المأساة

ليز سلاي، الواشنطن بوست،  كانون الثاني 2015.

ترجمة موقع الحل السوري.

 

بيروت- حذّر مسؤول كبير لدى الأمم المتحدة من عواقب السماح للحرب السورية بالاستمرار لعام آخر دون ردعها، كما شدّدت روسيا على أول دفعة دبلوماسية لها خلال عام لإنهاء النزاع المدمّر.

إن التوقعات بنجاح الجهد الروسي هذا منخفضة، في حين قد فشلت جهودها الأخرى، تبقى الفصائل متباعدة جداً عن بعضها البعض، وتقول الجماعات المعارضة الرئيسية _ حتى الآن _ أنها لن تشارك في الحوارات مع الحكومة السورية، والتي تخطّط روسيا لاستضافتها في نهاية الشهر الحالي.

تحدّث يوم الخميس المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا إلى الصحفيين في جنيف بأنه “كان يأمل أكثر من كونه يتوقّع” بأن المحادثات ستُبشّر _ على الأقل _ بحلول بداية نهاية الصراع الذي قد قتل 200000 شخص، وجرح أكثر من مليون، وأجبر ما يقرب من نصف الشعب السوري على الفرار من بيوتهم.

وأشار إلى الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي في باريس كأحد العواقب المتعلقة بالإخفاق في إنهاء النزاع، والتي ساعدت على تأجيج الصنف الفتّاك للتطرّف الذي ألهم وبشكل مباشر أحد المسلحين الفرنسيين _على الأقل.

ويقول دي مستورا أيضاً “هذا هو السبب في كوننا لا نستطيع تجنّب رفعنا لراية القلق الملح”، وأشار إلى المبادرة الروسية على أنها الجهد الدبلوماسي الوحيد الجاري حالياً لإنهاء الحرب، والأول منذ انهيار المحادثات المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في جنيف قبل عام.

ويضيف: “نحن ندعم أيّة مبادرة، وهذه المبادرة نتمنى أنها مبادرة جدية”.

تلقت المفاوضات الروسية دفعة معنوية يوم الأربعاء عندما ظهر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري لتأييد محاولة جمع الأطراف المتنازعة معاً مرة أخرى إلى طاولة حوار، وقال بعد اجتماعه في جنيف مع دي مستورا: “نأمل أنه يمكن للجهود الروسية أن تكون مفيدة “.

إن لهذه المبادرة هدف متواضع وهو الجمع بين الحكومة وممثلي المعارضة لإجراء حوارات مفتوحة بينهم تُناقش فيها خلافاتهم، والغرض من ذلك التمهيد هو المزيد من المفاوضات الرسمية، والتي تهدف إلى ضمان التوصل إلى تسوية سياسية على نطاق أوسع. ومن المقرر _مبدئياً _ إجراء المحادثات في موسكو في 26 – 29 كانون الثاني، ومع ذلك فقد أشارت سانا، وكالة الأنباء الرسمية السورية، في وقت مبكر من هذا الأسبوع أن التاريخ قد يتغير.

لقد ذكرت المجموعات المعارضة الرئيسية السورية أنها لن تحضر، مشيرةً إلى عدم وجود ضمانات تثبت أن انتقال السلطة هو الهدف من هذه المحادثات، روسيا هي أحد حلفاء سوريا الرئيسيين، والمورد الأساسي للمساعدات العسكرية إلى الحكومة، وأعربت شخصيات معارضة عن مخاوفها من أن الهدف من هذه المبادرة هو الإمساك بقبضة الرئيس بشار الأسد وتعزيز لسلطته في دمشق. كما قالت شخصيات معارضة أنه يمكن لهذا الموقف أن يُعدّل _ على أية حال _ بعد المحادثات التي ستجري في القاهرة الأسبوع المقبل والتي تهدف لصياغة نهج موحّد بين فصائل المعارضة المتناحرة. وهذه المحادثات سوف تجمع ممثلين عن المجموعات المعارضة الرئيسية، والائتلاف الوطني السوري الذي مقره في إسطنبول، ولجنة التنسيق الوطنية التي مقرها في دمشق، والتي لا تؤيد الثورة المسلحة، إنما تسعى لإحداث إصلاحات في سوريا.

“بالنسبة للذهاب إلى مؤتمر موسكو فالإجابة هي “لا” حتى الآن” قالها مسئول في الائتلاف الوطني السوري، والذي فضّل عدم الكشف عن هويته حتى لا يستبق الأحداث، ويضيف “سيتم إعادة النظر بشأن مؤتمر موسكو بعد اختتام محادثات القاهرة “.

وضّح دي مستورا التكاليف المتزايدة من الفشل في الحد من أو إنهاء هذه الحرب. وقال ” تمثّل سوريا أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وإن التدهور المستمر يمكن أن يدفع بالحل بعيداً إلى مستوى صعب المنال”.

وقال “لقد عادت سوريا 40 عاماً إلى الوراء من حيث كانت عليه ” عندما اندلعت أعمال العنف في عام 2011، ويضيف: “ما نحتاج إليه هو أن نتأكد أن هذا المؤتمر لن يصبح مثل ما حصل في عام 2014، عندما سمعنا وعود ونداءات مماثلة من الجميع… ومن بعدها لم يحدث شيء فعلي”.

وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية قد تغيّرت خلال العام منذ إخفاق محادثات جنيف للسلام، كما قال دي مستورا إن “انتشار الدولة الإسلامية في الشمال السوري وانطلاق الحرب الجوية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الجماعات الجهادية في سوريا والعراق، لربما تكون قد زادت الضغوط على الأسد للتوصل إلى حل”.

ولكن في مقابلة صحفية أجريت مع السيد الأسد، ونشرت يوم الخميس، أشار الأسد إلى أنه ليس قريباً من مقابلة ادعاءات المعارضة مما كان عليه منذ عام منصرم. وذكر كأهداف رئيسية له “محاربة الإرهاب” ودعم الجيش السوري في معركته ضد التمرّد.

 

  • ليز سلاي هي مديرة مكتب بيروت بوست. وقد أمضت أكثر من 15 عاماً في تغطية أحداث الشرق الأوسط، بما في ذلك حرب العراق، ولها منشورات أخرى تتضمن إفريقيا والصين وأفغانستان.

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.