رغم فشلها خلف الرازي.. حكومة النظام تخطط لتنظيم العشوائيات والسكان يخشون التشرد

رغم فشلها خلف الرازي.. حكومة النظام تخطط لتنظيم العشوائيات والسكان يخشون التشرد

فتحي أبو سهيل

بعد مرور أكثر من 50 عاماً على المصورات التي تم وضعها في ستينيات القرن الماضي لعشوائيات مدينة دمشق، استفاقت محافظة دمشق التابعة للنظام مؤخراً، في المرحلة التي تسميها مرحة “إعادة الإعمار”، للإعلان عن عزمها وضع مصورات جديدة للعشوائيات، لكن هذه المرة بعد أن أصدر النظام القانون رقم 10 والذي يتيح له اخلاء أي منطقة من سكانها في سبيل تنظيمها بعد دراسة الجدوى الاقتصادية وإصدار مرسوم خاص بها.

وتتضمن المصورات الجديدة التي ستضعها المحافظة، أهم مناطق العشوائيات في دمشق وأقدمها وأكثرها اكتظاظاً، وهي سفح جبل قاسيون، الذي يضم بحسب العديد من سكانه، نحو 2 مليون نسمة بعد حالة النزوح الأخيرة خلال سنوات #الحرب، ما أثار الذعر بين سكان المنطقة الممتدة من مشفى ابن النفيس (ركن الدين)، وحتى منطقة الجادات والمهاجرين.

عدم ثقة

يقول عمر (س) إن الخوف هذه المرة من أن تقوم محافظة دمشق بإخلاء المنطقة وتركنا في العراء، بعد فشلها بتأـمين سكن أقل من 8000 أسرة فقط في منطقة خلف الرازي، فما نسمعه ونشاهده عما يجري هناك، يدفعنا للخوف لعدم ثقتنا بتصريحات وتطمينات المحافظة.

وتابع “اخلي سكان خلف الرازي من منازلهم بوعود وردية، ومنحوا بدلات ايجار زهيدة بعضها بالكاد يصل إلى 25 ألف ليرة وهي لا تكفي لاستئجار غرفة في العشوائيات، بينما لايزال سكان المنطقة إلى اليوم يحاربون من أجل حصولهم على #السكن البديل الذي لم يحرك به ساكن حتى اليوم.

.

مشروع سياحي

بدوره يرى شيركو أن المحافظة لا تأبه بمصير السكان، وكل ماتريده هو إخلاء #دمشق من الشريحة البسيطة والفقيرة، وجعلها مدينة تجارية للطبقة المخملية، وهذه خطة ممنهجة لإعادة توزيع سكان العاصمة بحسب الشرائح، وبدأت خلف الرازي وستطال التضامن والقابون وغيرها من المناطق الشعبية.

وتابع، بالتأكيد، محافظة دمشق تنظر إلى سفح #قاسيون كمشروع استثماري ضخم، حيث أنها منطقة تتميز بهواء نقي واطلالة ساحرة، وتريد المحافظة اخلاء سكانها الفقراء، وتحويلها إلى منطقة سياحية تعود عليها بالنعم والأموال.

جمود عقاري

حالة الذعر التي تعيشها جميع أحياء #العشوائيات في العاصمة، أصابت سوق العقارات بالجمود فيها، سبقتها حملة مكثفة لمنع #البناء المخالف وتمدده أكثر بحسب فداء (ر) وهو تاجر عقارات، الذي أكد أن مجرد إعلان محافظة دمشق عن عزمها وضع مصورات جديدة لتنظيم سفح قاسيون، أصيب سوق العقارات بالجمود، وبدأت عروض البيع تنهال وسط عدم وجود زبائن.

وأضاف “أشعر أن هذه الحركة مقصودة، وهدفها إخلاء مايمكن اخلاءه دون تدخل النظام بشكل علني بهذه العملية، حتى تصل الأمور لمرحلة يمكن القول فيها إن المناطق هذه غير مرغوبة بالسكن ولا تضم عدد كبير من السكان، علماً أنها تضم مئات آلاف العائلات، وعملية نقلهم إلى مناطق أخرى وتأمين سكن بديل لهم ضرب من الخيال إن لم يتم تدخل شركات ضخمة وتمويل أضخم.

وبحسب محافظة دمشق، وبعد أكثر من عام على إخلاء منطقة خلف الرازي، حتى الآن لم يتم تأمين تمويل مشروع السكن البديل للأسر التي تم اخلاءها، ولا تأمين عقود مع شركات الانشاء، بينما أكدت أنها تعمل على ذلك مع بنوك محلية وشركات عربية ومحلية وأجنبية.

هجوم من التضامن

ليس العمل على تنظيم سفح قاسيون فقط ما أثار سخط ومخاوف السكان، بل هاجم سكان منطقة التضامن بشكل عنيف، محافظة دمشق، متهمين اللجان التي قامت بتقييم الواقع فيها وحجم الدمار بالتلاعب بالتقارير، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بانتقادات لاذعة للمحافظة.

وقامت محافظة دمشق، بختم جميع #المنازل الصالحة للسكن في منطقة التضامن، بعد اخراج من فيها، بعملية قوبلت برفض واستنكار واسعين من السكان، مادفع المحافظة لتوضيح أن هذا الاجراء هو عمل احترازي لدفع أصحاب المنازل الحقيقيين إلى تثبيت ملكياتهم بأي ورقة رسمية، لكشف بعض عمليات الاحتيال واستلاب العقارات أثناء الحرب.

ورغم تطمينات المحافظة بأن هذا الاجراء احترازي في التضامن، إلا أن عملية الهدم ستتم عاجلاً أم آجلاً، حيث تقوم المحافظة بحسب مصادر، بدراسة الجدوى الاقتصادية من تنظيم تلك المنطقة، كما باقي المناطق.

وبعد موجات التنديد، أكدت محافظة دمشق، أن تنفيذ المصورات التي وضعت مدد زمنية لها تنتهي جميعها تقريباً لجميع المناطق العشوائية بدمشق عام 2024 أي بعد 6 أعوام، لكن ليس بالضرورة أن تنفذ، وقد ترفض أيضاً من مجلس المحافظة، بينما قد يتم التنفيذ فعلاً خلال الاعوام القادمة التي قد تطول حتى 50 عاماً، وبالتالي، فإن كل هذه المناطق مهددة جدياً بالهدم، حال توفر الممول والشركات الانشائية بحسب أحد المختصين.

وجاء في خطة المحافظة، وضع مصور لبرزة والقابون وجوبر في 2018 ينتهي خلال 2019، فيما يبدأ وضع مصور لمنطقة التضامن (دف الشوك وحي الزهور) الزاهرة نهر عيشة بـ2019 – 2020، ثم سفح قاسيون متضمنةً منطقة ركن الدين والمهاجرين ومعربا في 2020 – 2021.

وتضمنت الخطة أيضاً وضع مصور لمنطقة #الدويلعة والطبالة في 2021 – 2022، تليها منطقة المزة 86 ومخالفات دمر خلال 2022 وحتى 2023، وأخيراً استملاك المعضمية تبدأ دراستها في 2023 وتنتهي بـ2024.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.