رصد (الحل) – كشفت مدوّنة «زون ميليتير» الفرنسية على الانترنت في تقريرٍ لها يوم أمس عن تدمير القوات الفرنسية لحوالي مئة موقع جهادي في سوريا، وذلك خلال شهر كانون الأول الماضي فقط.

ففي الرابع عشر من الشهر الماضي، وبعد دفع الهجمات المضادة القوية التي شنها تنظيم «داعش» مستغلاً سوء الأحوال الجوية التي عطلت الطلعات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية طردها لمقاتلي التنظيم من منطقة «هجين» الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات والتي تبعد مرمى قذيفة مدفع عن الحدود العراقية.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي انسحاب قواته من سوريا، كان التحالف يزيد من دعمه لقوات سوريا الديمقراطية من خلال توجيه ما لا يقل عن 469 ضربة طيران ومدفعية إلى تنظيم «داعش» في الفترة الواقعة ما بين 16 و29 من شهر كانون الأول الماضي. حيث يضاهي هذا العدد من الضربات ما تم تنفيذه خلال الفترة الواقعة بين الثاني والخامس عشر من الشهر ذاته.

ويبين المقال استناداً على التقرير الذي قدّمه رئيس هيئة الأركان الفرنسية في باريس بتاريخ 27 كانون الأول الماضي، أن قوات سوريا الديمقراطية، وبعد أن انتهت من تأمين جيب «هجين»، قد واصلت هجومها على طول نهر الفرات وصولاً إلى منطقة البوحسن حيث ما يزال يحتفظ تنظيم «داعش» بقدرة قوية على المقاومة هناك.

وإن كان جزء كبير من هذه الضربات الموجهة للتنظيم قد قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية، تبقى الحقيقة أن القوات الفرنسية في عملية الشمال قد بذلت قصار جهدها من خلال وسائلها الخاصة والمتمثلة بعشرة مقاتلات «رافال» متمركزة في الأردن، وفي الإمارات العربية المتحدة. إضافةً إلى ثلاث عربات “CAESARS” مجهّزة بمدفعية عيار 155 ملم منتشرة في العراق على الحدود السورية، من خلال “Task Force Wagram”.

ففي شهر كانون الأول الماضي فقط، دمّرت القوات الفرنسية، ما يقارب مئة موقع لتنظيم «داعش» من خلال ضرباتها الجوية والبرية، وفق المصدر.

حيث وضّح رئيس هيئة الأركان الفرنسية، بأن ضربات قواته قد استهدفت عربات مدرّعة؛ أو مفخخة، إضافة إلى أسلحة ورشاشات ثقيلة. وبالتالي فإن هذا الاستنزاف لإمكانات العدو القتالية قد ساعد على تقدّم قوات سوريا الديمقراطية وسيطرتها على جيب هجين.

كما أن عربات المدفعية الفرنسية “CAESARS” قد لعبت دوراً حاسماً في صد هجمات تنظيم د«اعش» عندما حاول اختراق الخطوط الدفاعية لقوات سوريا الديمقراطية في شهر كانون الأول الماضي.

من جهةٍ أخرى، يكشف التقرير، بأن معدات التكنولوجيا الفرنسية الفائقة وقدرتها على إطلاق ستة قذائف في الدقيقة الواحدة والتي استخدمتها القوات الفرنسية، قد أثبتت وجودها إلى جانب نظرائها لدى باقي قوات التحالف، وكانت دعماً أساسياً للعمليات البرية المساهمة في تدمير إمكانيات تنظيم «داعش» القتالية.

وقامت المدفعية الفرنسية في الفترة الواقعة ما بين 28 تشرين الثاني من عام 2018 والأول من شهر كانون الثاني من العام الحالي بتدميرٍ أكيد لـ 88 هدف جهادي.

وللمرة الأولى منذ انطلاق عملية الشمال، تم استخدام قذائف “BONUS” لتدمير مدرعات كان يستخدمها تنظيم «داعش». الأمر الذي ساعد في إحداث خلل في أرتال التنظيم التي كانت تتكون من عشرات المركبات.

ويبين التقرير بأن قذيفة “BONUS” المذكورة مصممة لتدمير المركبات المدرعة من السقف، سواء كانت هذه المدرعات واقفة؛ أم متحركة. فهذا النوع من القذائف مجهّز بأجهزة استشعار وأجهزة للتعرّف على الهدف، ويمكن تدمير مركبات عدّة بطلقة واحدة.

ويقول العقيد قائد “Task Force Wagram” موضحاً: «دون أدنى شك فإن الاستخدام الناجح لقذائف “BONUS” قد غير الكثير في ساحة المعركة».

ومن جهة أخرى، فإن لمدفعية “CAESARS” القدرة على توفير- وخلال فترة قصيرة- العديد من الآثار على أرض المعركة منها: تدمير مصادر النيران والحواجز، وإطلاق القنابل الضوئية، وكذلك إحداث ستائر الدخان لإخفاء تقدم القوات الصديقة تجاه قوات العدو.

أما فيما يتعلق بمقاتلات الـ«رافال»، فيبين التقرير بأن عملياتها باتت أكثر تعقيداً بسبب سوء الأحوال الجوية. ومع ذلك فقد شنّت 33 غارة لمساندة قوات سوريا الديمقراطية خلال تلك الفترة. وعلى امتداد أسبوع واحد فقط؛ والممتد من 19 إلى 25 كانون الأول الماضي, نفّذت الرافال 13 غارة على مواقع لتنظيم «داعش».

وتختم الـ«زون ميليتير» تقريرها بالإشارة إلى ما أكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في السابع عشر من الشهر الحالي، خلال تحيته التي وجهها للقوات المسلحة الفرنسية، بأن فرنسا مستمرة في المشاركة عسكرياً في سوريا، وأن إستراتيجية فرنسا تتمثل بالقضاء على تنظيم «داعش» من خلال حرمان هذا التنظيم الإرهابي من أن يترك أيّة بصمة على الأرض ومنعه من أن ينبعث من جديد.

تحرير سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.