انقذووو

لمى شماس

إن كنت من سكان الأحياء الدمشقية التالية (الميدان، ركن الدين، المهاجرين،البرامكة، الفحامة، مشروع دمر، أبو رمانة، المالكي، الشعلان، الروضة، الحلبوني، وحارات دمشق القديمة) فإن مصادفتك لأوراق نقدية مرمية في الشوارع أمرٌ محتمل جداً في هذه الأيام، لكن عثورك على تلك الأوراق النقدية لا يعني أنك على موعد مع الحظ  أو مع المبالغ المادية كما قد يُهيء لك للوهلة الأولى، فما قد تعثر عليه هو أوراق عادية طبع الناشطون على إحدى وجهيها رسوماً نقدية وعلى الوجه الآخر أسماء معتقلين في سجون النظام، وجمل تذكر بمعاناتهم تحت عنوان حملة انقذوا البقية.

يقول أحد الناشطين اللذين شاركوا في توزيع الأوراق النقدية في الشوارع، أنهم ابتكروا هذه الوسيلة لاختراق التشديد الأمني المسيطر على شوارع العاصمة، موضحاً أن الإيحاء بأن المنشور هو ورقة نقدية يدفع المدنيين إلى التقاط الورقة من الأرض دون أن يعرضهم ذلك لأي مساءلة أمنية.

ويتابع الناشط “نهدف إلى إعادة الحملات السلمية المدنية  إلى الشارع الدمشقي، خاصة بعدما قمع النظام جميع الحملات المدنية السابقة، واعتقل اللذين شاركوا بها أو حتى مروا  بقربها”.

وكذلك تهدف الحملة وفق الناشط إلى التذكير بمعاناة المعتلقين المغيبين في سجون الظلام، والتأكيد على أنهم ليسوا أرقاماً، وعن سبب تصوير الحملة وتسليط الأضواء الإعلامية عليها قال الناشط “نسعى إلى إيصال معاناتنا إلى المنظمات والجمعيات الحقوقية التي نسيت مانمر به، وتحولنا بنظرهم إلى أرقام”.

ويضيف: “عدد الناشطين اللذين شاركوا في الحملة لا يتجاوز العشرين وهم رغم ذلك تمكنوا من إحداث فرق في الشارع الدمشقي”، ولذلك يدعو الناشط  إلى نقل الحملة إلى عواصم الدول التي يتواجد فيها لاجئون سوريون من خلال نشر أسماء المعتقلين في الشوارع.

ويشير الناشط إلى أنهم اختاروا إطلاق الحملة من دمشق، تحدياً للنظام الذي يعتقد أنه مسيطر بشكل كامل على شوارع الشام وأحيائها، مبيناً أنهم اختاروا أكثر الأحياء الدمشقية ازدحاماً بالحواجز الأمنية.

ويذكر الناشط أن مبادرة طباعة أسماء المعتقلين على أوراق نقدية وتوزيعها في الشوارع، هي  جزء من حملة انقذوا البقية التي أطلقها مجموعة من الناشطين السوريين، مع بداية العام الجاري، والتي سوف تتضمن “عدداً كبيراً” من النشاطات والفعاليات الهادفة إلى مواجهة تهميش القضايا الإنسانية في الثورة السورية، موضحاً أن الحملة تسعى إلى إعادة مايمر به المعتقلين في سجون النظام من ظلم وقهر وتعذيب إلى الواجهة الإعلامية، وإلى المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وبإرسال لجان تفتيش إلى سجون النظام وأفرعه الأمنية السرية والعلنية، إيضاً إلى تقديم الرعاية الطبية اللازمة لجميع المعتقلين تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر، وأيضاً تهدف الحملة إلى إجبار النظام على الإفصاح عن مصير المغيبين قسرياً وعن أماكن دفن المعتقلين المتوفين تحت التعذيب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.