حمزة فراتي

تنعكس المعارك الدائرة في مدينة #دير_الزور  بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات النظام السوري على المدنيين بالدرجة الأولى، وهو ما يجعل مواقفهم متباينة تجاه الوضع العام في مدينتهم، فمأساتهم مع الحصار تقابلها مأساة تلوح في الأفق مع تقدم التنظيم أيضاً، وما يمارسه النظام يشابه ما يمارسه التنظيم من وجهة نظر أغلبيتهم، ليجدوا أنفسهم بين نارين.

 

ينقل الناشط سامر الديري لموقع الحل السوري، وجهات نظر متباينة لدى المدنيين في المدينة، فردود الفعل “الانتقامية” لكلا الطرفين المتصارعين، ستنعكس على المدنيين، “وهنا يكمن سبب تباين هذه الآراء”،  فسيطرة التنظيم بالكامل على المدينة تعني مجازر يرتكبها التنظيم وخاصة تجاه من “يثبت تعاونه مع النظام”، إضافة  إلى غارات طيران النظام والطيران الحربي الروسي التي ستدمر ما تبقى من المدينة، من جانب آخر بقاء هذه الأحياء تحت سيطرة النظام يعني استمرار الحصار و”الموت جوعاً” للعام الثاني على التوالي.

يرى المصدر أن نسبة كبيرة من الأهالي ضمن هذه الأحياء وتحت وطأة الحصار والظروف اللاإنسانية التي يعيشونها، لم يعد لديهم أدنى اهتمام بمن سيحسم المعركة عسكرياً، فقد ضاقوا ذرعاً بالطرفين وما يهمّهم هو فك الحصار.                                                                                                يتابع المصدر “ناشطو المحافظة قد وقعوا في تناقض،  فبعد اتهامهم التنظيم بعدم التحرك لتحرير ما تبقى من المدينة، عادوا اليوم  وحذروا من سقوط المدينة بيد التنظيم”.

عامر عيسى أحد سكان حي الجورة المحاصر يقول: “الخروج من الأحياء المحاصرة أصبح خطيراً جداً ومكلفاً، كما أن أعداداً كبيرةً من سكان هذه الأحياء يعملون في صفوف النظام واللجان الشعبية، ودخول التنظيم يعني أنهم سيواجهون الموت بسيوف عناصر التنظيم خصوصا مع قيام النظام بنشر فيديوهات بين الأهالي لإعدامات بحق جنود له على يد عناصر #التنظيم، لكي يثبت لهم أن الموت ينتظرهم بمجرد دخول التنظيم”.

من ناحية أخرى لا يمانع الذين لم يتورطوا مع النظام  والميليشيات الموالية له بدخول تنظيم الدولة، وخاصة أن التنظيم “لم يرتكب أي أعمال انتقامية بحق المدنيين بعد سيطرته على حي #البغيلية كما يروج النظام” يقول محمد خليفة (أحد سكان القصور).. “تواصلنا مع أقاربنا في البغيلية، وعرفنا أن التنظيم لم يعتقل إلا من ثبت تورطه مع الدفاع الوطني.. لا توجد طريقة  لإنهاء الحصار والخلاص من هذه الآزمة إلا عن طريق دخول التنظيم، لأن الناس داخل الأحياء المحاصرة تواجه الموت جوعاً أو بالقذائف المتساقطة عليهم، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها قوات النظام والمليشيا الموالية له بحق جميع الشبان لزجهم على جبهات القتال الساخنة حيث يواجهون مصيراً محتوماً بالموت”.

يذكر أن تنظيم الدولة يسيطر على ريف #دير_الزور ومعظم أحياء المدينة بينما يسيطر النظام السوري على بعض الأحياء المحاصرة من قبل التنظيم منذ أكثر من عام .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.