ليلى زين الدين

جمع الأمن العسكري في #السويداء عدداً من الأهالي للاستماع إلى اعترافات الدكتور عاطف ملاك، في ساحة الفرع، بعد يومين من تفويضٍ حصل عليه رئيسه وفيق ناصر من قبل مشايخ العقل لفعل ما يراه مناسباً في المحافظة.

 

وكرر ملاك على مسامع الأهالي رواية النظام بأنه طلب إلى منزل الشيخ رأفت البلعوس، لمعالجة أمين فرع الحزب شبلي جنود (الذي وجد مقتولاً قبل فترة في ريف المحافظة).

وعلق رئيس فرع الأمن العسكري وفيق ناصر على ذلك حسب ما نشرت صفحات مؤيدة للنظام، بالتأكيد على تسليم الأشخاص الواردة أسماءهم في الاعترافات لأنفسهم ولسلاحهم وعلى رأسهم الشيخ رأفت البلعوس، وتسليم جثمان جنود لإتمام عمليات الدفن.

أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه اعتبر أن ناصر الآن “يعمل على تأليب الرأي العام ضد مشايخ الكرامة، عبر الاعترافات العلنية التي سمعوها من قبل ملاك، ليحصل على تفويضٍ اجتماعي بالقضاء على مشايخ الكرامة، بعد التفويض الديني إن صح التعبير والذي أخذه قبل أيام من مشايخ العقل”.

وتسرب قبل يومين فيديو جمع كل من وفيق ناصر ومشايخ العقل وعدد من أهالي السويداء وفيه قال شيخ العقل حكمت الهجري: “اتفقنا على كلمة واحدة.. إطلاق يد القانون والدولة بما تراه مناسباً” لتكون هذه العبارة بمثابة تفويض لناصر بما يراه مناسباً.

ولم يخف ناصر استياءه من الحصانة السابقة التي كان يمنحها زي الدين للمشايخ، معتبراً أنها السبب في المشاكل الأمنية التي تواجه المحافظة، وقال “سنعتبر كلامكم تفويضاً وسنبدأ بالتحرك”، مشيراً إلى أنه سيتم القبض على كل من يحمل السلاح حتى لو كان مرتدياً زي المشايخ.

كما لم يفوّت ناصر الفرصة لتلقين المشايخ روايةً جديدة حيث اعتبر أن “مشايخ الكرامة خانوا بعضهم وساهموا بقتل #البلعوس”، معبراً عن استياءه من إطلاق صفة الكرامة عليهم متوعداً بأنه سيتم قتلهم كقوة وكمصطلح.

ونقلت صفحة رجال الكرامة خبراً مفاده أنه وبعد انتشار الفيديو، شهدت معظم القرى والمناطق في السويداء اجتماعاتٍ للفصائل المقاتلة من الدفاع الوطني واللجان الشعبية متخذين قراراً بعد الوقوف بوجه أبناء المحافظة، وعدم توجيه السلاح بوجههم، مؤكدين على عدم السماح لأحد بدخول بيت من بيوت الجبل.

وأثار تفويض مشايخ العقل للمؤسسة الأمنية وإطلاق يدها في السويداء حفيظة أبناء المحافظة، حيث اعتبر مصدر مقرب من مشايخ الكرامة فضل عدم ذكر اسمه أن هذا التفويض يعني أن “كرامة الجميع باتت مستباحة لعناصر الأمن، ممن نكلوا وقتلوا العشرات من أبناء السويداء تحت التعذيب في أقبية الأمن العسكري، ويؤكد من جديد أن مشايخ العقل يعملون لصالح السلطة الأمنية في حين أن منصبهم هو ديني وروحي بالدرجة الأولى، وبدلاً من حماية دماء أبناء جلدتهم هم يقومون بتفويض الأمن من أجل زهق هذه الأرواح”.

ويضيف المصدر أن “وفيق ناصر وفرعه سيء الصيت والسمعة في السويداء أراد هذا التفويض فقط لإثارة الفتنة بين مشايخ العقل وباقي أبناء السويداء، فهو أصلاً لا ينتظر مثل هذا التفويض”.

ونبه ناشطون إلى أن هذا التفويض العلني سيدخل المحافظة في فتنةٍ لا تحمد عقباها، ويشير ناشط فضل عدم ذكر اسمه أنه “ليس جديداً ارتهان السلطة الدينية للسلطة السياسية والعمل بإمرتها، لكن الجديد في الأمر هو الحديث بعلانيةٍ عن إطلاق يد الأمن على أبناء المحافظة، ففي السابق كان هناك شكل من أشكال الاحترام لكلمة المشايخ لدى الأمن أنفسهم أما اليوم فهذا الأمر لم يعد وارداً”.

مصدر من بلدة المزرعة أكد أن رجال مشايخ الكرامة مستنفرون بعتادهم الكامل منذ لحظة اتهامهم بخطف وقتل جنود، وهم على أهبة الاستعداد لمواجهة الأمن العسكري إذا ما حاولوا الاقتراب واعتقال الشيخ البلعوس أو أحداً من رجاله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.