حمزة فراتي

“ما إن تنتهي قوات النظام والميليشيات المرافقة له من تعفيش ما خف حمله، حتى تبدأ المرحلة الثانية وهي تقسيم المنطقة وبيعها لتجار الخردة والمعادن القادمين من محافظات أخرى أو من الدير نفسها” هذا ما قاله أبو عصام (من مدينة #دير_الزور) لموقع الحل عن تطور عمليات التعفيش التي تجري في المنطقة والذي وصل إلى حد الإتجار بها من قبل ضباط النظام والمليشيات المواليه له.

حيث يقوم هؤلاء التجار بالدخول إلى الأحياء المعفشة بعد شرائهم لها من الضباط المسؤولين عنها، وبرفقتهم شاحنات كبيرة ليتم نقل كل هو معدني سواء من الأبواب والشبابيك وكابلات الكهرباء وحتى الأثاث المحطم الذي يصلح للتدفئة، وصولاً للمغاسل وأدوات الحمام، ونقلها إلى أسواق خاصة سواء بداخل المحافظة أو خارجها” على حد قوله.

تابع أبو عصام “لقد تجولت مؤخراً في أجزاء من الأحياء التي تم تعفيشها للمرة الثانية من قبل التجار” وقال: “بداية الأمر لم يسمح النظام لأحد بدخول تلك الأحياء إلا لمن لديه صلة قربة بعنصر يعمل معه أو مع القوات الموالية له على اختلاف مسمياتها”، مشيراً إلى أنه تمكن من الحصول على إذن كون ابن أخيه عنصر من #الدفاع_الوطني، لكي يطّلع على حال منزله في حي العمال الذي وجده مدمراً، ولافتاً إلى عمليات السرقة الممنهجة التي أذهلته، بحسب وصفه.

يقول المصدر: “شاهدت بعيني عشرات الحافلات الكبيرة وهي تدخل الأحياء تقف كل واحدة منها عند شارع فرعي من الحي ويكون برفقة كل شاحنة بعض الأشخاص المدنيين ضمنهم التاجر المسؤول وبرفقتهم عناصر من النظام أومن الدفاع الوطني”.

وأكد المصدر لموقع الحل أن “مئات الأهالي استشعروا بخطر سرقة ما تبقى من منازلهم وطالبوا مسؤولي النظام بالسماح لهم بالعودة إلى بيوتهم والعيش فيها وهي مدمرة، إلا أنهم يقابلون بالرفض بحجة وجود ألغام هناك”.

يقول معاذ العيسى (52 عامًا من حي الموظفين) لموقع الحل، إنه عاد من #الحسكة ليجد منزله خالياً “صدمني مشهد الجدران المحطمة لإخراج التمديدات النحاسية وأكبال الكهرباء”، مؤكداً أن منزله “كان سليماً إلى حد ما وتعرض جزئياً للقصف لكنه لم يتضرر”.

من جهتها تحدثت أم هشام (52 عاماً معلمة صف من حي القصور) لموقع الحل عن تطور عمليات التعفيش في المدينة “من يشترك في عمليات التعفيش هم اللصوص وجزء من ضباط النظام والقوات الموالية له والذين يسهلون تنقلهم بين الأحياء، وأخيراً التجار الذين يتولون تسويق البضائع (المسروقات)”.

وتؤكد أم هشام أن الأمر يعتمد على “شبكة متكاملة كل جزء فيها يساعد الأجزاء الأخرى”، لافتةً إلى أن تسويق البضائع “داخلي في دير الزور للأدوات المنزلية التي يمكن أن يعاد بيعها للأهالي، وخارجي إذ تنقل المسروقات غالية الثمن إلى مدن ومحافظات أخرى وخاصة الحسكة والسويداء”،على حد قولها.

الروس والإيرانيون شركاء بالجريمة

عند السؤال عن التواجد الإيراني والروسي في داخل أحياء مدينة دير الزور، قالت أم هشام، إن أحياء الفيلات والجورة والقصور ممتلئة بعناصر الميليشيات الإيرانية، في حين يتواجد ضباط روس وقادة من ميليشيا #حزب_الله والحرس الثوري في حي الفيلات، مشيرةً إلى قيام عدد من العناصر الروس ببيع مواشي (أغنام) لمحلات القصابة بداخل أحياء الجورة والقصور تم جلبها من الريف في بداية دخول قوات النظام إليه، فهم شركاء بالجريمة، وفق تعبيرها.

ولفتت المصدر إلى تجنبهم الاختلاط بالمدنيين فهم يكتفون بالتنقل عبر سياراتهم المدرعة. وبعضهم يتجول بداخل الأحياء برفقة حراسة مشددة، تختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.