ياسمين الدمشقي

“ما قيمة مشفى عام اذا لم يكن قادراً على إجراء اختبار بسيط للمريض سنعرف على أساسه إن كان يحتاج إلى عمل جراحي أم لا”، هذا ما يقوله الطبيب الجراح ” ن – خ” لموقع ” الحل” وذلك بسياق حديثه عن النواقص العديدة التي يحتاجها مشفى زيد الشريطي (مشفى عام) الذي تعتمد عليه محافظة السويداء بأكملها.

تحدث المصدر عن نقص الأجهزة الذي وصل إلى أكثر 48 جهاز طبي (أشعة وتنظير) و36 جهازاً للمخابر وفقاً لكتب من مديرية الصحة بالسويداء تطلب من الوزارة تزويدها بتلك الأجهزة لضرورتها الملحة دون جدوى، أما الأجهزة الموجودة فهي قديمة وتتعطل بشكل متكرر، جهاز الطبقي المحوري الوحيد بالمشفى تعطل آخر مرة لمدة 8 أشهر متواصلة، وجرى إصلاحه منذ فترة قصيرة وإصلاحه يتكرر من حين لاخر، وهناك أجهزة أساسية غير موجودة لا في المشفى ولا في المراكز الصحية في المحافظة، مثل جهاز الرنين المغناطيسي وتفتيت الحصى وغيرهما.

وكشف الطبيب أيضا عن “قيام الإدارة السابقة للمشفى بشراء مستلزمات طبية وأدوية بأسعار مضاعفة”، كما كشف عن قضية إصلاح المصاعد، التي “كادت أن تؤدي إلى خسائر بعشرات الملايين”.

يصف المصدر حالة الأجهزة قائلاً “توقفت العمليات مدة شهرين في الجراحة التنظيرية، بسبب عطل وصلة الغاز في جهاز التنظير، وتعطل كبل الكاميرا وأرسلوه للصيانة منذ سنه ولم يتم إصلاحه، ولا يوجد جهاز شوارد إسعافي في العناية المشددة، وهناك أداة جراحه اسمها “الهوك”، لم يعد ممكناً العمل بها .. نضطر إلى استخدام بدائل”.

يقول الطبيب “هذه أمور ليست مرتفعة الثمن، فهي موجودة حتى في المشافي الخاصة الصغيرة، حتى (الأملاز) لا نجده أحيانا، وهو كاشف مخبري نحدد على أساسه إذا كان المريض يحتاج إلى عمل جراحي أم لا”.

جهينة محسن مريضة متضررة من النقص في الشمفى قالت “راجعت أحد الأطباء العاملين بالمشفى في عيادته الخاصة أكثر من مرة وحولني إلى المشفى لإجراء عملية المرارة، انتظرت حوالي أربعة شهور تقريبا لأحصل على دور، وعندما حصلت عليه كان جهاز التنضير معطلاً، فلم يكن أمامي خيار آخر غير الانتظار، فماذا عن الحالات التي لا ينفع معها الانتظار، أين ذهبت وماذا فعلت..؟”.

“بسبب التسيب وغياب الطبيب المناوب فقدت ابني وكنت سأفقد زوجتي” هذا ماقاله وائل خداج  الذي أدخل زوجته بحالة إسعافية إلى قسم التوليد في المشفى الوطني بالسويداء، ومن سوء حظها وحظ الجنين أن كان الطبيب المختص والمناوب غائباً عن مناوبته، الأمر الذي أدى إلى تدخل الطاقم الطبي في القسم والمؤلف من الطبيبة المقيمة والقابلات المناوبات في القسم.

مضيفاً.. “رغم توضيحي لجميع أفراد الطاقم الطبي ضرورة إجراء ولادة قيصرية عاجلة إلا أن جميعهم لم يتجاوبوا مع مطلبي وتم الإصرار على ولادة زوجتي ولادة طبيعية، حيث أخبرت الطبيبة المقيمة زوجتي أن الوقت ما زال مبكراً وأن أمامها أربع ساعات لحين موعد الولادة، وخرج الطاقم من الغرفة وتركوا الأم بمفردها إلى أن خرج ظهر الجنين على مرأى من عين زوجتي، ليأتوا بعد ذلك ويبدؤوا على مدار ساعتين بسحب الجنين من قدميه، فأصيبت زوجتي خلالها بثلاث حالات إغماء نتيجة محاولة إسكاتها، لينتهي الأمر باختناق الجنين وموته”.

وأكد الزوج أنه لولا الاستعانة بطبيب كان خارجاً مناوبته لكانت الكارثة أكبر، لأن الجنين المتوفى كان ما زال ملتصقا برحم الأم ولولا تدخله وفصل الجنين وإخراجه لما تم إنقاذ زوجته وذلك عند الساعة الثانية والنصف صباحا من 14\3\2017. موضحاً أنه تقدم بشكوى خطية مفصلة لنقابة الأطباء في السويداء، تضمنت تحميل إدارة المشفى مسؤولية عدم وجود رقابة على الأقسام، وعدم التأكد من وجود أطباء الاختصاص في أوقات مناوبتهم، إضافة إلى تحميل الطبيبة المقيمة والكادر المرافق مسؤولية قتل الجنين بسبب رفضهم الاستجابة لمطلب الأم بإجراء العمل، وعدم الاتصال بطبيب مختص إلا بعد وفاة الجنين ودخول الأم مرحلة الخطر. لكن دون جدوى على حد تعبيره.

في مشفى السويداء لم تقتصر المشكلة على نقص المعدات والتسيب بل وصلت لترهيب وتهديد أطباء وعاملين المشفى والحديث هنا لـ (هديل شميط) رئيس قصم التمريض حيث قالت “إن حالة الانفلات الأمني في المحافظة أحدث فراغاً أمنياً يعرضنا إلى مخاطر جسيمة من قبل اللجان المحلية التي بات نفوذها أقوى من الأفرع الأمنية، فنحن في المشفى نتعرض لمداهمات متكررة من قبل تلك اللجان،  قبل أيام أطلق أحد قادة هذه اللجان الرصاص داخل المشفى بعد أن قيل له أن ابنه العسكري مصاب بجروح بسيطة بساقيه، ولايحتاج إلى عناية طارئة، حيث يمكن علاجه من قبل ممرض،  أدى اعتراضه وإطلاقه الرصاص إلى جرح عاملين طبيين وإصابة مريض، وعندما تدخلت أنا وزميلي رئيس قسم الإسعاف هددونا بالقتل”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.