فريق التحقيقات:

يستمر موقع #الحل_السوري بتقصيه لكلفة الحرب في #سوريا من خلال حساب إنفاق القوى المقاتلة على الأرض، ونتوقف في هذا التحقيق عند #جيش_الإسلام، بعد نقاش تكاليف تقديرية لثلاث قوى مقاتلة في سوريا هي جيش الدفاع الوطني، وقوات النمر، وجبهة فتح الشام.

 

بدايات وملامح عامة

الرجال الأربعة عشر الذين تقلّدوا سلاحهم في شهر أيلول من العام 2011، سرعان ما أعلنوا أنفسهم سرية موحدة باسم “سرية الإسلام”، وبدؤوا بالتصدي لقوات النظام على مداخل مدينة #دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق واغتيال الشخصيات الأمنية، بالإضافة إلى بعض الأعمال العسكرية ضد النظام.

وتولى قيادة السرية حينها #زهران_علوش، الحاصل على شهادة ماجستير من كلية الشريعة في #جامعة_دمشق، قبل أن يتابع دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية #السعودية، ثم يعود إلى دمشق ليناصبه النظام العداء منذ 1987 بسبب نشاطاته الدعوية.

وخلال تسعة أشهر تحولت سرية الإسلام إلى لواء الإسلام، المؤلف من 60 كتيبة و20 مكتب إداري، ويضم الآلاف من المقاتلين، وفي 29 أيلول/سبتمبر 2013، اندمج أكثر من 50 لواء وفصيل مسلح، وتحولت البذرة التي كان اسمها “سرية الإسلام” إلى جيش الإسلام بمرور عامين على ولادتها، وانضم الجيش لاحقاً إلى الجبهة الإسلامية التي شغل علوش فيها منصب القائد العسكري العام، واعتُبر الجيش وقت ذاك أكبر تشكيل عسكري معارض في البلاد وحصل على تمويل كبير يكاد لا يخفى من كل من السعودية وقطر بشكل واضح إضافة إلى العديد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في الخليج العربي، وفقاً للعديد من وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث المختصة.

الرواتب القلقة وتعداد جيش الإسلام

فريق التحقيقات في الحل السوري تواصل مع عدة مصادر من جيش الإسلام، حيث كان لنا لقاء مع عنصر سابق فضل عدم ذكر اسمه يعيش في مدينة #اسطنبول التركية حالياً، ليطلعنا على الأوضاع الاقتصادية والمعاشية للجيش والأهالي في المناطق الواقعة تحت سيطرته.

وعن سؤالنا بخصوص طبيعة التشكيل القيادي جيش الإسلام أجاب: “هناك مدنيون وعسكريون في الجيش، بالنسبة للعسكريين فهم يتولون مناصب في الأركان مثل رئاسة هيئة الأركان، والقيادة العسكرية للجيش، ورئاسة قسم الإمداد والتموين، ورئاسة قسم الإمداد الحربي، وغيرها”.islam-army-2

وعن تعداد الجيش ورواتب عناصره قال المصدر: “أثناء تواجدي بالغوطة كان تعداد جيش الإسلام يبلغ نحو 10 آلاف مقاتل”.

وأضاف: “كنّا نستلم رواتبنا كل شهرين، أو حسب توفر التمويل، ولم تكن الرواتب ذاتها في كل الأشهر، أحياناً نأخذ 100 دولار أمريكي، أو 200 دولار، وأحياناً أخرى 10 آلاف ليرة سورية فقط، حسب الدعم ومخزون الجيش”.

ويشرح المصدر: “لا يوجد فرق في الرواتب داخل الجيش، وكان قائد اللواء يتقاضى راتباً كأي عنصر آخر، لكن المتزوج يحصل على راتب أعلى من العازب، ويُضاف إليها 2000 ليرة سورية لكل ولد لدى المتزوجين”.

وعن التمويل قال المصدر: “بحسب معلوماتي لا يوجد دول داعمة لجيش الإسلام سوى السعودية، لكن هناك أفراد في الجيش أوضاعها المادية جيدة من قبل الثورة، تقوم بدعم الجيش كلما اضطر الأمر”.

يشرح المصدر: “في إحدى المرات انقطعت رواتبنا شهرين ونصف، فقامت بعض القيادات بتوزيع رواتب على الجيش، بمقدار 7 آلاف ليرة للعازب، و10 آلاف ليرة للمتزوج، يُضاف إليها 500 ليرة لكل ولد لدى المتزوجين”، وهو ما يعني أن جيش الإسلام وفي أقل التقديرات يدفع ما إجماله مليون دولار أمريكي في حال وجود دعم كافي لقيادة جيش الإسلام، فيما تأتي كتلة الرواتب في بعض الأحيان لتصل لنحو 100 مليون ليرة سورية (200) ألف دولار فقط في حال كان الدعم قليل في أشهر معينة، بحسب المصادر التي تواصل معها “الحل السوري”.

10 آلاف ليرة تعويض العنصر

أما فيما يخص المعونات الغذائية والمساعدات فيقول المصدر: “معظم هذه المساعدات تذهب إلى عوائل عناصر جيش الإسلام.. هناك تعويض لعوائل القتلى من العناصر، في حال تواجد الأب أو الأم أو الزوجة أو الأولاد، أما إذا كان له أخ وحيد مثلاً فإنه لا يحصل على تعويض”.

ويُضيف المصدر: “لا يوجد مبالغ معينة وثابتة للتعويض، إذا لم يكن العنصر متزوجاً فإن تعويضه قد يصل إلى 6000 ليرة سورية لوالديه،أما إذا كان متزوجاً فإن الراتب يصل إلى زوجته وأولاده، وقد يبلغ 10 آلاف ليرة، إضافة إلى التكفل باحتياجات أطفال العنصر القتيل، مثل الحليب والرز، وما إلى هنالك”.

المعابر دروب الفارين المخفيةanfaq

في بحثنا أيضاً عن طريقة إدارة جيش الإسلام للغوطة الشرقية، تواصلنا مع عدة مصادر أيضاً من داخل الغوطة الشرقية من ناشطين إعلاميين وغيرهم، لكن غالبيتهم فضل عدم الإجابة عن أي شيء يخص جيش الإسلام، معللين السبب بأن “كل ما ينطق به ناشطي الغوطة الشرقية يجب أن يكون بعلم من دائرة الإعلام التابعة لجيش الإسلام”.

في السياق ذاته، تواصلنا مع عنصر سابق في جيش الإسلام، وفضل أيضاً عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية، وقال “فيما يتعلق بالمعابر التي يسيطر عليها جيش الإسلام في الغوطة “خرجت من هذه المعابر قبل سفري إلى #تركيا، والمعبر هو نفق محفور يصل الغوطة بخارجها”.

ويضيف المصدر: “تُفيد هذه المعابر بمرور المواد الغذائية إلى داخل الغوطة، وإخراج الجرحى للعلاج”.

ثم أردف المصدر: “كما أصبحت هذه المعابر تُستخدم للتجارة لكن بأسعار باهظة جداً، من جهته أنكر جيش الإسلام تجارته باستخدام الأنفاق، لكن أنا شخصياً لا أصدق هذا الكلام، فمن غير المعقول أن لا يكون التاجر الذي يستخدم نفقاً لجيش الإسلام على صلة مع الجيش، أي أن للجيش نسبة من هذه التجارة”.

ويوضح المصدر أقواله: “أنا لم أكن شاهداً على شيء من هذا، لكن من المؤكد أن الأمر أصبح تجارة على حساب الناس، فالتاجر مثلاً يأتي بكيلو السكر من برزة بـ150 ليرة، ويبيعه في الغوطة بـ600 ليرة، لذا من المؤكد أن جيش الإسلام حصل على نسبة معينة حتى اضطر التاجر لرفع الثمن إلى هذا الحد”.

سوبر ماركت لبيع الأسلحة

وفيما يتعلق بتجارة السلاح أكد علاقة جيش الإسلام بهذا النوع من التجارة قائلاً: “محلات بيع السلاح متواجدة في الغوطة مثل السوبر ماركت، وهي تابعة لجيش الإسلام.. مثلاً مسدس نظيف 9/14، بحري نغل، يبلغ سعره 450 ألف ليرة، أما البارودة فسعرها 300 ألف، وتباع أيضاً القنابل”.

مليون ليرة إسبوعياً

يوضح المصدر للحل السوري في التعليق الأخير له: “جيش الإسلام لا يفرض على الأهالي الضرائب مثلاً، ولا يتقاضى أجراً على تهريب الأشخاص من معابره، وعلى الرغم من ذلك وبحسب أحد الأصدقاء الذي يعملون في الذاتية،فأن الجيش يصرف أسبوعياً مليون ليرة”، لكن لم يحدد ماهي هذه المصروفات؟ وكيف تصرف؟.

ويختتم كلامه ” في الفترة الأخيرة تراجعت موارد جيش الإسلام، فمخصصات العنصر من الغذاء تم تخفيضها بسبب عدم توافر الدعم “.

معارك مرتبطة بالتمويلsyria-army

في سؤالنا عن المعارك التي تدار في الغوطة الشرقية وطريقة التجهيز لها وتمويلها، كشفت مصادر لموقع الحل عن ارتباط وجود المعارك الكبيرة التي يقوم بها جيش الإسلام بتمويل معين سواء كان داخلياً أو خارجي.

المصدر ضرب مثال على المعركة التي جرت العام الماضي تحت اسم “الله غالب”، حيث أكد انه تم التجهيز لها لمدة 9 أشهر متتالية بين حفر للأنفاق وصناعة الذخيرة محلياً وقذائف الهاون، إضافة إلى خياطة ألبسة موحدة لهذه المعركة وتامين الأغذية للمقاتلين، حيث شارك فيها نحو 5 آلاف عنصر وأعطيت مكافآت بقيمة 5 آلاف ليرة لكل واحد شارك فيها.

وبحسب تقاطعات المصادر فإن أي معركة يقوم بها جيش الإسلام مرتبطة بمدة زمنية معينة، وهذا مايفسر أن أي معركة وطول مدتها قائم على حجم تمويلها.

محمد علوش ينفي التمويل الخارجي

ليست كثيرة هي تصريحات القياديين في جيش الإسلام عن طبيعة تمويله وتكلفته، إلا أن محمد علوش (المسؤول السياسي في الجيش)نفى للشرق الأوسط أن تكون أي جهة خارجية تدعم جيش الإسلام، مشيراً إلى بعض التبرعات التي تصل من داعمي الثورة السورية والمتحمسين لها محلياً وخارجياً.

اتهامات بالسرقة

يُذكر بأن مؤسس جيش الإسلام زهران علوش، كان قد اعتُقل بديات عام 2010 بتهمة الدعوة السلفية، وحيازة السلاح، ثم أطلقه النظام صراحةً بعفو رئاسي مع بداية الثورة السورية، ولقي مصرعه في كانون الأول 2015 إثر غارة جوية روسية.

وكان قد انتشر فيديو مسرب قبل مقتل علوش بأسابيع، يظهر فيه الأخير في اجتماع مع قائد فيلق الرحمن وقائد لواء فجر الأمة، وهم يتهمونه باختلاس 12 مليون #دولار من تمويل الغوطة لصالح جيش الإسلام، بينما رفض علوش الاتهام مؤكداً أن الأموال التي وصلت إليه كانت لجيش الإسلام حصراً وليس الغوطة، وفي ظل تكتم القيادات عن أي تصريح، ورفضهم المواجهة مع الشهادات التي تتسرب بين حين وآخر، يبقى الوقوف على حقيقة الأمر مهمة في غاية الصعوبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.