حمزة فراتي

اتخذت مليشيات الدفاع الوطني الموالية لقوات النظام في #دير_الزور، من تجارة الحشيش والحبوب المخدرة، مصدر رزق كبير لها إلى جانب عمليات التعفيش والسرقة التي قامت بها خلال سيطرة النظام على مناطق شاسعة بالريف (الشرقي والغربي) والمدينة.

يقول ميسر الغريب (من سكان حي #الجورة بدير الزور) لموقع الحل، إن تجارة الحبوب المخدرة والحشيش تنشط بشكل كبير في أحياء الجورة والقصور بين عناصر قوات النظام والمليشيات المتواجدة في المنطقة. مشيراً إلى أن أي مبلغ مالي يستخدمه العنصر في هذه التجارة يعود إليه بالضعف خلال ساعات قليلة، فمبلغ 200 ألف ليرة سورية يعود 400 ألف ليرة، على حد قوله.

وأضاف إن “العنصر بحاجة إلى وزنة كلّ يومين، ثمنها 1500 ليرة، ومنهم من يستهلك وزنة كل يوم، وهي تكفي لنحو 10 سجائر، وتأتي في المرحلة الثانية تجارة الحبوب المخدّرة، وخاصة حبوب البالتان”، لافتاً إلى أن “هناك إقبالاً على هذه الأنواع من المخدرات، ما يجعلها تجارة رابحة، تجني أرباحها بسرعة”.

ولفت المصدر إلى أن بعض ضباط المنطقة لهم اليد الطولى والنصيب الأكبر من هذه التجارة، فدعاس دعاس رئيس فرع أمن الدولة لديه شبكة يترأسها عمار الأشرم أحد قادة الدفاع الوطني بداخل الأحياء وهو أهم مروجي الحبوب المخدرة والحشيش في المنطقة على علم ودراية الجميع ولا يستطيع أحداً التعرض له أو الوقوف في وجهه، على حد تعبيره.

من جانبه، قال عطالله الحسين، عنصر في “الدفاع الوطني” في حي القصور لموقع الحل، “أدخن الحشيش منذ أشهر، لكني غير مدمن”، موضحاً أن “تدخين الحشيش يجعله قادراً على حل أية مشكلة تواجهه، وتمنحه صفاء ذهنياً كبيراً، كما تريحه من أعباء الحياة، أمّا الحبوب فإنها جيدة أثناء المعارك، تجعلك تقبل على الموت دون خوف”، لا يبالي الحسين كما الكثيرين بالأضرار الصحية الكارثية التي يتسبب بها الحشيش والحبوب المخدرة.

وعن مصدر حصوله على تلك المواد، قال إن “هناك أشخاصاً متنفذين يؤمّنون وصول هذه المواد للمنطقة، وهي متوفرة بشكل دائم”، معتبراً أن “أسعارها جيدة، وفي متناول اليد لمعظم العناصر”.

ولم يقتصر تعاطي المواد المخدّرة وعلى رأسها الحشيش، على عناصر النظام و المليشيات الموالية له، بل تعداه إلى المدنيين، فيقول عمار الموسى طالب جامعي من حي هرابش، “نحن مجموعة من الأصدقاء في الحي، عدد من أصدقائي انتسب إلى الدفاع الوطني، وهم اليوم يعيشون في رخاء كبير حيث يمتلكون أحدث الأجهزة الخلوية، ويأكلون أحسن أكل، ومنهم من أصبح لديه سيارة بعد سنة واحدة من التحاقه بالدفاع الوطني، بعض الأحيان يرسلون في طلبي لأساعدهم في نقل بعض الأغراض، يعطونني خمسة آلاف ليرة، ويقولون لي لو انضممت للدفاع الوطني لكنت حصلت على مبلغ أكبر من ذلك بكثير، لكن عائلتي لا توافق على انضمامي إليهم، قائلة لي البلد ليست بحاجة إلى حرامي جديد”.

يتابع “في بعض الأيام يدعون أصدقاءهم من الحي إلى سهرة كِيْف، حيث الحشيش و المشروبات الكحولية”، يستطرد قائلاً إن “سيجارة الحشيش عالم آخر تنقلك من هذا العالم إلى عالم جميل وهادئ، لكن هذا كله ثمنه نقود، بل الكثير من النقود، فما يدفعه صديقي في جلسة كهذه، تساوي راتب أبي طوال الشهر، إضافة إلى أن الناس تخاف منه، وتفعل ما يريده، ولا أحد يسأله لماذا فعلت هذا أو ذلك؟ عندما أذهب معه إلى فرن الخبز نأخذ خبزنا فوراً، فيما عندما أذهب وحدي أنتظر نحو ساعتين لأحصل على الخبز، إن الانتساب إلى الدفاع الوطني، يسهّل أموراً كثيرة لك”.

وأوضح أن معظم شبان الحي انتسبوا إلى قوات الدفاع الوطني من أجل المال والسلطة، واليوم “الكثير من أصدقائي التحقوا فيها لكي يستطيعوا أن يقيموا سهرات الكيف، وأن يتوقفوا عن تسول سيجارة الحشيش”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.