سيف الدين السالم:

وصل سعر الدولار أمام الليرة إلى 380 ليرة، ودفع الارتفاع هذا محالاً تجارية عديدة في سوق #الحميدية “دينمو الحياة الاقتصادية لدمشق” إلى الإغلاق، وأعلن التجار حدادهم وتوقفهم عن حركة البيع والشراء، إلى أن أجبرتهم – كما يقول ناشطون – حكومة النظام على فتح محالهم بالقوة، وبدأت أسئلة كثيرة حول واقع الأسواق وتعامل أهالي دمشق مع ارتفاعات الأسعار هذه، وكذلك حال من “لا دولار لهم ولا ليرة” في المناطق المحاصرة من #دمشق وريفها.. كيف يعيشون حياة ما بعد شلل الاقتصاد؟.

 

إضراب غير معلن والعنوان: سوق الحميدية

يعيش تجار وباعة #سوريا عموماً، ومدينة دمشق بشكل خاص صراعاً يومياً لتقبل الارتفاعات الجديدة للدولار، صراع “الأعصاب وهزات البدن”، لكن “صبر أهالي وتجار الشام نفذ” كما يقول أبو مازن، صاحب محل تجاري لبيع الأحذية بدمشق ويتابع “سعر #الدولار في ارتفاع يومي، باعتبار البيع – على مستوى المحال – محكوم بالشراء مرة أخرى فالصدمة موجودة دائماً، والقطعة التي نبيعها اليوم يرتفع سعرها غداً ونشتريها أحياناً برأسمالها أو حتى بخسارة، وكأننا فتحنا أعمالاً لنخسر”.

فيما حركة البيع والشراء إلى تراجع مستمر، وهو ما يؤكده فراس، موظف في أحد المحال التجارية لبيع الألبسة بدمشق ويقول “ما أكثر المتفرجين على البضائع والسائلين عن ثمنها دون شراء، فالناس في أغلب الأحيان تشتري ألبسة البالة بدلاً من شراء الألبسة الجديدة بأسعارها الملتهبة”.

وهو ما دفع بعض تجار سوق الحميدية إلى إقفال محالهم كرد فعل على ارتفاع الدولار وتوقف حركة البيع والشراء لتجبرهم سلطات النظام – كما أشار ناشطون من دمشق – إلى إعادة فتحها من جديد “وسط حالة من التوتر” ولتبديد أي فكرة لحول إضراب ما قد يشهده السوق.

الأدوات الكهربائية والإلكترونيات

وتشهد أسواق الكهربائيات والإلكترونيات ارتفاعاً كبيراً مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وهو ما أشار إليه أحد الخبراء الاقتصاديين بدمشق لـ موقع الاقتصادي”. حيث قال الخبير الاقتصادي والأستاذ بكلية الاقتصاد في جامعة دمشق عابد فضلية أن “الإلكترونيات ارتفعت أربعة أضعاف عما كانت عليه في بداية الأحداث”.

إلا أنّ الأسعار ترتفع أكثر من ذلك “طالما أنّ سعر الدولار يرتفع أكثر، وقاعدة العرض والطلب غير موجودة” كما يوضح أيمن الشامي، خريج كلية الاقتصاد وصاحب أحد محلات الكهربائيات بدمشق.

ويتابع أيمن “القوة الشرائية للمواطن انخفضت بشدة، وأصبحنا نبيع قطعة أو قطعتين خلال اليوم، في حين كنا نبيع بداية الأحداث كميات كبيرة تتجاوز عشرة أضعاف ما نبيعه اليوم”.

في حين أن غياث 31 عاماً، موظف قطاع خاص بدمشق يقول “بمليون ليرة بالكاد تستطيع شراء أدوات منزلك الكهربائية، في حين أننا سابقاً كنا نشتري ذات الأدوات بـ200 ألف ليرة وهو ما يعني زيادة بقيمة خمسة أضعاف”.

حتى أسواق المدافئ ارتفعت ووصل سعر المدفئة الكهربائية من النوع الجيد إلى 20 ألف ليرة وأكثر،وهنا يعلق شريف 38 عاماً، من ريف دمشق متهكماً “هي معضلة، جميع الأجهزة الكهربائية تحتاج كما هو معلوم بالفطرة إلى كهرباء، والكهرباء غير متوفرة، وبالتالي شراء هذه الأدوات قد يكون بلا فائدة حقيقية”.

الريف المحاصر يعاني غلاء “كل شيء”

في الوقت الذي يعاني منه سكان دمشق من ارتفاع سعر الدولار وانعكاسه على أسياسيات الحياة وثانويتها، يربط سكان الغوطة الشرقية الأحزمة أكثر على بطونهم الخاوية، ويعتبرون الحديث عن الدولار رفاهية.

ففي آخر مظاهرة خرجت في مدينة سقبا طالبت سيدة بـ” مادة السكر ” لأبنائها الذين يفتقدونه منذ بداية الحصار، وهو ما يزيد عليه أبو أحمد 45 عاماً، من ريف دمشق بقوله “يكفي أن تنظر إلى قائمة أسعار المواد الغذائية في #الغوطة الشرقية لتعرف كم يحتاج المواطنين إلى كل شيء”.

غالبية المحال التجارية في ريف دمشق “في مدينة #التل تحديداً” أغلقت بسبب عدم توافر البضائع نهائياً وغلاء أسعار المواد الجديدة، وانتهى مخزونها بعد أكثر من 100 يوم حصار.

الناشط الإعلامي أحمد البيانوني يوضح “معروف بالشكل الطبيعي أن ارتفاع أي شي في دمشق يعني ارتفاعه ضعفين في الأرياف المحاصرة” وأردف “بالنسبة للمواد الغذائية فإن أغلب المواد تأتي من #دمشق، ولا تنتج في مدينة التل إلا بعض المنتجات الزراعية البسيطة والخاصة بأصحاب المزارع وإن أرادوا أن يبيعوها فيبيعونها وفقاً لأسعار الدولار أيضاً”.

بضائع قادمة من دمشق، يعني أنها مصنعة ومنقولة بسيارات، ومدفوع عليها “رشوة” ثمن إدخالها إلى المناطق المحاصرة وكلها عمليات تدخل في تكلفة المنتج، الذي لا يستهلكه أغلب من يعيش محاصراً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.