حمزة فراتي

الأوضاع المترنحة الذي يعيشها تنظيم الدولة الإسلامية #داعش في معظم مناطق سيطرته، أن كان في سوريا أو العراق. نتيجة خسارته المعارك التي خاضها في الفترة الأخيرة، وفقدانه لمواقع ومدن كبيرة كانت تحت سيطرته كمدينة الموصل العراقية وأجزاء كبيرة من مدينة الرقة السورية، كل ذلك جعله يعيش حالة من التخبط واللاستقرار، ليس فقط على المستوى العسكري بل على المستوى التنظيمي والفكري أيضاً وفق ما يتبدى.

كل ذلك زاد من حركة الانشقاقات في صفوفه وهروب أعداد كبيرة من عناصره، بينهم أمراء وقادة تمكنوا من الوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف #حلب الشمالي، وقسم آخر تمكن من الوصول إلى تركيا، فيما وصل كثيرون إلى بلدانهم الأساسية في أوروبا وفق ما توضح وسائل إعلام غربية تتحدث عن عودة مقاتلي داعش.

من هم الفارون من التنظيم؟

 وحول هذا الموضوع قال أحمد العلي (ناشط من دير الزور) لموقع الحل، إن حالات الهروب لم تقتصر على العناصر فقط، وإنما شملت هروب من هم النخبة في التنظيم، ومنهم مدربون عسكريون، وأفراد أمنيون وإعلاميون معروفون للناس، الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً بهيكلية التنظيم من حيث العدد، ما دفع بالأخير لإصدار قرار التجنيد الاجباري ضمن مناطق سيطرته بدير الزور.

أضاف العلي، إن المنشقين من #داعش ينقسمون إلى قسمين، الأول هم العناصر الذين ساء بهم الحال في الفترة الأخيرة، وعانوا من نقص في الرواتب، كما تم زجهم في معارك خاسره، حيث تمكن بعضهم من الوصول إلى مدينة #اعزاز بريف حلب الشمالي بعد التنسيق مع أقرباء أو أصدقاء لهم منتمين لفصائل معارضة للتنظيم في المنطقة، كما وتابع بعض منهم طريقه بتجاه الحدود التركية ليدخلها بعضهم تهريباً.

أما القسم الثاني فهم قادة وأمراء شاركوا بعمليات قتل ونهب في دير الزور، يهربون نتيجة التخبط الذي يمر به التنظيم مؤخراً من تصفيات لقادة وكبار منهم بإنزالات أو غارات للتحالف أو في المعارك، إضافة إلى المشكلات الداخلية في جسم التنظيم والتي أدت إلى تصفيات قيادية فيه.

كيف وصل قادة وأمراء من #داعش إلى داخل تركيا؟

استطاع بعض القادة الفرار والوصول إلى تركيا عن طريق ريف حلب الشمالي، وبحوزتهم مبالغ مالية طائلة، حيث وصلت تكلفة الواحد منهم للوصول إلى داخل الاراضي التركية 20 ألف دولار “بعد التنسيق مع قادة فصائل معارضة سهلوا عملية مرورهم مقابل مادي ضخم أيضاً، وعرف منهم، حامد النوري (أبو حمزه القرعاني) نائب أمير الحسبة، و همام التركي (أبو تمام) أمير عسكري بقطاعات المطار، وعبد الهادي الحلوم أحد افراد الجهاز الأمني بدير الزور” وفق المصدر.

أوروبا الملاذ الأخير بالنسبة لبعض الفارين من عناصر داعش، حيث لم تعد تركيا مكاناً يمكنهم البقاء به، خاصة مع الحلة الأخيرة التي تقوم به تركيا لملاحقة الخلايا المنتمية لداعش على أرضها.

تمكن بعض القياديين من الوصول إلى ألمانيا ومن هؤلاء (فراس سفوك) والذي كان يشغل منصب أمير ديوان العقارات بريف دير الزور الشرقي، والذي اعتقلته الشرطة الألمانية خلال فتره وجيزة بعد وصوله، وهذا ما قاله عزالدين الأحمد (ناشط من دير الزور مقيم في تركيا).

وتابع الأحمد، إن شخصيات بارزة في التنظيم من جنسيات أخرى، تمكنت من الفرار وبحوزتها مبالغ مالية كبيره، ومن هؤلاء أبو عبد الرحمن التونسي (عمر طراد) ويحمل جوازي سفر بلجيكي وإيطالي، وهو تونسي الجنسية بالأصل، وشغل منصب الأمني العام في دير الزور حيث فر وبحوزته ما يقارب 300 ألف دولار، وقد وضع التنظيم مكافئة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه أو الجهة التي سهلت خروجه، إضافة لأبو عبد لله المصري الذي شغل منصب أمير الزكاة بمدينة #الميادين والذي فر أيضاً وبحوزته مبالغ مالية ضخمة، ولم تعرف وجهة أي منهما، على حد قوله.

وتأتي ظاهرة هروب مقاتلي التنظيم، بعد تضييق الحصار عليه في دير الزور، بسبب تكثيف قوات التحالف الدولي لعملياتها العسكرية، على مواقعه خصوصاً في مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، حيث تستهدف طائرات التحالف الدولي بشكل شبه يومي، مواقع التنظيم وسيارته وحقول النفط التابعة له، إضافة لعمليات إنزال جوية عدة في ريف دير الزور الشرقي، قتل خلالها عدد من القياديين، واعتقل عدد كبير من العناصر والأمنيين لدى تنظيم داعش، ما يدفع بمن تبقى منهم إلى الانشقاق والفرار، يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.