حمزة فراتي

تعرّض تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، خلال الأشهر القليلة الماضية لحملة انشقاقات وهروب عدد من عناصره سواء من “الأنصار أو المهاجرين من جنسيات أخرى”، في محافظة #دير_الزور، والتي تعتبر ثاني أهم معاقل التنظيم في سوريا بعد محافظة #الرقة.

ح.م (عنصر انشق عن التنظيم من ريف دير الزور، طلب ذكر أول حرفين من اسمه ولقبه لدواعي أمنية) أكد لموقع #الحل_السوري تزايد حالات انشقاق وهرب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، حيث قال “لقد شهدت مناطق سيطرة التنظيم بدير الزور وريفها، خلال الأشهر القليلة الماضة، انشقاق وهروب عدد كبير من عناصر التنظيم (الأنصار) والذين بايعوا التنظيم في وقت سابق معلنين له الولاء والبراء، ولم يقتصر ذلك على الأنصار فقط، بل شمل عدداً من المهاجرين من جنسيات أخرى، حيث اختلفت أسباب انشقاقهم وتركهم للتنظيم، فبعض هؤلاء اكتشف حقيقة التنظيم وغلوه وممارساته وانتهاكاته المتكررة بحق الأهالي، على خلاف ما كان يروج له بإصدارته التي يبثها عبر مواقعه وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت بمثابه الفخ لعدد كبير من المهاجرين المندفعين من بلدان أوربية وعربية”.

والبعض الآخر انشق، “لعدم ثقته بالتنظيم والخوف من التصفية”، وهذا يخص العناصر الأنصار الذين ساعدوا التنظيم في فرض سيطرته على مناطقهم ببداية دخوله وفق المصدر، الذي يؤكد أن من العناصر من انشق “بسبب الخوف من التورط أكثر مع التنظيم بممارسات الدموية، مما يجعلهم مهددين من أوساطهم العشائرية وثأرها منهم لاحقاً، خصوصاً أن التنظيم عندما سيطر على بعض مناطق دير الزور، أكد للأهالي عن طريق هؤلاء المناصرين أنه لن يتعرض لأبنائهم، ولكن بعد إتمام السيطرة نسف التنظيم كل تلك الوعود، مما جعل أبناء هذه المناطق يحملون هؤلاء المناصرين من أبناء عشائرهم المسؤولية عما جرى”، خاصة مع اشتداد المواجهات ضد التنظيم وخسارته مجموعة من مناطق سيطرته في #سوريا و #العراق.

عوائق بوجه المنشقين

 العائق الكبير بوجه العناصر الراغبين بالانشقاق عن التنظيم وخصوصاً المهاجرين من جنسيات أخرى، بحسب المصدر ذاته، هو إغلاق الحدود التركية السورية وسيطرة فصائل معارضة للتنظيم على المناطق الحدودية مع تركيا، “فمن يتم إلقاء القبض عليه من قبل هؤلاء، سيكون مصيره الاعتقال والقتل”، مشيراً إلى أن وضع الحدود “لو كان بالسهولة التي شهدها عندما دخل عناصر داعش إلى الأراضي السورية في أول مرة، لانشق وهرب أكثر من نصف عناصر التنظيم (الأنصار والمهاجرين)” على حد تعبيره،

مؤكداً أن هذه الانشقاقات “أثارت الريبة والقلق بين عناصر التنظيم، وكان لها التأثير السلبي والمباشر في نفوسهم، حيث بدأت بانشقاقات فردية، سرعان ما أخذت بالتوسع شيئاً فشيئاً وكأنها ثقباً اخترق جدران عاصمة الخلافة المزعومة وبدأ بالتوسع”.

 وجهة المنشقين

 “وجهة أغلب المنشقين عن التنظيم تكون باتجاه الأراضي التركية، فمن تمكن من دخولها سيتكتم على مكان إقامته، ويهاجر من تسنح له الفرصة إلى أوربا بشكل غير شرعي، وذلك بسبب رغبتهم في تجنب المضايقات التي من الممكن أن يتعرضوا لها من أعداء التنظيم، أو خوفاً من ملاحقة التنظيم لهم، حيث يرفض أغلبهم بإدلاء أي تصريحات بسبب ذلك” يذكر المصدر.

 خوف ما بعد الانشقاق

 يبقى الخوف من الإعلام هاجساً يمنع المنشقين من التصريح عن انشقاقهم، وعن ذلك يقول محمد العمر (ناشط مدني من دير الزور) إن “الانشقاقات توالت بالعشرات في صفوف التنظيم خلال الأشهر الماضية، وهي بالطبع مؤثرة، ومن هؤلاء المنشقين مقاتلون وشرعيون ودعويون، ولكن ذلك لا يكون ظاهراً بشكل كبير لأن هؤلاء المنشقين يرفضون التواصل مع الإعلام، حيث إن نسبة الذين يتواصلون مع وسائل الإعلام ضئيلة جداً مقارنة بالعدد الإجمالي للمنشقين” ويرجح المصدر أن السبب وراء ذلك لخوف هؤلاء المنشقين على ذويهم.

ويذكر العمر قصة أحد المنشقين عن التنظيم من ريف دير الزور، والذي قام بالتواصل مع وسيلة إعلامية وقرر البوح بمعلومات هامة عن التنظيم، إلا أنه تراجع عن ذلك بسبب اعتقال أخوته من قبل التنظيم، وخوفه على حياته في حال ظهوره وإفصاحه عن هذه المعلومات .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.