نذير كمالي – دير الزور

باتت مشكلة تلوث المياه والأضرار الناجمة عنه، محط اهتمام الأهالي في محافظة #دير_الزور،  فضلاً عن أهمية تقنينها واستمرار البحث عن مصادر طبيعية صحية لاستجرارها.

 

وانتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة #تلوث_المياه، في الريف الشرقي لدير الزور والخاضع لسيطرة تنظيم #الدولة_الإسلامية، ونتجت عنه أمراض عدة، داخلية، جلدية وغيرها.

وقال أحد أبناء مدينة #البوكمال، ويدعى أبوماهر، في حديث للحل السوري، إنه قبل سيطرة التنظيم المتشدد على الريف الشرقي، كانت مصفاة المياه الواقعة على ضفاف نهر الفرات، مسؤولة عن تصفية المياه وتنقيتها، قبل وصولها للمنازل، وبعد سيطرة داعش على المنطقة، قام بنقل معدات المصافي والتنقية إلى محافظة الأنبار العراقية.

وأضاف أبوماهر، إن المياه الآن تصل للمنازل دون المرور بأي مرحلة تنقية، حيث تصل ملوثة نتيجة امتزاجها بالتراب ومخلفات الأسماك، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك، ويمكن تمييز ذلك عبر رائحتها الكريهة.

وعن البدائل التي يلجأ إليها الأهالي لتأمين حاجاتهم من مياه الشرب يقول أبوماهر، يستخدم معظمهم المصافي المنزلية، أو شراء قوارير المياه المعدنية التي تعددت مصادر إنتاجها وتعبئتها، وباتت غير مضمونة الصلاحية بدورها، كما لفت أبوماهر لـ #الأمراض التي انتشرت بين الأهالي نتيجة شربهم مياه ملوثة، كالإسهال الدموي، والمغص الشديد، والحساسية الجلدية.
وأوضح أن عدة حالات قصدت مشافي المدينة بعد ظهور أحد الأعراض السابقة، وبعد تحليل مخبري لعينات من المياه التي يشربها المرضى، اتضح أنها ملوثة وغير صالحة للشرب، وحسب أطباء مخبريين من العاملين في مشافي المدينة، فإن الاستمرار في استخدام هذه المياه للشرب، سيؤدي إلى كارثة صحية، حيث سجلت حالات وفيات أطفال نتيجة المياه الملوثة بـ (مخلفات المعامل والمشافي، والصرف الصحي، التي تصب جميعها في #نهر_الفرات).

من جهته لفت أحمد أبو خالد من أبناء مدينة المياذين، إلى انتشار أمراض سارية ومعدية في المدينة كالتيفوئيد، بسبب تلوث المياه،  حيث قام تنظيم داعش بنقل مولدات الكهرباء الخاصة بمصافي المياه، إلى مناطق أخرى، كما منع المنظمات الإغاثية من إدخال مواد التعقيم اللازمة لتنقية المياه، كالكلور، وذلك بحجة عمالتها لدول مناهضة ومعادية لهم.

وذكر أبوخالد، أن تفشي الأمراض، دفع الأهالي إلى محاولة تأمين مياه صالحة للاستهلاك بشتى الطرق، حيث بدأ العديد منهم باتباع الأساليب القديمة لتعقيم المياه كغليها، أو استخدام المرقدات اليدوية أو حفر الآبار، مبيناً عدم فعالية تلك الطرق بشكل كامل، إلا أنها تخفف من درجة التلوث وتقلل احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة.

وليس حال المدنين المتواجدين في مناطق سيطرة #قوات_النظام في المحافظة،  أفضل من سابقتها، تقول دانا محمد، من سكان حي الجورة، إن أهالي الحي يعانون من نقص المياه، وفي حال توفرها وجدت ملوثة غير قابلة للشرب.

وتضيف، في ظل الحصار الذي يفرضه تنظيم #داعش، لا وجود لمصدر بديل لمياه الشرب، كالمياه المعدنية، وأن الأهالي قدموا احتجاجهم لمدير المؤسسة العامة للمياه، الذي صرح أن المؤسسة “مستمرة بعملها لتأمين مياه الشرب، وأنه يتم ضخ المياه وفق المواصفات القياسية”، وبين أن قلة الكميات التي تضخ للأحياء هي “نتيجة السير وفق عملية تقنين زمنية متفق عليها سابقاً”.

وكانت منظمة #اليونيسيف قد حذرت، من أن تناقص منسوب مياه الشرب في فترات الصيف، سوف يعرض الأطفال لأمراض خطرة، وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن محافظة ديرالزور، من أكثر المناطق التي شهدت تفشي لهذه الأمراض، وأن مياه نهر الفرات (المصدر الوحيد لمياه الشرب في المحافظة)، باتت غير صالحة، بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.