ليلى زين الدين

اعتصم أمس عدد من أبناء محافظة #السويداء أمام بناء المحافظة للمطالبة بتسليم وافد #أبو_ترابة الذي اعترف بمسؤوليته عن التفجيرات التي أودت بحياة الشيخ وحيد #البلعوس، وأكثر من 40 شخص آخرين، حسب رواية التلفزيون السوري الرسمي.

 

وقوبل الاعتصام بالعنف من قبل ميليشات تابعة للنظام في المحافظة، حيث تم الاعتداء على المعتصمين لإجبارهم على فض الاعتصام.

وإثر ظهور أبو ترابة على التلفزيون الرسمي السوري ارتفعت أصوات عديدة من داخل المحافظة أبرزها تجمع #مشايخ_الكرامة الذين استهدفت قياداتهم التفجيرات، مطالبين السلطات السورية في #دمشق بتسليمهم أبو ترابة ليتم التحقيق معه داخل المحافظة، ومن قبل قضاة محايدين.

كما انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تطالب بالإفراج الفوري عن أبو ترابة، مستنكرةً اعتقاله، ومعتبرةً أن اعترافاته “فبركة وغير صحيحة”، متهمةً بشكلٍ مباشر الأجهزة الأمنية بوقوفها خلف التفجيرات.

وفي المقابل شككت بعض الأصوات من داخل المحافظة بشخصية وافد أبو ترابة، ذاهبةً إلى حد اتهامه بالعمالة للنظام، لا سيما أنه كان أحد أفراد كتيبة سلطان الأطرش التي قتل مؤسسها خلدون زين الدين في آخر معاركها ضد النظام في منطقة ضهر الجبل، في حين نجا أبو ترابة وآخرين وعاد إلى السويداء بعد رحلة بين #الأردن و #تركيا، ليظهر فيما بعد باعترافاتٍ على شاشة التلفزيون الرسمي بعد وقوع التفجيرات.

من جانبها سارعت عائلة أبو ترابة لإصدار بيانٍ تؤكد فيه استنكارها لجريمة اغتيال البلعوس ورفاقه، كما زار وفد من نساء العائلة عوائل الشهداء مقدماً التعازي.

ناشط من محافظة السويداء فضل عدم ذكر اسمه يعتبر أن “فبركة اعترافات أبو ترابة التي جاءت على ذكر اثنان من مشايخ الكرامة تعاونا معه في تنفيذ التفجيرات، القصد منها شق حركة المشايخ وإضعافها والتنصل من الجريمة”.

ومن ناحيةٍ أخرى يشير الناشط أنها أيضاً تهدف إلى توسيع الشرخ بين المعارضة والموالاة لا سيما أن أبو ترابة محسوب على المعارضة المسلحة التي قاتلت إلى جانب خلدون زين الدين.

ويضيف الناشط أنه ورغم الرواية “الركيكة والتناقضات الواضحة في الرواية” التي قدمها أبو ترابة وبثها التلفزيون السوري إلا أن “هناك من يحلو له تصديقها دون الاقتناع بها، كنوع من الحماية النفسية لهم حتى لا يضطرون لاتهام النظام وما سيتبع ذلك من مواقف مطلوبة من شأنها أن تودي بالسويداء إلى مصيرٍ مشابه لمصير المدن الثائرة على النظام”.

ومن هنا ينطلق الناشط ليعلل السبب الكامن وراء التهدئة التي شهدتها المحافظة خلال الأيام القليلة الفائتة، منوهاً إلى وجود “مفاوضات بين مشايخ الكرامة والنظام”، لتهدئة الأوضاع وعدم التصعيد، والخلاف قائم داخل هذه المجموعة فمنهم من يريد الذهاب إلى المواجهة ومنهم من يدفع الأمور نحو الدبلوماسية والحذر، وهذه الحالة يمكن تعميمها على السويداء بشكلٍ عام فهناك من يريد المواجهة مع النظام مهما كان الثمن وهناك من يدعو للتهدئة.

وكان مشايخ الكرامة قد أصدروا قبل يومين بياناً وصفه ناشطون بالمتحفظ والحذر، شكروا فيه من وقف إلى جانبهم في مصابهم مؤكدين على أن السويداء هي جزء من سوريا، وماضون على خطى الشيخ البلعوس، دون أي إشارة اتهام أو مواجهة.

وشهدت محافظة السويداء عصر يوم الجمعة 11 أيلول ثلاث تفجيراتٍ راح ضحيتها الشيخ وحيد البلعوس زعيم مجموعة “مشايخ الكرامة” المعارضة للنظام وما يزيد عن 40 شخص آخرين.

يذكر أن اعتصاماً آخر دعا إليه الناشطون يوم الخميس من أجل المطالبة بتسليم أبو ترابة، ولم يسجل في الاعتصام الأول أي حضور للمشايخ.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.