محمد عوض دمشق:

عيد جديد يمر على السوريين ولاتزال الأزمة مستمرة، التي رفع يوماً بعد يوم وعيداً بعد عيد الأسعار، لدرجة لم يعد يشعر فيها المواطن أن هذه المناسبة ستحل بعد أيام لغياب طقوسها، ومنها إعداد الحلويات أو ما يسمى “المعمول”.

 

لكن ورغم كل ذلك، استطاعت بعض الأسرة، التغلب على هذه العقبة، “حيث حل معمول الراحة والكاجو المكسر، ومربى النانرج، مكان الفتسق والجوز”، لانخفاض ثمنه.

بالأرقام

خلال رصد قام به موقع “#الحل_السوري” لأسعار مكونات إعداد الحلويات “المعمول في المنزل”، كانت على الشكل الآتي:كيلو السمنة الحيواني 3600 #ليرة، كيلو الفستق الحلبي 9000 ليرة، كيلو الفستق العجمي 8000 ليرة، كيلو الطحين 275 – 300 ليرة، كيلو العجوة 700 – 750 ليرة، كيلو الجوز 4500 ليرة.

تقول (أم أيمن – ربة منزل)، “إعداد المعمول بكافة الأصناف التي اعتدنها قبل الحرب أمر مكلف جداً حالياً، فسعر كيلو الفستق الحلبي يساوي نصف راتب زوجي المتقاعد”، مضيفةً “إذا أردنا إعداد المعمول بأصنافه المعروفة، فأنا بحاجة إلى 6 كيلو طحين، إضافة لكيلو جوز وكيلو فستق، و3 كيلو سمنة بلدي، و2 كغ عجوة، و1.5 كغ سكر، إضافة لظرفين خميرة ثمنهم 100 ليرة”.

وبحسب الأرقام التي أوردتها أم أيمن وربطها بأسعار السوق التي رصدناها، ستكون التكلفة حوالي 22 ألف ليرة سورية، وهو ما يساوي حوالي 3 أضعاف الزيادة الأخيرة على التعويض المعيشي المقدرة بـ7500 ليرة.

ما هي البدائل؟

رامي (سائق و اب لطفلين)، “قرر هذا العام الاستعاضة عن الحلويات المرتفعة الثمن بشراء الفواكه كونها أوفر نوعاً ما وأرخص، ولا تحتاج لجهد كبير، كون صناعة الحلويات في المنزل تحتاج لتحضير وكهرباء الأمر غير متوفر على مدار الساعة”.

بدورها قالت (أم فراس)، قالت “إنها لن تتخلى عن صنع الحلويات في المنزل فالعيد لا يكتمل بدون المعمول، لكن هذا العام غيرنا الطريقة والمحتوى لتقليل الكلفة، حيث استبدلنا الجوز والفستق، بالراحة ومربى النانرج (وهو موجود ضمن مونة البيت)، وكذلك الكاجو المكسر، وبذلك تنخفض التكلفة إلى النصف تقريباً”.

وبحسب (أم فراس)، “صنع المعمول الشيء الوحيد الذي بقي ليذكرنا بالعيد وسط هذه الأزمة، فكل المظاهر غابت، فالأهالي يخافون الخروج ليلاً لرؤية مظاهر العيد، وشراء الثياب الجديدة انتهى والأسواق المكتظة أصبحت خاوية، لذلك طقس صناعة المعمول فرصة لجمع العائلة ومعايشة طقوس العيد”.

جولة في الأسواق

رصد موقع “الحل السوري” أسعار الحلويات الجاهزة في أسواق دمشق ولاسيما ” #باب_سريجة و #الجزماتية”، ليتضح أن سعر الكيلو فيها لا يقل عن 6 آلاف ليرة، ليرتفع السعر ويصل لنحو 20 ألف ليرة حسب النوع والماركة، الأمر الذي برره أصحاب المحال لغلاء أسعار المواد الأولية نتيجة ارتفاع الدولار، وفقدان مادة الغاز بشكل جزئي.

ووفقاً لأصحاب المحال، الإقبال ضعيف جداً فمن سيشتري “كيلو حلو براتبه”، موضحين أن أغلب الأسر اتجهت للحلويات المنزلية، أو لم تصنع الحلويات ابداً لا سيما الأسر التي فقدت أحد أفرادها خلال الحرب.

نشرة أسعار “اكسترا”

ارتفاع أسعار الحلويات أكده رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات في دمشق محمد الإمام، قائلاً “إن #أسعار_الحلويات زادت عن العام الماضي ما بين 10-15% فقط”.

وبحسب الإمام، “فإن أسعار الحلويات المحلية هي الأرخص بين الأسواق العربية، بدليل أن الطلب الكبير عليها عربياً وعالمياً لم يكن بسبب الجودة والمذاق وحسب، بل أيضاً بسبب فارق الأسعار”، مؤكداً أن تداعيات الأزمة الجارية أدّت لتراجع صادرات الحلويات بنسبة تفوق 50%.

وفرّق الإمام بين سوقين ونوعين من الإنتاج، يختلف بينهما السعر، ففي سوق الجزماتية حيث يستخدم المنتجون السمن الحيواني والمكسرات الفاخرة، يتراوح سعر الكيلو الواحد بين 6000-11000 ليرة، أما في سوق المرجة فالاعتماد بشكل رئيسي على السمن النباتي والمكسرات الجيدة، وبالتالي يتراوح السعر بين 4500-6000 ليرة ولكل سوق زبائنها.

أصدرت الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات في دمشق مؤخراً، لائحة أسعار جديدة للبوظة والحلويات المصنوعة بالسمن الحيواني “اكسترا”، حيث تم تسعير كيلو الغرام الواحد من بعض أنواع الحلويات السورية كـ”البلورية وشرحات المبرومة والآسية بالفستق الحلبي، وكول وشكور، ووربات بالكاجو والصنوبر ومعمول بالفستق” بـ11 ألف ليرة.

وسعر كيلو عش البلبل بـ9500 ليرة، وكيلو الحلويات المشكلة بـ10 آلاف ليرة، فيما سعرت اللائحة سعر كيلو غرام هريسة بالفستق بـ4 آلاف ليرة وكيلو معمول بالجوز بـ8500 ليرة وكيلو عش البلبل بالكاجو بـ7 آلاف ليرة، كما سعرت كيلو البرازق بـ5 آلاف ليرة، وكذلك كان سعر كيلو العجوة الممتازة والغريبة بـ5 آلاف ليرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.