أزمة في اختيار أمين العاصمة الجديد: الحكمة والعصائب مجدداً على خط المواجهة

أزمة في اختيار أمين العاصمة الجديد: الحكمة والعصائب مجدداً على خط المواجهة

كرار محمد – بغداد

أثار اختيار أمين جديد للعاصمة العراقية #بغداد، جدلاً واسعة بين مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعية، فيما أطلق البعض هاشتاغ #بغداد_للبغداديين، في إشارة إلى عزل المنصب عن أي مرشح لا ينتمي للمدينة، وانتقل السجال ليكون سياساً بين كتل الحكمة وصادقون ودولة القانون، المتنافسين على ذات المنصب.

وأُثير هذا الموضوع، على خلفية استقالة عضو مجلس النواب عبد الحسين عبطان، عن عضويته بالمجلس، حيث رجحت مصادر سياسية لموقع الحل، أن عبطان بصدد تسنم منصب أمين العاصمة بغداد.

بغدادي ام عراقي ؟

تولى العاصمة العراقية بغداد ستة أُمناء منذ احتلال العراق 2003، بدءاً من علاء التميمي إبان سلطة الاحتلال حتى آخر أمين وهو نعيم عبعوب، ولم يكن أياً منهم من مدينة بغداد، إنما كانوا ينحدرون من محافظات أخرى، ورغم أن من تسلموا هذا المنصب، ظلوا يشكون من تداخل في الصلاحيات وعدم تعاون وزارات وجهات حكومية معهم، وتعرضهم لضغوط سياسية خلال فترة تسنمهم للمنصب، إلا أن أوساط المراقبة تؤكد على ضعف الكفاءة لديهم.

إلى ذلك، أطلق رواد الميديا في فيسبوك وتويتر، هاشتاغ #بغداد_للبغدادين في إشارة إلى عزل المنصب عن أي مرشح لا ينتمي للمدينة. فيما اعتبره أهالي المحافظات الأخرى مبادرة “تحمل طابعاً عنصرياً ومناطقياً”، مؤكدين أن أي عراقي من حقه تسنم المنصب.

ورداً على تلك المبادرة كتب رجل الدين الشيعي، مازن المطوري، أن “أولئك الذين يُصنّفون الناس على أساس مناطقهم، فيمدحون بعضاً ويذمّون آخرين لمجرّد انحدارهم من هذه المحافظة أو تلك أو هذه المنطقة أو تلك، إنما يعيشون وهم الأفضلية والتفوّق ونرجسية الفرادة الأسطورية، وينطلقون من خواء لا يستند إلى ما يُفتخر به من الناحية الواقعيّة”.

فيما كتبت النائبة السابقة عن مدينة بغداد شروق العبايجي، أن “#بغداد_للبغداديين هناك من يعتبره شعاراً عنصرياً ضد بقية المحافظات ولكن لنفكر بهدوء، هذا الشعار أطلق من قبل مجموعات عديدة كرد فعل على ترشيح شخصيات غير مؤهلة لمنصب أمين بغداد ومن أطلقه لا يقصد الإساءة لغير البغداديين، ولكنه موقف مرتبط بواقع بغداد الكارثي وما ساهمت به الأحزاب من تدمير لهوية بغداد الحضارية…فليس من المستغرب أن نجد هكذا ردود أفعال بمواجهة استهانة الأحزاب بكل شي في سبيل مصالحها”.

سجال سياسي على امتيازات المنصب

استقالة عضو مجلس النواب عبد الحسين عبطان من عضوية المجلس ، عن تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، على خلفية أنباء تحدثت عن وجود تفاهمات سياسية لتولي عبطان أمانة العاصمة، حسبما أفادت مصادر سياسية موقع الحل.

الصراع على المنصب استحضر الأزمة التي حدثت بين تيار الحكمة وعصائب أهل الحق، فبعد ساعات من استقالة عبطان، أصدر النائب عن كتلة صادقون (الجناح السياسي للعصائب)، بياناً قال فيه: “أدعو ‎رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية، لأن ينصفوا ‎بغداد بتسليم منصب أمين العاصمة إلى شخصية ذات ‎خبرة إدارية وفنية لا تقل عن 15 عاماً”.

وجاء رد عضو المكتب السياسي في تيار الحكيم صلاح العرباوي في تغريدة له عبر تويتر، حيث قال إن “تيار الحكمة أول من طرح فكرة انتخاب أمين العاصمة، لذلك فنحن أوفياء للفكرة، إن كان تطبيقها ممكناً فليتنافس فيها المتنافسون وينتخب البغداديون من يمثلهم، وإن كان الانتخاب غير ممكن فلا بد من اختيار الأكفأ من الميدانيين”.

ودخل ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، على خط السجال بين الحكمة والعصائب، إذ قال عضو مجلس محافظة بغداد عن الائتلاف سعد المطلبي في تدوينة له إن “منصب أمين بغداد يجب أن يكون بغدادياً، يا رئيس مجلس الوزراء”، في إشارة إلى أن مرشح الحكمة عبد الحسين عبطان من محافظة النجف.

وتأتي هذه الأزمة في ظل أزمات متوالية، تعيشها الحكومة الجديدة التي انبثقت عن انتخابات آيار الماضي، ففي حين تشرع قوى تحالف الفتح الذي يضم العصائب ودولة القانون وفصائل مسلحة، في تشريع قانون “لإخراج القوات الامريكية من البلاد”. شرعت في الوقت ذاته لتشكيل جبهة لإفشال اختيار عبطان واختيار شخصية سنية من ذات القوى السنية المنضوية في التحالف.

جدير بالذكر أن عبطان يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة أهلته للحصول على ما يقارب 80 ألف صوت في الانتخابات الماضية، على خلفية نجاحه في إدارة الملف الرياضي، ورفع الحظر عن الملاعب العراقية، وبناء عدة ملاعب عراقية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.