حمزة فراتي

منذ أن أعلن #تنظيم_الدولة_الإسلامية (#داعش) قيام دولة الخلافة الإسلامية في 29 حزيران 2014، وهو ما اعتبره أنصار التنظيم وداعموه استعادةً للنموذج الأقدم من الخلافة (خلافة على منهاج النبوة)، اعتمد في تأسيس “الدولة”على عدة دواوين وأجهزة، أهمها #ديوان_الحسبة أو ما يقابله هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

 

حيث يعتبر جهاز الحسبة من أهم الركائز والأساسيات التي تقوم عليها سياسية التنظيم في كافة مناطق سيطرته في #سوريا و #العراق.

 في الرقة

 يقول أبو خالد (أحد سكان مدينة #الرقة ) في حديث لموقع #الحل_السوري، “تأتي سطلة عناصر الحسبة مباشرة بعد سلطة الجناح الأمني في التنظيم والذي يوازي سلطة المخابرات التابعة لنظام الأسد، وأهم مهام الحسبة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتجفيف منابع الشر، ومنع مظاهر العصيان، وحث المسلمين على الصلاح”. وتتضمن نشاطات الحسبة أيضاً في تطبيق حظر الأنشطة التجارية أثناء أوقات الصلاة، والاستجابة للبلاغات المتعلقة باستخدام المخدرات والمواد الكحولية، وتدمير الممنوعات (مثل الآلات الموسيقية، السجائر، أو الأصنام الشركية)، وكل ما يخالف الشريعة الإسلامية”، ويتم ذلك وفق المصدر عبر تسير الدوريات في شوارع المدينة والمناطق المجاورة بشكل يومي، وذلك بـ “سيارات خاصة بهم كتب عليها الحسبة الإسلامية، مزودة بمكبرات صوت، وبعض الأحيان يستخدمون سيارات مدنية للتمويه، وإلقاء القبض على أكبر قدر من مرتكبي المخالفات الشرعية” على حد تعبيره .

ويضيف المصدر: “إن التنظيم قام بتشكيل #كتيبة_الخنساء النسائية وهي تابعة لجهاز الحسبة في المدينة وتترأسها أم حمزة الأنصارية، اقتصرت عضويتها على النساء فقط، ومهمتها الوحيدة تفتيش النساء ومراقبتهن واعتقال من ترتكب أي مخالفة شرعية ، حيث قامت هذه الكتيبة في وقت سابق بالتفتيش في مدارس الإناث قبل إغلاقها في المدينة، وقامت بجلد بعض الطالبات بسبب خرقهن لقوانين التنظيم”، وأشار أبو خالد، إلى أن معظم أعضاء هذه الكتيبة من جنسيات غير سورية، وزوجات للمهاجرين من عناصر التنظيم.

 في دير الزور

كذلك الأمر نفسه في مدينة #الميادين بريف دير الزور الشرقي يقول أبو خلدون (أحد سكان المدينة ) إن التنظيم قام مؤخراً بتشكيل كتيبة نسائية تابعة للحسبة على غرار مثيلتها في مدينة الرقة، تترأسها أم حفصة التونسية حيث خصصت لهن سيارة خاصة كتب عليها الحسبة النسائية مهمتها مراقبة النساء في أسواق المدينة وداخل الحارات واعتقال وضرب كل من ترتكب مخالفة شرعية وفق نظر التنظيم وسوقها إلى مركز الحسبة .

أما في دير الزور بشكل عام، فمنذ بداية سيطرة التنظيم على أغلب مدن وقرى المحافظة كثف من تواجد أجهزة الحسبة، فقد تجاوز تعداد مقارها 32 ، ويعد المقر الرئيسي لها في مدينة الميادين، فيعتبر ديوان الحسبة من أقوى أجهزة التنظيم في المنطقة، ولديهم كافة الصلاحيات للتدخل بشؤون الأهالي وحتى عناصر التنظيم نفسه واعتقال ومعاقبة كل من يقوم بارتكاب “المعاصي والأمور التي تخالف الشريعة الإسلامية” وفق نظر التنظيم ، ويعتبر أبو حفص السعودي هو الأمير العام لجهاز الحسبة في دير الزور.

ويروي أبو خلدون أنه وفق قوانين الحسبة فإن مرتكبي المخالفات الشرعية الكبرى مثل “سب الذات الإلهية أو الزنى” يتم نقلهم إلى سجن الحسبة الرئيسي في مدينة الميادين ليتم بعد ذلك تحويلهم إلى المحكمة الإسلامية حيث يصدر الحكم بهم من هناك . بينما مرتكبو المخالفات الصغرى كالتدخين ومخالفات اللباس فيتم جلدهم وتغريمهم داخل سجن الحسبة، كما ويتم نقل بعضهم للقيام بأعمال الحفر والسخرة في جبهات القتال. بحسب المصدر ذاته.

وغالبية عناصر الحسبة في مدينة الميادين هم مهاجرون من جنسيات مغربية حيث لا يمتلك غالبيتهم أي تحصيل علمي، ولا يتكلم بعضهم العربية سوى قليلاً ، ويتعاملون مع الأهالي بأسلوب سيء وفوقية ، فالتنظيم يقوم بإجراء دورة شرعية مدتها لا تتجاوز الشهر لمثل هؤلاء قبل تجنيدهم كعناصر للحسبة، يختتم المصدر.

انتهاكات الحسبة

لا يكاد يخلو يوم من انتهاك تمارسه دوريات الحسبة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، وبات تتبع تلك الانتهاكات ومعرفتها وتوثيقها أمراً ليس بالهين خاصة مع صعوبة الحصول على المعلومات، وقلة تدفق الأخبار من مناطق سيطرة التنظيم، إلا أن نشطاء من مناطق سيطرة داعش ما زالوا يوثقون أهم الحوادث.

ومن أشهر الانتهاكات التي ارتكبتها دوريات الحسبة  مع بداية تشكلها كجهاز أمني، مداهمة عيادة الطبيبة رؤى ذياب في مدينة واعتقالها مع ممرضتها تحت وابل من الشتائم، فيما كان أهلها يقطنون خارج مناطق سيطرة التنظيم، وعند قدوم ذويها للسؤال عنها أخبروهم بأنها “عميلة للنظام” لأنهم وجدوا في هاتفها المحمول “صوراً لمسيرات مؤيدة للنظام”، وبعض آخر منهم اتهمها بمعالجة جرحى من قرية #الشعيطات أثناء الاشتباكات التي جرت بين مقاتلين من القرية وبين التنظيم، وحتى الآن لم يبيّنوا لأهلها مصيرها وسط أنباء متضاربة مفادها إن الطبيبة لاتزال على قيد الحياة .

ومن الانتهاكات الشهيرة التي قامت بها الحسبة في الرقة، أن دورية منها أقدمت على تطويق منزل في حي المشلب وقامت بإخراج سيدة منه ضرباً بالعصي أمام أطفالها الصغار وعلى مرأى سكان الحي دون معرفة سبب الاعتقال حينها، ليتبن بعد ذلك أن سبب اعتقالها هو “تهمة الزنا”، وبقيت السيدة محتجزة لدى الحسبة ما يقارب شهر ليعلنوا فيما بعد براءتها وإطلاق سراحها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.