مجزرة 2أشلاء

ليلى زين الدين

ارتكب النظام مجزرة جديدة في مدينة دوما راح ضحيتها 18 شخص وأكثر من 150 جريح معظمهم من الأطفال والنساء.

ونفذت طائرات الميغ أربع غارات جوية ألقت خلالها صواريخ فراغية استهدفت أحياءً سكنية وسط المدينة، ويفيد ناشطون من دوما أن الأشلاء تناثرت في الطرقات والدماء غسلت أرض المدينة.

وقام فريق الإخلاء والإنقاذ في الدفاع المدني بإسعاف أكثر من 45 إصابة، وانتشال أكثر من خمسة جثث من تحت الأنقاض، حسب ما أكد أحد عناصر الدفاع المدني أكرم أبو علي.

ويؤكد أبو علي أنه من بين الشهداء أطفال وهناك العديد من الحالات الخطرة، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في غاية الصعوبة، لا سيما في ظل المجازر المتتالية التي ارتكبتها قوات النظام بحق المدينة، حيث نفذ أربعة مجازر خلال شهرٍ واحدٍ فقط.

ووفقاً لتوثيق ناشطون فقد قتل ما يزيد عن 300 شخص خلال أقل من شهرين.

ويؤكد أبو علي على عدم امتلاك الدفاع المدني للمعدات اللازمة، فإمكانياتهم أقل بكثير مما تفرضه الحاجة، ولا أحد يستجيب لمطالباتهم، ومعظم معداتهم تقليدية، وهذا سبب التأخر في انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

ويشير إلى تعرض قوات الدفاع المدني للمخاطر كحال زميله أبو أحمد الذي أصيب في كتفه خلال عمليات إخلاء المدنيين على إثر الغارة اليوم.

أما من الناحية الطبية فيشير مصدر طبي فضل عدم ذكر اسمه إلى أنهم يحاولون تصنيع حتى السيرومات محلياً، بسبب النقص الشديد فيها، والعوز يطال حتى المواد المعقمة، ولا تستجيب الحكومة المؤقتة لمطالبهم بزيادة العم الطبي.

المجزرة اليوم هي واحدة من سلسلة مجازر ينفذها النظام على المدينة، وارتفاع أعداد المصابين يدفع الكادر الطبي إلى إجراء الإسعافات الأولية على الأرض، حسب ما يشير المصدر مضيفاً أنه للتقليل من خسائر القصف يتم إجراء الإسعافات الأولية في مكان، والجراحة في مكانٍ آخر والاستشفاء في مكانٍ ثالث.

ويضيف المصدر الوضع ينذر بكارثة على الصعيد الطبي فمع استمرار المجازر المتزامن مع الحصار المفروض على المدينة منذ  عامٍ ونصف لا يدخل إليها أي مواد طبية أو غذاء، كل ذلك سيجعل من المراكز الطبية والمشافي الميدانية خالية من أبسط الاحتياجات، بعد نفاذ كامل المخزون الطبي، ففي بعض الأحيان نلجأ للبتر بسبب عدم توافر المضادات الحيوية.

ويشير المصدر أنهم حاولوا تصنيع بعض المستلزمات محلياً كمفجر الصدر والسيرومات لكنها حتى الآن لم تكن تجارب ناجحة، وهو ما يجعل حياة المدنيين والأطفال بشكلٍ خاص في خطر عند وقوع مثل هذه المجازر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.