نزار حسن

عانت المناطق التي خرجت مؤخراً عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية #داعش مشاكل عدة تجلى أبرزها بتدهور القطاع التعليمي كون الأخير فرض مناهج خاصة به دفعت بعديد من الأهالي بمناطق سيطرته الهروب بأبنائهم خوفاً عليهم من التأثر بأفكار التنظيم.

مدينة الرقة التي كانت في وقت سابق عاصمة التنظيم في سوريا كان لها النصيب الأكبر في فشل وتراجع القطاع التعليمي، حيث كان التعليم يقتصر على معاهد التنظيم، إضافة إلى أن المعارك الأخيرة التي شهدتها المدينة بين داعش وقوات سوريا الديمقراطية #قسد والمدعومة من التحالف الدولي، أدت إلى دمار كافة المدراس والمنشأة التعليمية.

الوضع التعليمي في الأحياء التي عاد إليها سكانها

المعضلة الكبرى التي تواجه قطاع التعليم في أحياء المدينة هو الدمار الكبير التي تعرضت له المدارس بفعل المعارك الأخيرة التي دارت في تلك الأحياء، بحسب عمار الإبراهيم (مدرس سابق من حي المشلب) حيث تحدث لموقع الحل عن الوضع التعليمي في الحي، قائلاً إن نسبة الدمار التي تعرضت له المدارس في الحي تقدر بـ 98% نتيجة غارات التحالف الدولي، فالتنظيم كان يتخذ غالبية المدارس كمقرات لعناصره وسجون لمعتقليه في فترة سيطرته على المدينة.

وأردف أن التنظيم قام في وقت سابق بحرق كافة المناهج الدراسية التابعة للنظام بحجة أنها صادرة عن “جهة كافرة” على حد قوله.

ولفت إلى أنه بعد خروج عناصر التنظيم من المدينة من قبل #قسد، عمل مجلس الرقة المدني على ترميم بعض المدراس لعودة الطلاب المتواجدين في الأحياء إليها.

افتتاح أول مدرسة في حي المشلب

يكمل الإبراهيم أنه “بعد تأمين الحي وفي الفترة الأول من عودتنا إليه قامت لجنة التربية التابعة لمجلس الرقة المدني، بترميم مدرسة الوحدة وهي أول مدرسة ابتدائية في الحي ليبدأ الأطفال بالتوجه إليها بعد انقطاع دام 4 سنوات، وتضم المدرسة حالياً ما يقارب 1000 طالب وطالبة بأعمار مختلفة تبدأ من 7 سنوات إلى 15 سنه، حيث وصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى 60 طالباً، وبإشراف 15 معلماً”.

ولفت إلى أنه مع استمرار عودة الأهالي ولمواجهة الصعوبات الناتجة عن زيادة أعدد الطلاب، افتتحت لجنة التربية ثلاث مدارس أخرى في الحي وهي مدرسة الوحدة العربية، وساطع الحصري، وأبي كعب، واعتمدت اللجنة على نظام الدوام على فترتين (صباحي ومسائي) ليتم تخفيف أعداد الطلاب في الصف الواحد إلى 35 طالباً، على حد وصفه.

 

افتتاح مدرسة في حي الطيار

يقول رياض أبو بكر (من سكان حي الطيار) في حديث لموقع الحل، أنه وبعد أن انهت وحدات الهندسة التابعة لقسد عملية إزالة الألغام من الحي وبدأت عودة سكانه إليه، قامت لجنة التربية بدفع راتب شهري لصاحب مدرسة الآباء الخاصة، وذلك لكي يتم فتحها لأطفال الحي الذين أجبرتهم الحرب على أيقاف تعليمهم، وتضم المدرسة 500 طالباً وتدرس أساسيات التعليم لطلاب المرحلة الابتدائية بالمجان، على حد قوله.

أعمال لجنة التربية والتعليم لاستيعاب طلاب المدينة

وقال عبد الله الحسن (عضو لجنة التربية والتعليم) في حديث لموقع الحل، إنه ونظراً للتدفق الكبير في أعداد الطلاب إلى المدارس التي افتتحتها لجنة التربية والتعليم مؤخراً ومع استمرار عودة الأهالي لمنازلهم في أحياء المدينة، لم تعد المدراس تستوعب عدد الطلاب المتوافدين إليها، حيث بدأت اللجنة بالتحضير لافتتاح 6 مدراس أخرى في عدة أحياء في المدينة، وهي الخوارزمي وإسماعيل باقر في حي الرميلة، والمأمون والانتفاضة وابن البيطار في حي المشلب، ومدرسة عمر بن عبد العزيز في حي الادخار، وذلك بالتنسيق مع فرق إزالة الألغام لتأمين تلك المدراس وبالتعاون مع لجنة الخدمات لتنظيفها، لتتم عودة الأطفال لإكمال تعليمهم بعد حرمانهم منه لعدة سنوات بسبب الحرب التي دارت في المدينة في وقت سابق، يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.