“الاستعارة والفرط” هي الحل: كلفة المولود في الأزمة من 100 ألف ليرة إلى النصف مليون

“الاستعارة والفرط” هي الحل: كلفة المولود في الأزمة من 100 ألف ليرة إلى النصف مليون

فتحي أبو سهيل – دمشق:

يحفل الآباء بقدوم أبناءهم عاطفياً، لكن يحملون هماً اقتصادياً كبيراً مع اقتراب موعد #ولادة طفل جديد في العائلة، لما يتطلبه ذلك من نفقات إضافية ليست بالقليلة، خاصة مع تردي الحال المعيشي للمواطن السوري، وقلة الموارد، في ظل ارتفاع متواصل بالأسعار كافة.

 

ومن خلال استطلاع لموقع ( #الحل_السوري) على #أسعار_الولادات في مشاف العاصمة #دمشق الخاصة، تبين ان تكلفة الولادة تحمل تبايناً كبيراً بين مشفى وآخر، كما يختلف الرقم المترتب دفعه للطبيب الواحد باختلاف المشفى، حيث تبدأ تكلفة الولادة الطبيعية في مشافي الدرجة المتوسطة من 40 ألف #ليرة سورية، وترتفع مع زيادة درجة تصنيف المشفى، بينما تكلف الولادة القيصرية في مشفى  مثل (يافا) الواقع في #مزة_فيلات غربية 50 الف ليرة، وفي مشفى (السلام) الواقع على استراد دمشق درعا بين 70-80 الف، في حين ترتفع أجور الولادة القيصرية إلى 100 ألف في مشفى مثل (الرشيد) الواقع قرب دوار #باب_مصلى،  بينما يزيد السعر عن 150 ألف في بعض المشافي الشهيرة.

قيصرية مفروضة

ويلحظ مؤخرا، لجوء معظم الأطباء الى فرض حالة الولادة القيصرية على الأمهات، كونها أقل جهداً عليهم وأربح مادياً في نفس الوقت، حتى لو كانت الحالة الصحية للأم والجنين لا تقتضي ذلك.

ولا تخل فترة الحمل من مصاريف خاصة بصحة الأم والجنين، من زيارات دورية لطبيب النسائية قد تكون شهرية وقد تكون كل شهرين، بحيث لا تقل معاينة #أطباء_النسائية عن 1500 ليرة وقد تصل إلى 3000 ليرة سورية لبعض الأطباء المعروفين، اضافة لما تحتاجه الأم الحامل من فيتامينات وحديد طول فترة الحمل، بحيث لا يقل سعر عبوة الفيتامينات المحلية عن الف ليرة تحوي 30 حبة فقط، بينما يصل سعر بعض الأنواع المستوردة الى 5 الاف ليرة، وهذه غالبا تحوي 60 حبة تكفي لشهرين، بمعنى أن فترة الحمل تكلف بين 14 الف ليرة الى 34 الف ليرة (زيارات طبيب وفيتامينات) من الشهر الثاني حتى التاسع للحمل.

ويحمل الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، جانباً هاماً لابد من التصدي لتكاليفه، يتلخص بشراء ديارة الطفل الجديد، والتي تشكل عبئاً على الأهل في الأشهر الأولى للولادة، مع إدراكهم أنه مهما اختصروا من تلك الديارة، لا مفر من تجديد مكوناتها مع كل تطور في حجم الطفل، وقد تبدأ الحاجة لذلك بمجرد انقضاء الشهر الأول من عمر المولود.

ديارة

وتتكون الديارة من أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها، مثل حقيبة أغراض الطفل، وبيجامات وأفرولات، وبربتوزات، وكولونات أو جرابات، و”دقونات” (مراييل للعمر الصغير)، وحرام ولفة، ومنشفة حمام، وطواقي قطنية.

والبعض يرغب بشراء فرشة للغيار، أو بورت لحمل الطفل، أو “أتك”، اضافة للحاجة الى كرسي هزاز (سعره لا يقل عن 12 الف ليرة) للمستعمل،  وسرير للطفل (أسعاره من 17 إلى  اكثر من 60 ألف ليرة) للمستعمل، بينما كانت أسعار الأسرة والكراسي الجديدة “خيالية” وبعيدة المنال حيث وصل سعر بعض الكراسي الهزازة إلى 40 ألف وأكثر، والأسرة بين 60 و150 ألف ليرة وقد ترتفع هذه الاسعار أكثر تبعاً للنوعية والمصدر.

وقد يعتبر الكثيرون الأمور سابقة الذكر مثل السيرير والكرسي، كماليات نظراً لارتفاع سعرها، بينما يلجأ المعظم لاستعارتها، كونها لا تستخدم كثيراً وتحافظ على نفسها ما يجعلها قابلة للاستخدام مع أكثر من طفل.

ومن بعض الأمور التي يفضل البعض اقتناءها لمولودهم الجديد هو طقم المشفى، وهو عبارة عن ديارة مختصرة تصطحبها الأم معها الى المشفى، وتتراوح أسعارها بين 6 الاف و 8500 #ليرة و13 أو 16 الف ليرة حسب المحتويات والنوعية.

طقم المشفى

فيما هناك مجموعة أغراض تباع معاً، على شكل أطقم برسومات وألوان مختلفة، تبلغ اسعارها وسطيا 17 الف ليرة، في حال كانت مخملية النوع، فيها لحاف وحقيبة وأتك وبورت قماش لحمل الطفل وعبوة قماش لوضع بيبرونة الحليب ووسادة صغيرة.

ولا تنتهي تكاليف الولادة مع شراء ديارة الطفل ودفع أجرة المشفى والطبيب، بل لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ان الشهر الذي تتم فيه الولادة، يتضمن احتساب ثمن الحفاضات بشكل اساسي، والحليب في حال الاعتماد على الرضاعة الصناعية.

وفي جولة على بعض الصيدليات لمعرفة أسعار أنواع حليب الأطفال حديثي الولادة، تبين أن حليب نان1 هو الأغلى ثمناً حيث يبلغ سعر العبوة الواحدة بوزن 400 غرام 2850 #ليرة، وهناك نوع بيبي لاك بسعر 2600 ليرة، ونوع بيبي لي بسعر 2300 ليرة، حيث يحتاج الطفل لعلبة حليب كل أربعة ايام، بمعدل 7-8 عبوات حليب شهرياً  في حال كان الاعتماد كاملاً على الحليب الصناعي.

حفاضات

أما أسعار حفاضات الأطفال، فوصلت لأرقام خيالية حيث يتراوح سعر القطعة الواحدة “فرط” بين 90 ليرة الى 130 ليرة بحسب النوع، بينما تراوح سعر كيس الحفاضات المختوم “حديث الولادة” الذي يحوي 12 قطعة  بين 1500 ليرة، الى 1800 ليرة وسطياً، والطفل يحتاج في اليوم الواحد لثلاث حفاضات وسطياً، أي يحتاج في الشهر لحولي 7 الى 8 اكياس من الحفاضات اي ما يعادل 10500 ليرة سورية وقد تصل في حال استخدام الأنواع  المعروفة نسبياً الى 12600 ليرة، لتنفق فقط على حفاضاته.

وفيما يلي جدول يبين الحاجة الوسطية من كل قطعة ديارة في الشهر الأول فقط من حياة المولود، ومستلزماته خلال تلك الفترة من حليب وشامبو وحفاضات:

اسم السلعة سعر القطعة وسطيا العدد الوسطي اللازم المجموع
أفرول مخمل 3500 ليرة 2 7 الاف ليرة
بيجامة قطنية كم طويل (رقيق) 2500 ليرة 2 5 الاف ليرة

 

بربتوز (قميص داخلي خاص للطفل) 700 ليرة 3 2100 ليرة
طاقية قطنية 250 ليرة 2 500 ليرة
دقونة (مريولة صغيرة) 250 ليرة 3 750 ليرة
منشفة حمام 1500 ليرة 1 1500 ليرة
لفة للطفل 1500 ليرة 1 1500 ليرة
حقيبة لأغراض الطفل 3 الاف ليرة 1 3 آلاف ليرة
طقم المشفى (بدون حرام) 7 آلاف ليرة 1 7 آلاف ليرة
طقم مشفى كامل مع حرام 13 الف ليرة 1 13 الف ليرة
مجموعة (لحاف وأتك وبورت ولحاف ووسادة وعبوة لبيبرونة الحليب) اختياري 17 الف ليرة 1 17 ألف ليرة
حليب اطفال نان1 2850 ليرة 7 19950 ليرة
حليب أطفال بيبي لي 2300 ليرة 7 16100 ليرة
حفاضات أطفال 1500 ليرة- 1800 ليرة 7 10500 – 12600 ليرة
عبوة شامبو هامول حجم صغير 750 ليرة 1 750 ليرة
المجموع 55700 ليرة باعتماد أقل التكاليف المذكورة- 83900 ليرة (في حال تضمنه المجموعة الاختيارية واعتماد حليب الأطفال نان1 والحفاضات ذات الجودة العالية، وطقم المشفى الكامل)

 

(الأرقام باللون الأسود مشتركة في الحسبتين، واللون الأحمر للحسبة الأعلى، واللون الأخضر للحسبة الأقل)

التكاليف

  • وباحتساب التكاليف بأدنى مستوى منها للشهر الأول من الولادة مع تكاليف الحمل:

14 ألف ليرة كلفة أطباء وفيتامينات + 40 ألف ليرة سورية ولادة طبيعية  + 55700 مستلزمات حليب وديارة وحفاض = 109700 ليرة سورية

  • وباحتساب التكاليف كافة بأعلى مستوى منها للشهر الأول من الولادة مع تكاليف الحمل:

34 ألف ليرة كلفة أطباء وفيتامينات + 150 ألف ليرة سورية ولادة قيصرية  + 83900 مستلزمات حليب وديارة وحفاض + 150 ألف ليرة سرير ماركة ممتازة + 40 ألف ليرة كرسي =457900 ليرة سورية، ويؤخذ بعين الاعتبار أن هذه الحسبة قابلة للارتفاع أكثر، كون الديارة المحسوبة هنا ليست من محلات الماركات المشهورة.

ولم تأخذ الدراسة في الحسبان كلف الضيافة يوم استقبال المولود الجديد، حيث ابتعدت الكثير من الاسر عن هذه العادة، في حين اقتصرها البعض على الشوكولا بدلاً من المشروبات المعروفة بـ”المغلي والكراوية”.

وأخيرا، تجدر الإشارة الى ان عادة استعارة الديارة بين الأقارب والمعارف باتت منتشرة جداً بغرض تخفيف التكاليف، فضلا عن لجوء عدد من العائلات الى التسجيل بجمعيات خيرية للحصول على تكلفة أقل في الولادة وبعض المساعدة في المستلزمات الأخرى من حليب وديارة.

وأيضاً، تلجأ الكثير من الأسر لشراء مستلزمات الحفاضات والحليب بـ “الفرط” للتخفيف أيضاً من العبئ.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.