(الحل) – للعديد من العادات اليومية الجيدة ولأسلوب الحياة الصحي أثر في تحسين الخصوبة عند النساء الراغبات في الحمل واللاتي لا يعانين من موانع صحية. فكيف يمكن تحسين فرص حدوث الحمل بطرق طبيعية، ودون الحاجة لاستعمال الأدوية والعلاجات باهظة الثمن؟

أسئلة طرحناها على الطبيب السوري نورس أبراهام، المقيم في الولايات المتحدة، والذي قدم لنا النصائح التالية:

أولاً: الابتعاد عن القلق والإجهاد المستمر والضغوط النفسية:

يعد القلق العدو الأول للخصوبة، كما يسبب الإجهاد عدم انتظام الدورة الشهرية بسبب اضطراب الهرمونات في الجسم، ومن الشائع أنه في حالات القلق والاكتئاب يقل الدافع الجنسي لدى الإنسان نتيجة شعوره المتزايد بالتعب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ممارسة الجنس بشكل أقل، وبالتالي تخف فرص الحمل.

ولكن ذلك لا يعني أنه يستحيل حدوث حمل في فترات القلق، لكنه قد يستغرق وقتًا أطول، وقد أثبتت العديد من الدراسات أهمية الانخراط في نشاطات من شأنها تخفيف التوتر كتقنيات الاسترخاء، إلى جانب الحصول على دعم نفسي واستشارات طبية للتخلص من المشكلات والقلق، في تعزيز فرص الحمل ورفع الخصوبة لدى النساء الراغبات في الإنجاب.

ثانيًا: تجنب العمل ليلًا:

إن العمل في ساعات الليل يجعل النساء أكثر عرضة للعقم، لما لذلك من تأثير على إنتاج الهرمونات، كما أن عدم الحصول على الراحة والنوم الكافي يؤثر على إفراز هرمون اللبتين المسؤول عن الخصوبة، ووجد باحثون في جامعة هارفارد أن العاملات في نوبات عمل ليلية كان لديهنّ عدد قليل من البويضات القادرة على النمو الى أجنة سليمة مقارنة بالذين يعملن ساعات نهارية منتظمة.

ثالثًا: المحافظة على الوزن المثالي:

يُؤثر الاضطراب في الوزن على فرص حدوث الحمل، إذ أن هناك علاقة بين زيادة الوزن أو النحافة البالغة وإنتاج الهرمونات وعمل المبيضين، ففي حالات البدانة تعمل الخلايا الدهنية بالجسم على تحويل هرمون البروجسترون إلى أندروجين، وهو ما يمنع الإباضة المنتظمة، كما أن هناك ارتباط بين زيادة الوزن ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، والتي تعتبر واحدة من الأسباب الأكثر شيوعًا للعقم عند النساء.

ويُسهم الحفاظ على وزن صحي للجسم بزيادة معدل التبويض واحتمال حدوث الحمل، ويُنصح بأن تُراقب المرأة الراغبة في الحمل وزنها مع طبيب تغذية مختص لمعرفة الأطعمة التي يُفضل تناولها.

رابعًا: ممارسة الرياضة:

ينصح الأطباء بممارسة الرياضة لرفع الخصوبة، إذ إن موعد انقطاع الدورة الشهرية يتأخر عند السيدات النشيطات اللاتي يمارسن التمرينات بشكل منتظم لسن متقدمة، كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يؤدي إلى زيادة في وتيرة الإباضة ودورات طمث أكثر انتظامًا وهو ما يرفع فرص الحمل.  

لكن يجب الابتعاد عن الأنشطة البدنية العنيفة التي من الممكن أن تمنع الإباضة وتقلل من إنتاج هرمون البروجسترون.

خامسًا: اتباع نظام غذائي صحي:

إن انخفاض مستويات البروتين في الغذاء يؤثر على عملية التبويض بشكل مباشر، إذ يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين بمصادره الحيوانية والنباتية على حد سواء، كما يجب تناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون الصحية، والابتعاد عن استهلاك الكثير من الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة.

وربطت دراسة تناولت تأثير النظام الغذائي على الخصوبة، أجرتها كل من مدرستي «تشان» للصحة العامة و«هارفارد» الطبية، بين الفيتامينات والمغذيات التالية والتأثيرات الإيجابية على الخصوبة وهي: حمض الفوليك، فيتامين ب 12، الأحماض الدهنية أوميغا 3، الوجبات الصحية مثل حمية البحر الأبيض المتوسط.

كما أثبتت الدراسة التأثيرات السلبية للدهون غير المشبعة والأنظمة الغذائية غير الصحية الغنية باللحوم الحمراء والمصنعة والبطاطس والحلويات والمشروبات المحلاة بالسكر وخاصة المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة.

ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي استهلكن كميات كبيرة من الوجبات السريعة وحصص قليلة من الفاكهة استغرقن وقتًا أطول للحمل عن النساء اللاتي يتمتعن بنظام غذائي صحي، ويتناولن المأكولات البحرية.

سادسًا: تقليل كميات الكافيين المستهلكة يوميًا:

فعلى الرغم من عدم وجود علاقة مباشرة بين الإفراط في تناول الكافيين والعقم، يوصي معظم خبراء الإنجاب بتقليل كمية الكافيين في النظام الغذائي إلى أقل من 200 إلى 300 ملجم يوميًا، للمرأة الراغبة في الحمل، ويمكن لمحبي القهوة استبدالها بالنوع الخالي من الكافيين.

سابعًا: الإقلاع عن التدخين:

تسبب المواد الكيميائية الموجودة في السجائر مثل النيكوتين، السيانيد، وأول أكسيد الكربون الشيخوخة للمبايض واستنزاف البويضات قبل أوانها، كما أنها قد تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية في سن مبكرة قد تقل بنسبة تتراوح بين سنة وأربع سنوات عن غير المدخنات، فضلًا عما تحدثه هذه المواد من خلل في مستويات الهرمونات بالجسم.

كما أن التدخين يدمر المادة الوراثية في البويضات والحيوانات المنوية، ولذلك تزيد معدلات الإجهاض ونسب الخلل في الولادة بين المدخنين.

ثامنًا: الامتناع عن تناول الكحول:

يرتبط تناول الكحول بزيادة خطر الإصابة باضطرابات التبويض، ويؤكد الدكتور أنتوني رذرفورد، الاستشاري في الطب الإنجابي ورئيس جمعية الخصوبة البريطانية الصلة بين شرب الكحول والخصوبة رغم عدم وضوح السبب المباشر لذلك، وأظهرت العديد من الدراسات أنه حتى شرب كميات قليلة من الكحول يمكن أن يكون له تأثير سلبي، ومن بين تلك الدراسات أثبتت إحداها أن تناول الكحول من مرة إلى خمس مرات أسبوعيًا من شأنه أن يقلل من فرص الحمل لدى النساء، وأن شرب الكحول لعشر مرات أو أكثر يقلل من احتمال الحمل بدرجة أكبر.

تاسعًا: تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب:

إذ إن تناول بعض الأدوية يؤثر بشكل مباشر على الخصوبة.

عاشرًا: تجنب استخدام غسول مهبلي بعد ممارسة العلاقة الحميمية مباشرة:

إذ أن ذلك من شأنه أن يؤثر على الحيوانات المنوية ويقلل من فرص الحمل.

إعداد نينار خليفة – تحرير سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.