مهجرون من الغوطة: “قساوة الرحيل تجمعنا مع أهالي عفرين.. لا نريد أن نكون أداة للتغيير الديمغرافي”

مهجرون من الغوطة: “قساوة الرحيل تجمعنا مع أهالي عفرين.. لا نريد أن نكون أداة للتغيير الديمغرافي”

ورد مارديني – ريف دمشق

البدء من نقطة الصفر، جملةٌ تختصر حال آلاف المهجرين القسريين، من سكان #الغوطة_الشرقية، إلى الشمال السوري، لرفضهم تسوية أوضاعهم مع النظام، الذي اتبع سياسة التغيير الديمغرافي في جميع المناطق التي سيطر عليها، بعد أن كانت تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة.

محمود رجب (شاب مهجر قسرياً من الغوطة الشرقية)، قال لموقع الحل، إن “خيار التهجير لم يكن سهلاً عليّ، لكنني جبرت على اتخاذه، خشية اعتقالي من قبل النظام، فقد عملت كممرض خلال سنوات الحصار المفروض على الغوطة، وكل من بقي في الغوطة، من أصدقائي الممرضين، تم اعتقاله، أو اقتياده للخدمة العسكرية”، حسب قوله.

فيما أوضح أحمد ريحان لموقع الحل (أب لثلاثة أطفال، ومهجر قسرياً من الغوطة)، أن “مرارة الحصار، كانت أهون علينا من عذاب التهجير، ووضعي الآن أسوأ مما كان عليه في الغوطة بكثير، فلا منزل يؤويني، بسبب غلاء الأجارات التي يطلبها سكان ريف حلب، ولا عمل يكفيني”، بحسب قوله.

وأضاف ريحان “أعيش مع زوجتي و أطفالي في خيمة، وكلما جلست مع عائلتي تذكرنا منزلنا الجميل في الغوطة، الذي كان يطل على بستاننا الخاص، كنا نأكل في الغوطة مما نزرع، أما اليوم فنحن نشعر دائماً أننا بحاجة لمن يساعدنا”، بحسب قوله.

وأردف ريحان: “لا أفكر بالعودة إلى الغوطة الشرقية، خوفاً من الاعتقال، فالنظام يدعو المهجرين للعودة، لكنه اعتقل عائلات بأكملها عادت من الشمال السوري إلى الغوطة، وربما لو عاد الزمن بي إلى الوراء، لبقيت في أرضي، فكما يقول المثل: (من يخرج من داره يقلّ مقداره)، وهذا المثل يختصر وضعي الحالي”.

أم إبراهيم من الغوطة الشرقية، فكرة التهجير، وتقول لموقع الحل: “من المستحيل أن أفكر في البقاء بالغوطة، وأعيش مع من قتل زوجي وابني الكبير.. اعتٌقل اثنان من أبنائي، ولم يبق لي إلا شاب واحد، وابنتين، هربتُ بهم إلى الشمال السوري، لأحميهم من ظلم النظام”، حسب قولها.

وتضيف: “لست نادمة على قراري، فقد خسرتُ أغلى ما أملك في الغوطة، ولن أفكر بالعودة إليها حتى تتحرر من النظام وأعوانه، لذلك سأصبر على وضعي الجديد، وأتأقلم عليه، فلست وحدي هنا، معي الآلاف ممّن يهون عليهم كل التعب، أمام تسوية وضعهم مع النظام”، حسب قولها.

ويلجأ البعض من مهجري الغوطة الشرقية، للسكن في منازل بلدة عفرين، التي تهجر منها أصحابها من الأكراد قسراً، بعد الحملة العسكرية للقوات التركية على المنطقة، لكن حسين محمد من الغوطة الشرقية، يرفض أن يسكن في بلدة عفرين، ويقول لموقع الحل: “لا أقبل على نفسي وعائلتي، أن نكون أداة في التغيير الديمغرافي، حتى لو اضطررنا للسكن في خيمة، فالخيمة أحنّ علينا من منزل هجره أصحابه قسراً، بعد الهجمة التركية على المنطقة”، حسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.