بعدم الصلاة عن أي شخص يقتل خارج حدود المدينة، والبعض الآخر من هؤلاء يقوم بحماية جرمانا والبقاء على الحواجز الداخلية لا سيما بعد أن شهدت المدينة ما يزيد عن 16 تفجير أودى بحياة 500 شخص، حسب توثيق ناشطون.

كما دأب النظام على نشر شائعاتٍ تتعلق بدخول “المسلحين” إلى المدينة ويفيد الناشط أن اشتباكات وهمية كثيراً ما كانت تحدث ثم يتبين أنه لا وجود لمسلحين سيدخلون جرمانا.

ويؤكد الناشط أنه وبسبب ممارسات بعض الشبيحة لم تستطع المدينة البقاء على الحياد، رغم أن فيها الموالي والمعارض والصامت، فبعض هؤلاء ساهموا في عمليات التعفيش وبعضهم الآخر أصبح لديه مقرات اعتقال.

لكن في الوجه الآخر للمدينة هناك ناشطون ساهموا في المظاهرات منذ بداياتها في المناطق الثائرة، وعملوا على إغاثة المحيط سواء بالمواد الطبية أو الغذذائية، كما تستقبل جرمانا ما يقارب 200 ألف مهجر جزء كبير منهم يحلص على مساعدات الناشطين، ممن ليس لديهم معيل.

ولا يخفي الناشط خشيته من اتخاذ الفصائل المقاتلة لقرار دخول المدينة، لأن جرمانا تعتبر خزاناً بشرياً للنظام، وستكون الحرب بداخلها حرب استنزافٍ لقدرات المعارضة من جهة، وستتكبد المدينة خسائر في المدنيين.

ويؤكد الناشط أن دخول المدينة لن يحقق أي جدوى لا سيما أنه لن يفضي إلى إسقاط النظام الصامد في دمشق، إنما سيتمرر سيناريو الانسحاب التكتيكي الذي حدث في العديد من المناكق بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بالمدنيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.