فتحي أبو سهيل

بين الأوساخ وظروف غير مناسبة لعرض الأطعمة بشكل عام، نشر بعض الباعة بسطات لبيع اللحوم في شارع الثورة بدمشق ضمن سوق الخضار. قد يبدو المشهد غريباً عند الحديث عن بسطات لبيع اللحم النيئ في العراء، لكن هذا ما يحدث فعلاً، حيث أخذ الباعة ينادون ترويجاً للبضاعة كما ينادي بائع الخضار لترويج بضاعته.

القضية لا تنتهي عند هذه البسطات وشكلها، بل هناك عدة أمور تثير “الريبة” بعد جولة قام بها موقع الحل هناك، ومشاهدة عشرات الأشخاص يشترون من هذه البسطات والمحلات لسعرها المنخفض جداً مقارنة بالأسعار الرائجة.

فروج محقون بالمياه

اللحوم بأنواعها معروضة دون ظروف تخزين صحية، خارج البرادات، وخاصة #الدجاج، الذي يرش بالماء بين الحين والآخر ليحافظ على نضارته كونه معروض تحت أشعة الشمس في العراء.

ويصل سعر كيلو الفروج في هذا السوق إلى 850 ليرة سورية، علماً أن سعر الكيلو خارج السوق وتحديداً في سوق اللحمة قرب المرجة، يتراوح ما بين 1000 و1100 ليرة سورية، لكن لفرق السعر هذا “ضريبة” بحسب إحدى السيدات التي التقيناها هناك.

وقالت السيدة إنها “كانت تشتري اللحوم من هذا السوق لرخص ثمنها مرة في الشهر فقط، لكن في كل مرة كانت تشتري فيها تكون هناك مشكلة، فإما تخرج من اللحوم رائحة نتنة عند العودة إلى المنزل ويصبح لونه داكناً عند الطهي، أو يخرج منها الماء فور تقطيعها”.

وأضافت “يقومون بحقن الدجاج بالمياه ليصبح ممتلئاً أكثر ومشدوداً، لكن هذا الغش يبدو واضحاً عند الطهي، ولا يمكن لأحد أن يعيد الكرة إلا إن كان فقيراً مثلي ويريد طهي اللحم لأطفاله ولو مرة واحدة شهرياً”.

أخصائي التغذية سراج (ن) أكد لموقع الحل أن “عملية حقن الدجاج بالمياه، تتم عبر حقن طبية، قد تكون ملوثة، إضافة إلى أن حقن كل الكمية بذات الحقنة يهدد بانتقال الجراثيم والميكروبات بين اللحوم”.

وأضاف أن “حقن الفروج بالمياه يؤدي إلى فقدان اللحم لقيمته الغذائية بسبب الرطوبة التي تتعرض لها الأنسجة إضافة إلى تحلل الأنسجة البروتينية”، مشيراً إلى “أن احتمال الإصابة بالتسمم الغذائي بعد تناول هذه اللحوم كبير جداً”.

لحم خروف بـ 3000

في السوق ذاتها محل كبير نسبياً لديه عدد من العمال، ويقوم ببيع اللحم الأحمر على أنه لحم الخروف، لكن بسعر “صادم”، حيث وصل سعر الكيلو إلى 3000 ليرة سورية فقط، علماً أن الكيلو الواحد يباع بحوالي 7000 ليرة، وعند الاستفسار عن مدى جودة هذه اللحوم ومصدرها، أكد البائع أنها لحم خروف لكنها “مسوفة”.

ويصل سعر كيلو لحمة الخروف المسوفة عند جزاري الخروف إلى حوالي 4500 ليرة سورية، ولهذا قمنا بشراء كمية قليلة من هذا المحل، وتبين أن لون اللحم أحمر فاتح، وذو لمعة غريبة، ما يثير الشكوك حول مصدره.

يقول مصدر في جمعية حماية المستهلك لموقع الحل إن “أغلب هذه اللحوم هي إما لخراف مريضة تم ذبحها قبل وفاتها، أو لإناث الخراف التي يمنع ذبحها، وبأي حال، هي لحوم مذبوحة خارج المسالخ المعتمدة، وبالتالي من الصعب جداً معرفة مصدرها إلا بتحليل عينات في مخابر مختصة”.

وتابع “في سوق اللحم بشارع الثورة الموجود ضمن سوق الخضار، هناك الكثير من التجاوزات، حيث لا يتم حفظ اللحوم ضمن برادات، ويتم عرضها على عربات أو بسطات دون تغطية حتى، وتحت أشعة الشمس، إلى جانب الأوساخ والذباب والناموس القادم من النهر الملوث بمياه الصرف الصحي قرب المنطقة، وكل هذه العوامل قد تؤدي إلى فساد اللحم واحتوائه على مكروبات وجراثيم ضارة جداً”.

لحم ديك!

رئيس جمعية اللحامين، إدمون قطيش، شكك مؤخراً بأن بعض الجزارين يقومون حالياً ببيع لحوم مجمدة منتهية الصلاحية على أنها لحم خروف، وقال إن جميع “اللحوم المجمدة في السوق منتهية الصلاحية منذ الـ25 من شهر آذار الماضي”.

وكشف عن أسلوب آخر يقوم به الجزارون بغش اللحوم، بقوله “تم إغلاق محل كان يبيع لحم الديك على أنه لحم خاروف مستغلاً لون لحم الديك الأحمر الشبيه، إضافة إلى محلين آخرين كانا يبيعان اللحوم المجمدة”، مشيراً إلى أن “كل اللحوم المجمدة إما منتهية الصلاحية أو مهربة عن طريق لبنان بتاريخ صلاحية معدل”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.