الواشنطن بوست: الضغوط لإعادة توطين مزيد من السوريين في أمريكا لا تسرّع من عملية التوطين

الواشنطن بوست: الضغوط لإعادة توطين مزيد من السوريين في أمريكا لا تسرّع من عملية التوطين

في مقال لـ آدم تايلور، نشرته الواشنطن بوست في 12 آذار / مارس الحالي، تحدث الكاتب عن قرار الولايات المتحدة بتسوية أوضاع 10000 لاجئ سوري خلال العام الحالي. فبحسب المقالة طلب الرئيس أوباما في أيلول / سبتمبر أن يتم توطين ما لا يقل عن 10000 لاجئ سوري في الولايات المتحدة لسنة 2016، وهي زيادة كبيرة، ولكنها جزء صغير جداً مقارنة بملايين اللاجئين السوريين المشتتين من بلدهم خلال السنوات القليلة الماضية.

وقد قد انتقد الناشطون الولايات المتحدة لسنوات بسبب بطئها في الاستجابة والتفاعل مع أزمة اللاجئين السوريين. فمن وجهة نظرهم إنها حالة شاذة لأمة استقبلت أكبر عدد للاجئين خلال تاريخها من بين جميع الأمم. وأضاف الكاتب: “حتى في أفضل الحالات يمكن أن يستغرق الأمر 18 إلى 24 شهراً لإعادة توطين اللاجئين من أي جنسية”.

 

وذكر الكاتب أنه بكل حال، مع حلول نهاية شباط / فبراير، أقل من 1000 سوري كانوا قد وصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويشكك خبراء التوطين فيما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إتمام هدفها مع حلول أيلول / سبتمبر.

وبحسب المقالة فقد أرسلت قوات بشرية وموارد أخرى إلى الشرق الأوسط _ خلال الأسابيع الماضية _ أملاً منها في إيجاد سوريين أكثر يكونون مرشحين ليتم تسوية أوضاعهم لديها. إنها دفعة مهمة، تمت ليس فقط لحماية العائلات الأكثر ضعفاً، وإنما من أجل تخفيف العبء عن بلدان الشرق الأوسط المجهدة من ضغط الأعداد الكبيرة من اللاجئين لديها، وفق المقال.

وفي لقاء للكاتب مع عائلة سورية في الأردن، كتب عنهم: “تخيّلت عائلة سورية بدايةً جديدة لها من خلال جلوسها على أرض شقة صغيرة شرقي العاصمة عمان.. التوأمان ليان ولين، ذوات الـ 12 عاماً، وشقيقهما عبد القادر ذي الـ 7 أعوام، ضحكوا من فكرة الانتقال إلى الولايات المتحدة. تحدّثوا عن توم وجيري وسبونج بوب وأحلام الفتاتين في أن تصبحا معلّمات أو محاميات. في حين قالت الأم أنها تريد لأبنها عبد القادر أن يصبح طبيباً، لكنه أبدى مداخلة ليوضح رؤيته الخاصة عن مستقبله ليقول بأنه يود أن يبيع السيارات”.

وأضاف: “بعد عامين من العيش في الأردن، تلقت آمال أحمد _ الأم والمعيلة الرئيسية للعائلة _ مؤخراً اتصالاً من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حول احتمالية أن يتم إعادة توطينهم في الولايات المتحدة الأمريكية. مقابلتها الأولى كانت في  شباط / فبراير، وكانت جزءاً مما أوضحت _ بفخر _ أنه جزء من برنامج (التعجيل) من أجل إعادة توطين السوريين”.

كما جاء في المقالة أن حالة الآلاف من اللاجئين الآن طي النسيان. يجد هؤلاء المتواجدون في الأردن ولبنان و #تركيا أنفسهم غير مرحب بهم يوماً بعد يوم في البلدان التي أثقل اللاجئون كاهلها. ويضيف: “يتخلى الكثير عن طلباتهم منضمين إلى القوافل الضخمة للناس المتدفقة إلى أوربا في مخاطرة بحياتهم للسفر، أو حتى يقوم البعض بالعودة إلى سوريا. وأنه بين شباط / فبراير و نيسان / أبريل، أرسلت وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي موظفين إضافيين إلى الأردن للمساعدة في إجراء مقابلات مع المزيد من السوريين الذين قدموا طلبات لجوئهم. وقالت السفارة الأمريكية في الأردن إنه تم إرسال 30 ضابطاً من الأمن الداخلي إلى الأردن وتم فتح منشأة جديدة لهم، وتجري في لبنان والعراق جهود مماثلة.

وذكر الكاتب أن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي أجرت مقابلات مع سوريين وأحالت الحالات الضعيفة منهم إلى السلطات الأمريكية، تحولت أيضاً إلى مستوى أعلى من الجهود المبذولة. تم نقل الموظفون من كافة أنحاء المنطقة إلى عمان للعمل بمناوبات مسائية يتم تطبيقها. في بنوك الهاتف، يتصل موظفي الأمم المتحدة مع اللاجئين الذين قدموا طلباتهم وكانوا مؤهلين لأن تتم تسوية أوضاعهم. هؤلاء الذين سوف تتم دعوتهم لإجراء مقابلة في مركز الأمم المتحدة في عمّان، حيث يعطون بيانات بيومترية أيضاً، هو إجراء أمني رئيسي ليتم تأكيد هويتهم خلال العملية.

وبحسب مسؤولين في مكاتب الوكالة في عمان فإن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تخطّط لإحالة ما لا يقل عن 9000 سوري من الأردن فقط لتتم تسوية أوضاعهم مع حلول نهاية الشهر. ويتوقعون بأن نصف هذا العدد تقريباً يمكن أن يتم إعادة توطينه في الولايات المتحدة.

وفي لقاء مع ممثل وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في #الأردن آندريو هاربر، قال إن تسوية الأوضاع السريعة التي تمت لـ 25000 سوري في كندا أظهرت ما يمكن القيام به. لكنه اعترف أيضاً أن الفرق الكبير بين كندا والولايات المتحدة هو مستوى المخاوف الأمنية.

وقال أيضاً : “أمريكا لديها مخاوف أمنية قوية جداً، لكن ما رأيناه هو أن اللاجئين نادراً ما يشكلون تهديداً أمنياً من تسوية أوضاعهم”، وأضاف: “الإرهابيون فقط لا يدخلون من جداول إعادة التوطين”.

ويضيف الكاتب أن وجهة النظر هذه قد لا تجد جمهوراً متقبلاً لها في الولايات المتحدة، حيث قام مرشحو الرئاسة بدعوات شعبية لوضع حد لجميع السوريين الذين تمت تسوية أوضاعهم لديها، كما هدد عدد من الحكام بمنع السوريين عن ولاياتهم.

أما أصحاب الشأن في عملية تسوية الأوضاع من الجانب الأمريكي قالوا إن إجراءات استثناء السوريين المتقدمين والتي تتضمن فحوصات أمنية متعددة، لا تتم على عجل.

وفي لقاء مع إليانور أسير، مدير برنامج حماية اللاجئين أولاً وحقوق الإنسان قال: “المقابلات سوف تصبح شاملة أكثر من أي وقت مضى”، وأضاف: “لن يتم أي جزء من هذه العملية خلال دائرة صغيرة، جميعها سوف تكون موسعة وشاملة “.

ويضيف الكاتب: عملياً، هذا يعني أن السوريين الذين بدؤوا العملية قد يتوجب عليهم الانتظار 18 شهراً على الأقل إلى أن تتم تسوية أوضاعهم. سينتقل البعض بدون شك، لكن عائلة أحمد تقول بأنهم يزمعون انتظار الخروج منها.

واختتم مقاله بقول أحمد قبل أن تعيد المحادثة لعائلتها الحياة المتخيلة في الولايات المتحدة: “لكي أكون صادقاً، ليس لدي مكان آخر أذهب إليه “.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.