عمار الحلبي- دمشق:

وأخيراً.. صدرت نتيجة المقرر الأخير، تمكّن “عبد الرحمن” من التخرج من كلية الآداب /قسم الآثار/ بـ #جامعة_دمشق، لكنَّ فرحته لم تكتمل، إذ أنه خرج من دوّامة المقررات الصعبة والحضور الجامعي، ودخل في دوّامة ملاحقة شهادته الجامعية بين الدوائر الحكومية، و”رشرشة” الأموال هنا وهناك بهدف الحصول على هذه الشهادة، في رحلة طويلة ومكلفة تصل في بعض الأحيان لثلاثة أشهر مستمرة من العمل ودفع الأموال في كل مرحلة.

 

يدفع كل خريج جامعي مبلغ يتراوح بين 40 – 50 ألف #ليرة، لقاء حصوله على وثيقة تخرّجه وشهادته، بداية من دفع تكاليف براءة الذمة، مرورا بشراء مئات #الطوابع باهظة الثمن واستخراج الوثائق التي حتماً لا تباع مجاناً، وليس نهاية عند تكاليف الترجمة المرتفعة جداً والتصديق من عدة جهات.

موقع #الحل_السوري تواصل مع خريجين جدد ورصد خطوات وتكلفة استخراج الشهادة الجامعية

براءات ذمة وطوابع

تعتبر براءة الذمة من أول الخطوات التي يبدأ الخريج بها رحلته وراء شهادته، حيث يحتاج إلى براءة ذمة من كليته الأصلية ومن المكتبة المركزية ومن #المدينة_الجامعية، تكلّف البراءات الثلاث مبلغ 1000 ليرة سورية، ثم على الطالب تسليمها مع الطالب إلى كلّيته التي درس بها والانتظار حتى يبدأ العمل بالوثيقة.

على غرار براءات الذمة يحتاج الطالب الجامعي بملغ يتراوح بين 8 – 9 آلاف ليرة ثمن طوابع، التي يتم استخدامها بجميع مراحل تحصيل الشهادة، وهي ثلاثة أنواع “البحث العلمي، والمالي، والنقابي، لكن أضيف إليها طابعين جدد يحتدم لصقهم على كل وثيقة وهما “المجهود الحربي وإعادة الإعمار”.

رحلة الوثائق وترجمتها

يستخرج الطالب “مصدقة التخرج” ومعها “كشف العلامات” وهاتين الوثقتين هما الأهم للحصول على قبول جامعي خارج #سوريا أو فرصة عمل بمجاله، حيث تكلّف كل وثيقة مبلغ 1000 ليرة، وعلى الطالب الحصول على ثلاثة كشوف للعلامات كل واحدٍ منها لترجمته إلى لغة أجنبية على حدة، وبالتي فإن هذه المرحلة تكلّف الخريج مبلغ 4000 ليرة، وحوالي 500 ليرة تكلفة سحب نسخ عنها.

ينتقل الطالب بعدها إلى مرحلة الترجمة، التي تعد الأكثر كلفة، وبحسب ما رصد موقع الحل فإن مكاتب “الترجمة المحلّفة” التي تتجمع بمنطقة ساحة المرجة، رفعت الأسعار إلى حد الضعف نتيجة ارتفاع الطلب على ترجمة الوثائق الجامعية، وبلغت أجرة ترجمة كل صفحة إلى اللغة الإنكليزية 1000 ليرة، وإلى لغة أجنبية أخرى كـ #الألمانية و #الفرنسية و #التركية و #السويدية، مبلغ 1500 أو 2000 ليرة في بعض الأحيان، وبالتالي فإن وثيقة التخرج تكلّف 4 آلاف ليرة مقابل ترجمتها إلى الإنكليزية ولغتين أخريات كونها صفحة واحدة، أما كشف العلامات الذي يتألف من 3 صفحات فإن تكلفة ترجمته تبلغ 12 ألف ليرة، وبالتالي فإن كلفة ترجمة المصدقة وكشف العلامات تبلغ 16 ألف ليرة.

وتنتهي المرحلة بتصديق هذه الشهادات المترجمة من ثلاثة جهات وهي: “أمين الجامعة، العدلية، #وزارة_الخارجية” بتكلفة حوالي 2500 ليرة للتصديق.

سمسرة

تخّرج علاء العام الماضي من كلية الإقتصاد بجامعة #حلب، ووكل أحد أصدقائه لاستخراج الشهادة، وتابع مشواره إلى #أوروبا كحال معظم الخريجين، تتطلب عملية التوكيل الحصول على “بيان وضع” من شعبة التجنيد مدته 3 أشهر، وبدون الكشف لا يستطيع تصديق الشهادة من رئاسة الجامعة ووزارة الخارجية.

يقول علاء أنه دفع 200 #دولار لسمسار من #دمشق لقاء تصديق شهادته بعد أن انتهت مدة بيان الوضع قبل الحصول على الشهادة، فيما لم يتمكّن من استخراج بيان وضع جديد كونه تخلّف عن الخدمة الإلزامية.

وينتشر في دمشق سماسرة متخصصون بتسيير الشهادات الجامعية دون وكالة أو دون بيان وضع، أو في حال نقص أي وثيقة أخرى بعد سفر الطالب خارج البلاد، مقابل مبالغ مادية كبيرة.

 

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة