حلب1

إن تقدم قوات الحكومة السورية في حلب يخالف تأكيدات وسيط الأمم المتحدة أن دمشق مستعدة لإعلان وقف إطلاق النار محلياً لمدة ستة أسابيع.

كريم شاهين، بيروت، صحيفة الغارديان، 18 شباط 2015.

ترجمة موقع الحل السوري.

 

قال وسيط الأمم المتحدة لدى سوريا إن الحكومة السورية ترغب بتعليق قصفها لمدينة حلب، وبذلك يمكن اختبار وقف إطلاق النار.

على أية حال فإن تقدّم القوات الحكومية _ التي تقول أنه يوجد لديهم ثوار في شمال المدينة المحاصرة _ هو مخالف لهذا الاقتراح.

وكان ستيفان دي مستورا قد أخبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن دمشق كانت على استعداد لإعلان وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع.

لقد قامت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بحركة سيطرة على المنطقة تهدف من خلالها إلى ضمان السيطرة على خط الإمدادات الرئيسي الممتد من تركيا إلى الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة.

وأعلنت القوات السورية يوم الأربعاء أنها قد سيطرت على مناطق مختلفة من الريف الشمالي لمدينة حلب، حيث قتلت وأصابت العشرات من الثوار، كما وقطعت عليهم طريق الفرار إلى تركيا.

وفي بيان للجيش لسوري أعلن فيه: ” إن قوات الجيش قد خلقت نطاقاً الآن حول بؤر الإرهابيين الذين يهاجمون المدنيين في حلب “.

وذكر الثوار لاحقاً أنهم استعادوا السيطرة على معظم المناطق التي خسروها لصالح القوات الحكومية.

وجاء هذا القتال بينما أخبر دي ميستورا الصحفيين في نيويورك أنه كان يأمل  بأن وعد الحكومة بالتزامها وقف إطلاق النار في حلب سيكون الأول من نوعه في سلسلة من “التجميدات” المحلية التي تهدف إلى وقف الصراع المستمر منذ أربعة سنوات.

اقتبست رويترز من حديث دي مستورا بعد توجيهه إلى مجلس الأمن: “لقد أشارت لي الحكومة السورية برغبتها بوقف القصف الجوي.. والقصف المدفعي لفترة زمنية تبلغ ستة أسابيع في كل أنحاء مدينة حلب وتبدأ من تاريخٍ ستُعلمنا به دمشق”.

على أية حال، فإن آخر هجوم للحكومة ربما أفسد خطّة “التجميد المحلي”، والتي كانت مسبقاً قد تعرضت لانتقادات المعارضة السورية.

وقال حسّان حسّان، وهو محلل سوري في معهد ديلما ومقره أبو ظبي: “إن الرئيس يقول لضيوفه ما يودون سماعه، لكنه أبداً لا ينفذ أقواله”.

“يمكن الأخذ باقتراح وقف القصف في حلب لفترة زمنية، بينما يحاول النظام القول إنه أخذ زمام المبادرة للتوصل إلى تسوية، ولكن تلك الأوهام لا تسري على أحد فالنظام سوف يحوّل سياسته”.

لقد أعلن مُسبقاً كلٌّ من جبهة النُصرة والقاعدة معارضتهما لدي ميستورا من خلال تسجيل مصوّر نُشر في نهاية الأسبوع، وقد انتقدت المعارضة المبعوث بسبب قوله أن الأسد يجب أن يكون جزءاً من الحل للحد من أعمال العنف.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العشرات من الثوار وقوات الحكومة قد قضوا في القتال المشتعل في الريف الشمالي لمدينة حلب منذ يوم الثلاثاء. كما أضاف المرصد أن قوات الأسد تُدعم من قبل حزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من إيران وأفغانستان.

وكان الثوار في المدينة قد خشوا من أن يُطوّقوا من قبل القوات الحكومية في شمال حلب ومن مقاتلي الدولة الإسلامية ( داعش ) في ريف المحافظة، وهم في موقع الدفاع في المدينة.

قال حسان إنه يمكن لوقف إطلاق النار أن يقدم فائدة نظرية للثوار إذا ما تم تنفيذه بحسن نية، ولكن يشكك الكثيرون بدوافع الحكومة. وجاء اقتراح وقف إطلاق النار المحلي في الوقت الذي كان الثوار فيه يكسبون زخماً في جنوب سوريا.

وقال: “يعتقد المعارضون أن الخطة كانت تمثل شريان الحياة بالنسبة لقوات الأسد”.

وقد قضى حتى الآن أكثر من 210000 شخص في الصراع السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.