انحسار في النفوذ بدأ مطلع العام: أربعة أسباب أدّت إلى تراجع دور حزب الله في سوريا

انحسار في النفوذ بدأ مطلع العام: أربعة أسباب أدّت إلى تراجع دور حزب الله في سوريا

منار حداد – الحل

حتّى أواخر عام ٢٠١٢، استمرّ زعيم جماعة #حزب_الله اللبنانية، بنفي أي وجود عسكري للحزب في #سوريا.

كان هذا النفي يتزامن مع ملاحظة السوريين لعناصر الحزب وهم يتجوّلون في شوارع العاصمة السورية #دمشق.

ولكن مع مجيء عام ٢٠١٣، وانفراد جماعة “حزب الله” في معركة القصير بشكلٍ كامل، بات من الصعب على نصر الله أن ينفي وجود قواته في سوريا، فأعلن للمرّة الأولى أن حزب الله “يقاتل في سوريا ويدافع عنها”، حسب تعبيره.

وفي السنوات الخمس الممتدّة بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٨، شارك الحزب بشكلٍ رئيسي في معارك مفصلية على امتداد الأراضي السورية، وساهم خلالها في إرجاع مناطق استراتيجية إلى أيدي النظام السوري، كما مُني بخسائر فادحة أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من قياديي الصف الأول في الحزب.

ومنذ مطلع العام الحالي، بدأ نفوذ الحزب يتراجع بشكلٍ واضح في المعارك، وبدأ اسمه يتراجع من وسائل الإعلام، فما أسباب هذا التراجع؟

انتهاء الدور؟

يُعتبر انتهاء دور الحزب أحد أكثر الأمور التي أدّت إلى الضغط عليه من أجل إجباره على التراجع من الميادين القتالية السورية.

خاض الحزب عدّة معارك في سوريا، أبرزها في القصير ومنطقة القلمون امتداداً من يبرود حتّى مضايا والزبداني، حيث ساهم في إعادة سيطرة النظام السوري على طول الحدود السورية اللبنانية، وإبعاد المعارضة عن هذه المناطق سواء في يبرود أو جيرود أو الناصرية والزبداني ومضايا ووادري بردى وعين الفيجة وصيدنايا وحتّى مدينة التل.

بحسب ما يشير خبراء عسكريون، فإن دور الحزب كان محدّداً له بأن يشارك في المعارك القريبة من الحدود اللبنانية، مع عدم الضمان ببقائه في هذه المنطقة.
ويتفق هؤلاء الخبراء، على أنه لم يكن مسموحاً لحزب الله دولياً بأن يشارك في معارك أخرى، على غرار بقية الميليشيات العراقية الموالية لإيران والتي سُمح لها بالمشاركة في معركة دير الزور ومعارك أخرى في البادية السورية القريبة من الحدود السورية العراقية. مضيفين أن الحزب “كان مسموحاً له بأن يسيطر على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان فقط، وانتهى دوره بعد سيطرته على هذه المناطق”.

الأزمة الاقتصادية الإيرانية

على أن مصير ميليشيا “حزب الله” يرتبط بالمصير الإيراني بشكلٍ كامل، فإن الأزمات الداخلية التي عانت منها الأخيرة، ولا سيما الأزمة الاقتصادية، أثّرت بشكلٍ كبير على أداء الحزب ودوره في سوريا.

وتعاني إيران من أزمة اقتصادية حادّة وغير مسبوقة، حيث جاءت هذه الأزمة بعد العقوبات الأمريكية في مجال النفط، والتي أطاحت بدورها في أحلام إيران الاقتصادية.

وتضاعف سعر الدولار الأمريكي إلى مستوى تاريخي أمام الريال الإيران متجاوزاً حاجز الـ 40 ألف ريال إيراني، وكذلك أسواق أخرى من بينها الذهب، وفشلت خطوات حكومية في احتواء تلك الأزمة على عدة مستويات منها المصرفي.

كما تهاوت معدّلات الاقتصاد الإيراني إثر انسحاب شركات دولية عملاقة، ما دفع طهران مؤخرا إلى إعلان التقشف على مستوى قطاعات عدة من بينها الكهرباء والصحة، انتظاراً لبدء تطبيق العقوبات الأمريكية في 4 تشرين الثاني المقبل، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والغرب.

وأدّى ذلك بحسب خبراء إلى نقص حاد بالتمويل الإيراني لصالح الأذرع التابعة لها الموجودة خارج الأراضي الإيرانية ومن بينها حزب الله.

هيمنة روسيا وتركيا على الحل

منذ بدء مباحثات “أستانا”، ظهرت هيمنة روسية تركية كاملة على الحل السوري، وعلى مجرى وسياق الأحداث السورية.

وتمحّض ذلك فيما بات معروفاً بـ “اتفاق خفض التصعيد” الذي توصّلت له كلّاً من روسيا وتركيا وإيران، والذي منع حزب الله من الاستيلاء على مناطق جديدة بالقوة العسكرية، كما كان معهوداً سابقاً قبل ظهور الهيمنة الروسية والتركية على الحل السوري.

ويأتي ذلك في ظل تبادل في الرؤى بين روسيا وتركيا، حول ضرورة إبعاد حزب الله عن الحل في سوريا، ومنع هيمنته على البلاد بالقوّة العسكرية، بحسب محللين.

الرفض الإسرائيلي

ترفض إسرائيل، أن يكون لإيران أو أي من أذرعها السياسية والعسكرية أي مستقبل في سوريا.

ويرى محللون أنه “على الرغم من الرضا الإسرائيلي على بشار الأسد، إلّا أنَّ ذلك الرضا لا ينطبق على الإيرانيين وأذرعهم في البلاد”.

وشنّت إسرائيل نحو ٢٠٠ ضربة جوية على مواقع إيرانية، بحسب ما أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية قبل أيام، كما توعّدت بمنع إيران من تشكيل قوّة عظمى في الداخل السوري.

ومن بين المواقع الإيرانية التي تعرّضت للضرب كانت مقرّات ونقاط عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني، سواء في سوريا أو في مناطق حدودية مع لبنان.
وكانت إسرائيل قد اشترطت إبعاد إيران وميليشياتها إلى مساحة كبيرة عن حدودها في جنوب البلاد، وهو الأمر الذي أدّى إلى تقزيم دور “حزب الله” في معارك الجنوب، واقتصاره على روسيا وقوات النظام السوري إلى جانب الميليشيات المحلية المساندة له.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.