رجل واحد قُبالة كلّ أربع نساء… وسوريا تقترب من صدارة نسب «العنوسة» العربية!

رجل واحد قُبالة كلّ أربع نساء… وسوريا تقترب من صدارة نسب «العنوسة» العربية!

دمشق (الحل) – بعد حرب أهلية طاحنة فيها، وما تزال آثارها حتى اليوم، تتصدّر لبنان الدول التي تحوي أكبر نسبة من النساء غير المتزوّجات، وقد تجاوزن الثلاثين عاماً، وفق ما يُطلق عليه في المجتمعات العربية بمصطلح «العنوسة».

وإن كان هذا التعبيرُ اصطلاحاً يُطلق للمرأة العزباء فوق سنّ معينة تتفاوت بين بلد وآخر، إلا أنّه ينطبق أيضاً على الرجل، الحال الذي يبدو جليّاً في سوريا، بعد عزوف الشباب عن الزواج بسبب انشغالهم بجبهات القتال أو الهروب من الخدمة الإلزامية أو الهجرة والسفر إلى شتّى أصقاع العالم.

وتغيبُ الأرقام الرسمية عن نسب الرجال والنساء والمتزوّجين وغير المتزوجين في دفاتر سجلات الأحوال الشخصية في سوريا، وغابت إحصاءات المكتب المركزي أيضاً مع اندلاع الصراع في البلاد وتوسّع رقعته.

وكان آخر إحصاء جرى في العام 2010 قد رشحت عنه نتائج تتحدث عن تفوّق طفيف للإناث على حساب الذكور (51% إناث) مقابل (49% ذكور). إلا أنّ النسبة الحالية غير الرسمية وفق عدد من الأساتذة الجامعيين في علم الاجتماع، قد تغيّرت بشكل لافت ومتوقع، ويقول أحد عدد الموظفين في الهيئة السورية لشؤون الأسرة لموقع «الحل السوري» وقد رفض الكشف عن اسمه “نسبة الإناث ارتفعت زادت عن 70%، ليقابل كل ذكر أربعة نساء”.

ويستثني الموظف كل الرجال الذين سافروا وهاجروا وفقدوا خلال الحرب، يُضاف إليهم الرجال الذين هم على جبهات القتال بمختلف أطراف الصراع، بين النظام والمعارضة والإسلاميين والأكراد.

ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن البلاد العربية تشهد بشكل عام ارتفاع كبير لنسبة العنوسة في مجتمعاتها، ويعزو ذلك إلى أسباب عدّة، منها الاجتماعية والاقتصادية، ويتصدر لبنان قائمة الدول العربية بأعلى معدل عنوسة بنسبة 85%، ولا تبتعدُ سوريا كثيراً عن هذه النسبة، فقد احتلت المركز الثالث بنسبة 70%، رغم أن الحرب لم تنته فيها بعد.

وينشغلُ الشاب السوري اليوم في همّ وحيد هو التهرّب من الخدمة الإلزامية، أو البحث عن حياة أفضل خارج حدود البلاد، وكل ذلك يتنافى مع فكرة الزواج التي تحتاجُ إلى الاستقرار. يُضاف إلى ذلك عوامل اجتماعية واقتصادية، بعد أن دخلت البلاد في دوامة الفقر وفقد المواد الأساسية للعيش مثل المحروقات والكهرباء.

وتأتي أزمة السكن واحدة من أبرز عوائق الزواج، فقد أصبح شراء البيت حلماً بعيد المنال، والاستئجار مُكلف للغاية، ولا يمكن لشاب عادي أن يتحمّل نفقاته.

وذكرت أرقام رسمية قبل فترة وجيزة أن أكثر من نصف مليون فتاة سورية تجاوزت الثلاثين من عمرها، وما زالت عزباء دون زواج.

وكان متوسط سن الزواج في سوريا قبل العام 2011 هو 22 سنة وفقاً للدكتورة سلام قاسم، الأستاذة الجامعية في قسم علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة دمشق، وارتفع الرقم ليلامس الثلاثين في سوريا، وتضيف الدكتورة “لم يعد تعبير عانس يُطلق على امرأة بلغت الثلاثين، هناك الكثيرات تجاوزنّ الخمس وثلاثين وما زلن دون زواج”.

وتؤكد الأستاذة الجامعية أن ذلك سيؤثر في المستقبل على عدد الولادات وسوق العمل والعادات المجتمعية القديمة.

إعداد سعاد العطار – تحرير سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.