عمار الحلبي- دمشق :

وأخيراً.. تدخّل #مصرف_سوريا_المركزي لخفض قيمة #الليرة السورية مقابل #الدولار، فكانت نتيجة هذا التدخّل “التاريخي” أن ارتفع سعر الصرف من 620 إلى 644 ليرة خلال أقل من 24 ساعة، وبذلك بات حاكم المصرف أديب ميالة موقناً أن التعامل مع تهاوي الليرة لن يكون إلا إعلامياً.

 

حيث عمدت “الحكومة السورية” لصرف نظر المواطنين عن الهبوط الحاد لليرة السورية مقابل الدولار وذلك بأساليب جديدة، يمكن اعتبارها نقلة نوعية في “لعبة القط والفأر” أي السوق السوداء والمركزي.

وبثّت وسائل الاعلام السورية إشاعاتٍ لا أساس لها من الصحة بهدف إبعاد تفكير الناس عن سعر صرف الدولار وشغلهم بقضايا تلامس حياتهم بدرجة أكبر، حيث تمكّنت هذه الشائعات من إزاحة قضية الصرف عن الواجهة الإعلامية للسوريين.

الخط الأحمر مجدداً

البداية من #الخبز، رأت السطات السورية أن أفضل طريقة لصرف نظر المواطنين عن التحدث بسعر صرف الدولار مقابل الليرة، خلق أزمة حقيقية في القوت الأساسي للمواطنين، وذلك عبر قرار اتخذته “#وزارة_التجارة_الداخلية وحماية المستهلك” الأسبوع الفائت، يقتضي خفض مخصصات #الأفران من 13 إلى 10 طن يومياً، وخفض ساعات العمل من 20 إلى 16 ساعة.

وبررت الوزارة هذا الإجراء “بمنع الهدر ودراسة الحاجة الفعلية للمواطنين”، راجع موقع #الحل_السوري تواتر احتياطي الطحين المستورد والمحلي، فلم يجد اي تذبذب بالإنتاج وبالتالي لا مبرر حقيقي لخفض الإنتاج.

الوزارة تراجعت عن القرار بعد أن غصت الأفران بطوابير كبيرة من المواطنين ووصل سعر #ربطة_الخبز بالسوق السوداء إلى أكثر من 250 ليرة.

وكتب الباحث الاقتصادي بدمشق “عمار يوسف” المقرب من النظام على صفحته بموقع “فيس بوك”: “السيد وزير التموين.. اذا سيادتك متفق مع الحاكم تساوي زحمه عالخبز منشان المواطن ينسى الدولار و لعبته بتكونو انتو الاتنين غلطانين..من اقوال مواطن حتى الخبز ما عاد لاقاه”.

لعبة زيادة الرواتب

التكنيك الثاني الذي اتبعه النظام السوري لتمييع قضية الدولار في أحاديث السوريين كانت إشاعة “#زيادة_الرواتب” التي روّجت لها امس صفحات مؤيدة وعلى نطاق واسع، حيث تفيد الإشاعة بأنه “تمت دراسة لزيادة رواتب الموظفين بنسبة 50% مطلع أيار القادم”.

هذه الإشاعة التي تداولها المواطنون على نطاق واسع طوال يوم أمس، ما لبث أن نفاها مصدر بـ #وزارة_المالية، مساءاً، ليبرر أن الدراسة تمت بالفعل لكنها قديمة وتعود للعام الماضي، موضحاً أن لا نية لرفع الرواتب في الوقت الحالي.

يقول صحافي إذاعي بدمشق لـ الحل السوري: “أن اللعبة الإعلامية التي تنتهجها الحكومة السورية ضد #الدولار نجحت بشكل مبهر”، وأضاف الصحافي الذي رفض كشف هويته: “إنه من الطبيعي أن تنجح هذه اللعبة لأن المواطن عندما يحارب بغذائه الأساسي أي الخبز، ويشاع زيادة راتبه وغيرها من الأمور المحورية بالطبع سينسى تماماً لعنة الدولار ولو لفترة محددة ريثما يتم السيطرة على السوق بطريقة ما”.

أسعار السندويش بدلاً من الدولار

الإشاعة الثالثة التي تم بثّها بعد تهاوي الليرة السورية تحدّثت عن قرار من #وزارة_السياحة برفع سعر “سندويش الفلافل والبطاطا والشاورما بنسبة تتراوح بين 75-100 %، وذلك تماشياً مع ارتفاع أسعار المواد الأولية”.

ظلّت هذه الإشاعة محط تداول السوريين خلال يومين من إطلاقها حتى تم نفيها من قبل وزير السياحة بشر اليازجي، الذي أوضح في حديث لموقع “دام برس” أن لا نية لرفع أسعارها.

حلول أخيرة

وقال رشيد بلال وهو طالب سوري حائز على درجة ماجستير في الاقتصاد، أن “هذا النهج لإبعاد تفكير الرأي العام السوري عن الدولار هو من الحلول الأخيرة، ودليل على أن ملف الليرة السورية خرج من أيادي المعنيين بمصرف سوريا المركزي”.

وأضاف بلال في حديث لـ”الحل” أن “النظام  فقد سيطرته على السوق من أكثر من عام ونصف، وأن من يتحكم بالسوق حالياً هم تجار الأسواق السوداء، لذلك اعتبر أن بث إشاعات مضادة هو من الحلول الأخيرة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.