من الدعاية إلى التعزيزات العسكرية.. يختبر الزعيم الروسي فلاديمير بوتين عزيمة أوباما_ بينما يدَّعي أنه سيكون ضحية أمريكا.

في واحدة من أفضل الدراسات التي ظهرت العام الماضي، يرى ميخائيل زيكار أن جميع رجال #الكرملين يفعلون الكثير من أجل تغيير المعرفة التقليدية حول العلاقات الروسية والأمريكية، خصوصاً تلك العلاقات المقدمة من قبل المهندسين الأمريكان على مدى السنوات الثماني الماضية. في هذا الشأن كتب مايكل وايس مقالاً نشرته ذا دالي بيست بتاريخ 11 تشرين الأول 2016 ابتدأه بقوله:

“منذ البداية، فلاديمير #بوتين لم يحب الرئيس الأمريكي الجديد، كان باراك #أوباما بالنسبة له يتصف باللطف والعند.. وللمفارقة، أصبح الرئيس الأمريكي (الأكثر حباً للسلام والمثالي بين الرؤساء السالفين) رمزاً للحرب في #روسيا، وهدفاً للدعاية لصالح الدولة الروسية وأضحوكة للنكات العنصرية، كما أصبح شخصية مكروهة من قبل الروس الوطنيين. كما تم تصويره في رسوم الكاريكاتير على أنه يمثل العدو المحكوم عليه بالهزيمة من قبل فلاديمير بوتين”.

وبحسب المقال: “دعا يوم الجمعة وزير الخارجية الأمريكية جون #كيري #روسيا للتحقيق في جرائم الحرب في #سوريا،  ذلك بعد توثيقها الشامل لطائرات حربية روسية تستهدف المنشآت المدنية مثل المستشفيات والمدارس مستخدمة الذخائر الحارقة والقنابل”.

أما #سامانثا_باور (سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة) فقد اتهمت #موسكو بالتحريض على “الأعمال الهمجية” في سوريا، كما اتهمت #واشنطن الكرملين بالقصف المتعمد لقافلة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في شمال #سوريا الشهر الماضي، وقد أيد هذا الادعاء فتح التحقيق.

كما ذكرت مؤسسة أمن #استونيا أيضاً يوم الجمعة أن روسيا تنشر أنظمة صواريخ من طراز إسكندر م والمقدمة من قبل رئيس روسيا آنذاك ديمتري #ميفيديف في 5 تشرين الثاني عام 2008، أي بعد يوم واحد فقط من انتخاب أوباما.

وورد في المقال أن اسكندر م قادرة على حمل رؤوس حربية عادية ونووية على حد سواء، الأمر الذي يشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة في أوربا الشرقية. لكن روسيا “لم تكن تعمل فقط على حشد ترسانة جديدة في أوربا”.

وبحسب رويترز، فخلال أسبوعين من انهيار وقف إطلاق النار بالوساطة الروسية والأمريكية في سوريا، ضاعف بوتين ذخيرة قواته الجوية والبحرية المعنية بتعزيز نظام الأسد. وغالب التوقعات هي أن هذه التعزيزات إنما المقصود منها مساندة النظام ومساعده الإيراني في استعادة السيطرة على حلب الثائرة.

وذكر الكاتب أن شحنة التعزيزات تضمنت نظام الصواريخ S-300VM المضاد للطائرات بعد تحديثه والذي يمكنه (نظرياً) مجابهة أية طائرة حربية أمريكية تظهر في نطاقها.

وقد هدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف بفعل ذلك، وسط الافتضاح الأخير لإدارة أوباما بتفكيرها إجراء مواجهة عسكرية مع نظام الأسد على النحو الموصى به من قبل هيئة الأركان المشتركة ووكالة الـ CIA حيث يخشى كلا الجانبين من أن سقوط حلب قد يؤدي إلى تفاقم التهديدات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ورداً على تساؤلات ناطق بلسان البيت الأبيض جوشوا إيرنست عن حاجات روسيا لتطوير مضادات الطائرات، مع العلم أنه حين تدخل روسيا في سوريا لمدة عام كان من شأنه استهداف #داعش، كان الرد، بحسب المقال، “من خلال تغريدة على حساب السفارة الروسية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر جاء فيها.. لأنك لا تعرف حقاً ما نوع المساعدات التي قد يتلقاها الإرهابيون”.

وبحسب المقال، فقد ربط فلاديمير بوتين بلاده في اتفاقية عمرها 16 عاماً هدفها تنظيف البلاد من البلوتونيوم، بالإضافة إلى اتفاقية عام 2013 لبحث وتطوير المفاعلات النووية وبرنامج مفاعلات نووية آخر لتجنب استخدام اليورانيوم في صنع الأسلحة النووية.

كما طلب، كثمن لتجديد أول اتفاقية مجمدة على الأقل، أن ترفع واشنطن جميع العقوبات المفروضة على المسؤولين الروس ودفع تعويضات عن أية خسائر تسببت بها تلك العقوبات، بالإضافة إلى “العقوبات الانتقامية” التي تفرضها روسيا ضد كيان الولايات المتحدة، وإلغاء تفعيل قانون ماغنيستكي المهم في قوانين حقوق الإنسان الذي صدر عام 2012 والذي يهدف إلى “معاقبة المسؤولين الروس الفاسدين والقتلة”، وتقليل أفراد قوات حلف الناتو إلى المستوى الذي كانوا عليه عام 2000. وضرورة إعادة صياغة صفقة التخلص من الإشعاعات النووية بحيث تتحمل أمريكا وطأة المسئولية عن ذلك.

إضافة إلى المبالغات العالمية للحرب الباردة، فإن “أعضاء وسائل إعلام دولة بوتين ومن ضمنهم تلفزيون زافيزدا، وهي قناة تملكها وتديرها وزارة الدفاع الروسية، بدأت بالتخمين أن الصراع العاصف في الشرق الأوسط قد ينتهي إلى حرب نووية وشيكة مع الغرب”.

وبحسب المقال، فقد أوضح خبير أرصاد جوية روسي على قناة روسيا 24 المملوكة للدولة أن ضربة نووية روسية في نبراسكا يمكنها أن تشل بشكل استراتيجي اتصالات كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

يبدو أن هذا هو كل شيء وأي شيء يمكن لأمريكا أن تفعله مؤخراً. والدور الذي كان لأوباما _ حيث قضى الثماني سنوات الماضية بالإصرار على أن ” الحرب الباردة قد انتهت ” _ سوف ينتهي عشية مغادرته بانبعاث هذه الحرب من جديد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.