انخفاض نسبي في أسعر بعض المواد في الغوطة الشرقية.. واستمرار انقطاع حليب الأطفال

انخفاض نسبي في أسعر بعض المواد في الغوطة الشرقية.. واستمرار انقطاع حليب الأطفال

الغوطة

لانا جبر

بات أبو عمار يسترق يومياً لحظات الهدوء في مدينة سقبا، والتي لايعكر صفوها هدير الطائرة الحربية، ليشتري البطاطا وغيرها من المواد الغذائية التي توافرت فجأة وبسرعة، وأرخص نسبياً من المعتاد في هذه المدينة الواقعة في غوطة مدينة دمشق الشرقية، والمحاصرة منذ حوالي عامين من قبل قوات النظام.

ويبين أبو عمار أن ما يقوم به مؤخراً بات حال كل العائلات في سقبا التي أرادت الاستفادة من توافر بعض أنواع المواد الغذائية في مدينتهم وبسعر منخفض عن أسعارها القديمة، مشيراً إلى أنه خلال الأيام الماضية بات سعر كيلو البطاطا 400 ل.س، حيث لم يكن يباع قبل حوالي شهر بأقل من 1500 ل.س.

وأشار المصدر إلى أنَّ ذلك أيضاً بات حال السكر الذي توافر بسعر 500 ل.س وهو سعر لم يكن يحلم به سكان المدينة المحاصرة الذين يتعرضون على مدار السنوات الماضية لحملة “تجويع ممنهجة” من قبل قوات تابعة للنظام ومحاصرة للغوطة ، وبالتعاون أحياناً مع جهات من قلب المنطقة.

حالة مثيرة للاستغراب

ولم يكن انخفاض أسعار بعض السلع حكراً على مدينة سقبا فقط، إنما باتت حالةً أثارت استغراب الأهالي في مدن وقرى غوطة دمشق الشرقية بشكل عام، والتي ترتفع فيها أسعار المواد الغذائية والمحروقات إلى أرقام خيالية، مما اضطر الكثير من العائلات إلى بيع الأثاث في المنازل التي يقطنون فيها لإطعام أطفالهم.

وفي هذا الإطار أكد ( أ.ب) الذي يعيش في مدينة دوما أن سعر البطاطا والسكر وبعض السلع الغذائية المحدودة إنما انخفض في المدينة بنسب متفاوتة وهو ما جعل أهالي دوما بحالة من الاستغراب، لاسيما أن دخول هذه السلع إنما يتم بموافقة وإشراف الحواجز العسكرية التابعة للنظام التي تحاصر الغوطة، ولاتسمح إلا بدخول كميات قليلة من الغذاء إليها.

لفتت أم بيان أن هذا الحال انبطق على بعض المواد الغذائية في حين أن هناك مواد أخرى لاتزال مفقودة في مدن وبلدات الغوطة، كحليب الأطفال الذي ما زال مادة نادرة جداً، وإن وجد فإن سعره يجعل حلماً بعيد المنال بالنسبة للاطفال وذويهم.

انخفاض 40% وحليب الاطفال مازال مفقوداً

بيّن ناشط الميداني معارض من الغوطة فضل عدم الكشف عن اسمه، أن حواجز النظام سمحت مؤخراً بمرور شاحنات إلى الغوطة محملة بمادتي البطاطا والسكر والرز، بنسبة أكبر من المعتاد بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية الأخرى مما جعل أسعار تلك المواد تنخفض بنسبة وصلت إلى حوالي الـ 40% .

وأشار الناشط أن الأسباب التي دفعت النظام إلى ذلك مجهولة، خاصة أن هذا الإجراء تزامن مع حملة قصف “عنيف” تشنها قوات الجيش النظامي على المنطقة، تستخدم خلالها الطيران المروحي والحربي، مما يؤدي يومياً إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين وخاصة الأطفال، لاسيما أن القصف غالباً ما يستهدف الأحياء السكنية والأسواق والمدارس.

وأكد المصدر أن هذه الشحنات لم تشمل مواداً أساسية بالنسبة لسكان الغوطة كحليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية، مشيراً إلى بأن مشافي الغوطة الميدانية باتت بأمس الحاجة إليها خاصة مع ارتفاع وتيرة القصف وبالتالي ارتفاع اعداد الضحاياً، إذ يحتاج الأطباء إلى إبر وقف النزيف ومواد للإسعافات الأولية ومطهرات، وهي جميعاً شحيحة في الغوطة.

وتابع الناشط أنه على الرغم من الانخفاض النسبي في أسعار بعض المواد، إلا أن الغوطة لا تزال متفوقة على مدينة دمشق من حيث ارتفاع الأسعار فيها، سواء بالنسبة للمحروقات أو بالنسبة للأغذية، معتبراً ان ذلك يبدو منطقياً بالنسبة للمدن في الغوطة التي تتحكم فيها مافيات مع غياب سلطة عادلة تضبط الأمور وتحاسب المستفيدين والتجار.

ولفت الناشط أن الغوطة بشكل عام تضم اليوم حوالي مليون ونصف مدني يتعرضون لحصار قاسٍ، ولاستغلال واضح من قبل حواجز النظام المتركزة على مداخل الغوطة، والتي لاتسمح للمدنيين بالخروج، وتعمل على تجويعهم “كعقاب جماعي” لهم، مؤكداً أن الغوطة اليوم وعلى الرغم من إدخال كميات من المواد الغذائية إليها فهي لم تعد تصلح إنسانياً للحياة.

يذكر أنَّ مدن وبلدات الغوطة الشرقية تعاني من حصار فرض عليها منذ سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة، ويعاني سكانها من فقر مدقع نتيجة لذلك الحصار، بالإضافة إلى تدهور في الزراعة ، بسبب ارتفاع أسعار الوقود اللازم للري، مع العلم أن الغوطة كانت إحدى أهم المناطق الزراعية السورية، كما تدهورت الثروة الحيوانية في تلك المناطق بسبب ذبحها المبكر، وهو ما جعل السكان يقعون تحت سلطة حواجز النظام على أطرافها ومافيات تتحكم بقوت يومهم في داخلها.

[wp_ad_camp_1]

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.