هيثم نبيل ـ مخيم اليرموك

في كل عام يحيي الفلسطينيون في العالم بيوم 15 أيار ذكرى #النكبة التي حدثت عام 1948 (احتلال #فلسطين)، حين هجرتهم #إسرائيل من ديارهم، وفد حينها إلى #سوريا حوالي 90000  فلسطيني، تركز معظمهم في العاصمة #دمشق، وتوزع البقية على محافظات الشمال والوسط والجنوب، وبلغ عددهم حوالي 470،000 ألف نسمة عام 2008، يتركّزون في عشرة مخيمات معترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (#الأونروا).

 

دخل #مخيم_اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا في خضم #الثورة_السورية منذ الأشهر الأولى، فقد خرجت أول مظاهرة فيه بتاريخ 6 حزيران من عام 2011 ، وفي 16 كانون الأول من عام 2012 ، قامت قوات النظام بقصف مراكز الإيواء داخل المخيم، تحت ذريعة مواجهة كتائب المعارضة المسلحة التي دخلت المخيم في الوقت ذاته .

منذ ذلك التاريخ شهد المخيم قصفاً بالصواريخ والبراميل المتفجرة، حيث تعاونت بعض الفصائل الفلسطينية وأبرزها #الجبهة_الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، و #فتح_الانتفاضة مع قوات #النظام_السوري في مواجهة عناصر #الجيش_الحر وكتائب المعارضة المسلحة .

ودفع القصف المتواصل للمخيم مئات الآلاف للنزوح إلى المناطق المجاورة هرباً من القتل في بداية دخول المخيم ساحة الصراع السورية.

بدأ الحصار على مخيم اليرموك من قبل قوات النظام، بتاريخ 26 كانون الأول  أو بعد ما بات يعرف “بضربة الميغ”، وزاد الحصار المتواصل من معاناة أهل المخيم ، حيث قتل الجوع الكثيرين وخاصة من الأطفال، كما انتشرت الأمراض المرتبطة بسوء التغذية داخل المخيم، إلى جانب ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية .

وقامت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، بتوثيق ضحايا الحصار ونتائجه، حيث استمر حصار الجيش النظامي ومجموعات الفصائل الفلسطينية الموالية له، على المخيم حتى اليوم دون انقطاع (687  يوماً على التوالي)، إضافة إلى انقطاع الكهرباء منذ أكثر من  757  يوماً، والماء 246  يوماً على التوالي، وبلغ عدد ضحايا الحصار  177  ضحية،  بالإضافة إلى لجوء الآلاف من فلسطيني سوريا إلى الخارج، منهم (10687) لاجئاً في #الأردن و (51300) لاجئاً في #لبنان ، (6000) لاجئاً في #مصر، وذلك وفق إحصائيات وكالة الأونروا لغاية شباط 2015 .

وبلغ عدد الضحايا الفلسطينيّين في كامل الأراضي السوريّة منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011 وحتّى نهاية عام 2014 وفق توثيق مجموعة إحصائيات الثورة السورية ، حوالي “2600 شهيد فلسطيني”، بينهم أكثر من 1686 موثقين بشكل كامل، وحوالي 331 لم يتمَّ توثيق أسمائهم لأسبابٍ ‏عديدةٍ منها التصفية السرية في المعتقلات، وصعوبةُ التوثيق في ‏بعض المناطق، ودفن العديد من مجهولي الهويّة في ظروفٍ أمنيّةٍ مشدّدةٍ أو ‏بشكلٍ عاجل، والتشوّه ‏الشديد لبعض الجثث، ورغبة بعض ذوي الشهداء بعدم التوثيق لأسبابٍ أمنيّة، ويشمل ‏هذا العدد غير الموثّق ‏ضحايا مجازر وإعدامات ميدانيّة لعائلاتٍ سورية كاملةٍ ضمّت بينها ضحايا فلسطينيّين (مثل أفرادٍ ‏من عائلة عبد ربّه، ‏وعائلة البشر في مجزرة #دوما بتاريخ 28/06/2012، وأفراد من عائلة المصري في مجزرة #يلدا ‏بتاريخ 14/09/2012).

ازداد الوضع تعقيداً بعد مرور أربع سنوات من عمر الثورة السورية ، حيث قامت قوات تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) باقتحام المخيم في بداية نيسان 2015، وسيطرت على 80% من مساحته، بعد مقاومة شرسة من قبل الجيش الحر وكتائب المعارضة المسلحة، والتي وجدت نفسها تقاتل عناصر تنظيم الدولة وقوات النظام السوري المدعومة من ميليشيات الشبيحة والفصائل الفلسطينية الموالية له.

وفشلت كل الجهود التي بذلت لتحييد المخيم عن الصراع الدائر في سوريا منذ اندلاع الثورة في آذار 2011 ، حيث قام وفد من #منظمة_التحرير_الفلسطينية بزيارة إلى دمشق في 4 أيار الجاري، بهدف العمل على تحييد مخيم اليرموك عن النزاع العسكري وإخراج المسلحين وفك الحصار عنه وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (#أحمد_مجدلاني) السبت 9 أيار، أنه سيتم توفير مركزي إيواء جديدين يستوعبان نحو 2000 لاجئ من مخيم اليرموك، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً جيداً مع الأونروا ولقاءات للتعاون والتنسيق بينها وبين ووزارة الشؤون الاجتماعية السورية، ولجنة الإغاثة الوطنية العليا المشكلة من قبل منظمة التحرير في سوريا.

وبالتزامن مع الذكرى السابعة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني، تم أمس أطلاق حملة (فلسطينيو سوريا بين نكبتين) ، لتسليط الضوء على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومعاناتهم التي لم تنته، ووصفوها بالنكبة الثانية، وقام القائمون على الحملة بجمع المعطيات الإحصائيات وابتكار تصاميم تسلط الضوء على المعاناة وسردها، كما نشروا عدة وسوم لمشاركة الحملة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي: #فلسطينيو_سوريا_بين_نكبتين، #نكبة، #النكبة_مستمرة، #أنقذوا_فلسطينيي_سوريا،  #Nakba .

لم يدر أهالي مخيم اليرموك أن لنكبتهم نكبة لاحقة، فالذكرى السابعة والستين للنكبة والنزوح عن فلسطين يحمل معه مرارة دخول تنظيم #داعش إلى عاصمة الشتات في ظل استمرار القصف بالبراميل المتفجرة والاشتباكات العنيفة التي يشهدها المخيم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.