حمزة فراتي

نتيجة للقصف الجوي المستمر الذي أنهكه وكان سبباً رئيسياً في إضعافه وخسارته لأجزاء كبيرة كانت تحت سيطرته إن كان في #سوريا أو #العراق، لجأ تنظيم الدولة الإسلامية #داعش إلى ابتكار أسلوب جديد هو “الأنجع لمواجهة قصف التحالف الدولي الذي بات كابوساً يؤرقه ليل نهار، وذلك من خلال وضع رايات سوداء على أسطح منازل المدنيين ضمن مناطق سيطرته #بدير_الزور”.

قرر أبو عدنان (من سكان مدينة #الميادين) أخذ عائلته ومغادرة داره بعدما تسلّق أحد عناصر داعش ليضع رايته السوداء على سطح منزله بعد الاستهداف المستمر والمتكرر لقصف التحالف على المدينة، لكنه فوجئ بمنع التنظيم له من المغادرة وإجباره على البقاء في المنزل رغماً عنه.

يقول: “عائلتي في عداد الأموات، ونحن نخشى قصف التحالف الدولي لمنزلنا بأية لحظة” يقول أبو عدنان الذي طلب عدم ذكر اسمه الأول في حديث لموقع الحل.

أبو عدنان وكغيره من عشرات أهالي مناطق سيطرة التنظيم بدير الزور، باتوا يُستخدمون كطعم ومصادر تمويه للتنظيم، بعدما أزال الأخير راياته السود من مقراته الرئيسية وأعاد رفعها على أسطح منازل المدنيين.

عائلة خلدون العلاوي باتت هي الأخرى تترقب الموت بعدما أجبرتها عناصر التنظيم على رفع رايته فوق منزلها ببلدة #الطيبة الواقعة عند مدخل مدينة الميادين الشرقي.

أشتكى خلدون لأحد أولاد عمومته من العاملين مع داعش فأجابه: “إن الخير يعم والشر يعم، ونحن الآن نواجه عدواناً بهزيمته سينتصر الإسلام، ونرفع رايته عالياَ بإذن الله ولو كره الكافرون، ونحن وأنتم يجب أن نقف يداً بيد لمواجهة غربان الشر وندحرهم”.

الطائرات الأميركية ألقت المنشورات فوق مناطق سيطرة التنظيم بمناطق ريف دير الزور الشرقي لمرات عدة وطالبت فيها الأهالي بالابتعاد عن مقرات “داعش”ومعسكراتهم والمنازل التي يسكنها قياديو التنظيم وفق مدنيين هناك.

حمدان العامر ذو الأربعين عاماً (من مدينة البوكمال) توسل عناصر داعش أن يوافقوا على مغادرته وعائلته المنزل، ولا سيما مع احتمالية قصف مقر الحسبة من قبل التحالف الدولي والقريب كثيراً من منزله.

العامر عمد إلى إرسال أبنائه إلى منزل أحد أقاربه بريف المدينة بعدما شعر باقتراب خطر القصف الجوي الذي “بات يستهدف أي شيء دون التميز بين مدني أو عنصر من التنظيم”.

ويقول: “طرق ثلاثة عناصر من التنظيم باب كل منزل قريب من مركز الحسبة وأبلغوا السكان بعدم المغادرة، وقالوا أن من يخرج سيتم اعتباره عميلاً للصفويين وتصادر أملاكه”.

ويبدو أن داعش يحاول من خلال “حرب الرايات” جذب قوات التحالف الدولي لاستهداف المدنيين لاستخدامها كذريعة لكسب المزيد من العناصر الناقمين وقتها وتهيئة المزيد من الحواضن له.

“الدولة الإسلامية تجيد لعبة الاستدراج واللعب على العواطف، ولذلك فهي تضرب في لعبتها هذه عصفورين بحجر واحد، فهي من جانب ستعمل على تحاشي الضربات الجوية بتمترسها واستخدامها أسلوب التمويه من جهة وتوريط المدنيين بحربها البشعة من جهة أخرى” يقول مدني من دير الزور.

من وجهة نظر الناشط الإعلام أبو أيمن العلي (من ريف دير الزور الشرقي) “داعش يحاول وضع استراتيجيات عديدة لتجنب الضربات الجوية، أهمها محاولة توريط الحلف بإحداثيات وهمية ودفعه إلى قصف المدنيين”.

وأضاف العلي إن “الغرض من عملية وضع داعش راياته على منازل المدنيين هو توسيع جغرافية مواقع انتشاره عبر آليتين هي تقليل النشاط المسلح الواضح داخل المدن، والتوريط بإحداثيات وهمية”.

من الجدير بالذكر أن التنظيم بات يمنع مغادرة مناطق تحت أي سبب كان، ويستهدف الذين يحاولون الهروب خارج مناطقه، فيما تزداد عمليات إعدام المدنيين يوماً بعد يوم مع اقتراب المعارك البرية من دير الزور، فيما يسقط العشرات من المدنيين يومياً ضحايا قصف الطيران الحربي بكافة أشكاله لمناطق دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.