هشام سراج الدين

يأتي شهر #رمضان المبارك هذا العام في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش)، حاملاً  معه الذكرى الأولى لإعلان ما سمي قيام الخلافة الإسلامية ومبايعة أبو بكر #البغدادي “أميراً للمؤمنين”، ويتميز شهر رمضان هذا العام بالاستقرار الأمني لكثير من مناطق التنظيم التي لا تضم جبهات قتالية، ولاسيما عقب تمدد التنظيم، فلم تشهد #الرقة وريف #حلب الشرقي (الباب، منبج، جرابلس، الخفسة، مسكنة، جرابلس، الراعي) أي منغصات خلال رمضان حتى الآن.

 

وتشهد الحركة التجارية في مناطق سيطرة داعش انتعاشاً ملحوظاً مقارنةً بالعام الماضي، ويقول أبو محمد (صاحب محل ألبسة في مدينة #منبج) “في العام الماضي كانت معظم المحلات تغلق بعد صلاة العصر حتى اليوم التالي، باستثناء محلات الطعام، أما اليوم فتستمر بالعمل حتى ساعة متأخرة من الليل”، وفي هذا الصدد ينفي أبو محمد صحة الإشاعات عن منع المرأة من التسوق قائلاً: “لم يصدر أي قرار بخصوص نزول النساء للأسواق، والقرارات المتعلقة بالنساء تتعلق باللباس الشرعي، ووجود المحرم إذا كانت مسافرة”.

وتتعرف المناطق الجديدة على تعليمات تنظيم الدولة الدينية في رمضان إذ حدد التنظيم صلاة التراويح بثماني ركعات، وألزم الأئمة  بقراءة صفحة من القرآن على أقل تقدير في الركعتين، وحدد موعداً ثابتاً لصلاة العشاء بعد المغرب بساعة وعشرين دقيقة، ويقول عمر (طالب جامعي من ريف #حلب) “منعت كافة المساجد مما كان متعارفاً عليه من إنشاد ديني ومديح نبوي قبل صلاتي العشاء والفجر وعند السحور بحجة أنّ ذلك بدعة”، وبقيت القوانين الأخرى الناظمة سارية المفعول كإغلاق للمحلات أثناء الصلاة.

وبرزت ظاهرة الأقفاص هذا العام في شوارع مدن سيطرة التنظيم، فيتوقع المصدر أن “يوضع في هذه الأقفاص من يثبت إفطاره في رمضان ناهيك عن عقوبات أخرى قد تلحق بالمفطرين”، كما ويتوقع أن يتخذ رمضان مناسبة للدعوة إلى الجهاد، وحث الشباب على الانخراط في صفوف التنظيم.

وبدا هذا العام أنَّ داعش يميل لتنظيم أموره أكثر من السابق، مستثمراً المناسبات على نحو أفضل، فقد وزع كتيبات على المساجد، وألزم الأئمة بإعطاء دروس من هذه الكتيبات التي تحمل فكر التنظيم، يقول الشيخ علي من ريف حلب: “في زمن نظام البعث كان للأئمة حرية اختيار ما يشاؤون من دروس فقه وسيرة وتجويد شريطة عدم التدخل في السياسة، أما الآن فكل شيء مقولب لا يجوز تجاوزه” وقد تكون حلقات القرآن إحدى المعالم البارزة التي لم تتغير في شهر رمضان حيث يزداد الإقبال على تلاوة القرآن.

وطرأ التغير الأكبر على العلاقات الاجتماعية إذ قلت السهرات الرمضانية، ومنع التنظيم أية مظاهر ومهرجانات احتفالية ولاسيما الفنية منها، واقتصرت الزيارات “على العلاقات القريبة جداً”، فيما وبرزت عند التنظيم هذا العام ظاهرة موائد الإفطارحاملةً طابع التقشف.. يقول أبو خالد من ريف حلب: “موائد الإفطار تقدم التمر واللبن إضافة للماء فقط”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.