تفتتح كاثرين فتزباتريك تقريراً نشرته في صحيفة دايلي بيست عن القوات الروسية في #سوريا بسؤال “لماذا يقوم الكرملين بالاعتراف ببعض حالات مقتل جنوده في سوريا ويتجاهل الحالات الأخرى؟ ولماذا تحظر السلطات الروسية عملية تقصي الحقائق حول عدد المقاتلين الروس الذين قضوا في الحرب في سوريا وظروف وفاتهم؟”

يقول التقرير “أعلنت وزارة الدفاع الروسية منذ بدء حملاتها في سوريا في 30 أيلول 2015 عن مقتل 12 جندياً على الأقل، إنما تفيد تقارير الصحفيين والمدونين المستقلين عن مقتل العشرات وأن الحكومة لم تعترف بذلك”.

 

وخلافاً للحرب في #أوكرانيا _ حيث يدعي الكرملين أن من يموتون هم من الانفصاليين المحليين بالرغم من مقتل المئات من الجنود الروس هناك _ ففي سوريا يُعترف بالوفيات ويكرّم الجنود كأبطال يمنحون جوائز بعد وفاتهم.

لكن وبحسب التقرير، فإن الكرملين حَذِر في وصف ظروف وفاتهم كما لو أن حالات الوفاة لم تحصل على أرض المعركة، فيصف وفاتهم أنها حدثت بينما كانوا يحرسون قوافل المساعدات الإنسانية، ويقومون بعمليات التفاوض بين الفصائل المختلفة من خلال مركز الإنشاء الروسي من أجل المصالحة بين الأطراف المتعادية.

اعترف الكرملين بوفاة 11 جندي روسياً، اثنان منهم قضوا في حادثة تحطم الطائرة المروحية، وتسعة قتلوا أثناء أدائهم المهام العسكرية، وقيل إن إحدى الحالات كانت حادثة انتحار قام بها فاديم كوستينكو نتيجة حالة نفسية أصابته بسبب انفصاله عن صديقته، وهذا ما نفته عائلته التي كانت على تواصل معه حتى يوم الحادثة، كما أكد صديق له تصاعد أعمدة الدخان من القاعدة التي كان بها ليلة الحادثة، وأضاف أن تسعة جنود آخرين قضوا معه في نفس الحادثة .

وتؤكد وسائل الإعلام المستقلة أن حالات الوفاة في صفوف الجنود الروس أكثر بكثير مما ذكر، ففي شهر آذار نشر موقع سان بطرس برج الإخباري مقالاً عن “المرتزقة في الحروب الروسية” مدعياً أن عدد الجنود الروس الذين قضوا في سوريا يتجاوز العشرات، وبحسب دينيز كوروتكوف، فإن عدداً من المقاتلين المنتمين لفيلق سلوفاكيا الذي شارك في الحرب في أوكرانيا انضموا إلى الحرب السورية أيضاً. وأنه تمكن من توثيق ثلاث حالات وفاة بينهم بالرغم من ثقته أن عدد الوفيات أكثر بكثير. وذكر التقرير أن حالات الوفاة هذه لم تعترف بها السلطات الروسية لأن الجنود “لا ينتمون رسمياً لقوات الجيش الروسي إنما هم مرتزقة”، بالرغم من أنهم تلقوا أوسمة حيث كان الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين قد أصدر مراسيم سرية تفي بتكريم المقاتلين العسكريين المتعاقدين بعد وفاتهم في المعركة السورية.

وأفاد التقرير أيضاً أنه من بين 93 مقاتلاً روسياً تم إرسالهم إلى سوريا لم يعد سوى ثلثهم سالمين ذلك في كانون الأول 2015، وأنه من الصعب توثيق حالات الوفاة التي وقعت في كانون الثاني وشباط خلال معركة #تدمر.

“وما يدعو للاستغراب هو مرسوم للرئيس بوتين أصدره في أيار 2015 يفضي إلى اعتبار إفشاء أسرار حالات الوفاة ضمن صفوف الجيش الروسي في الخارج جريمة جنائية يعاقب عليها القانون ذلك بالرغم من دعوى قانونية قدمها محامين وصحفيين مستقلين ضد هذا الأجراء كانت قد أيدت من قبل المحكمة الدستورية الروسية” وفق التقرير.

كما جاء في التقرير أن الصحفيين والمدونين والناشطين المستقلين الذين حاولوا تعقب تقارير وسائل التواصل الاجتماعي لإثبات حالات الوفيات في صفوف الجنود الروس في أوكرانيا كانوا قد تلقوا تهديدات كما تعرض بعضهم للضرب. أما أهالي الجنود المتوفين فقد واجهوا تهديد حرمانهم من استحقاقات الوفاة إذا ما تحدثوا إلى وسائل الإعلام، فكانت ردة الفعل أن أصبح من العسير إجراء التغطية الإعلامية لضحايا الحرب. حيث “يبقى عالم المرتزقة غامضاً وغير معترف به طالما أنهم مقاتلون غير شرعيون ولا ينتمون إلى الجيش الروسي، إنما هم متعاقدون لتنفيذ المهمات”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.